أميركا في سورية
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

أميركا في سورية

 فلسطين اليوم -

أميركا في سورية

د. يوسف رزقة

يبدو تصريح ( جون برينان) مدير وكالة الاستخبارات الأميركية أمام مجلس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي حول سوريا لافتا للنظر، ومثيرا للاهتمام أيضا عند من يبحث في كيفية إدارة أميركا لمناطق الصراع في المنطقة العربية والإسلامية . 
لقد قال رجل وكالة الاستخبارات بصراحة غير مسبوقة : ( إن أميركا وروسيا ودول المنطقة التي تحيط بسوريا لا تعمل على إسقاط نظام الأسد، لأن سقوط الأسد يعني الفراغ، ويعني سيطرة القوى الإسلامية المتطرفة على سوريا؟!).
المثير في تصريح( برينان) ليست صراحته وهي مهمة ، وليست مكانته ومسئولياته وهي مهمة أيضا، وليست وثائقية قوله ورسميته، حيث كانت شهادته شهادة رسمية حكومية أمام أعضاء من الكونجرس، وهي مهمة من ناحية ثالثة. ليس لكل ما تقدم وحده ، بل إن الأهم والمثير بعد ما تقدم هو ما يقف خلف التصريح من رؤية أميركية. 
يكشف التصريح أن الرؤية الأميركية تقوم على قاعدة التلاعب، والعبث في الثورة السورية وغيرها من الثورات. أميركا تبحث دائما عن مصالحها ، وهي مصالح غالبا ما تلتقي في المنطقة العربية والإسلامية مع الأنظمة الاستبداية القائمة على الحكم الفردي أو الحكم العائلي . 
اعترافات (برينان ) تجعلنا على حق حين ندين الموقف الأميركي ، ونتهمه بالعدوانية، حيث تخلو مواقفها من القيم والمبادئ. 
لقد غدت الحالة السورية النموذج الأسوأ في تاريخ تجارب الشعوب مع من يحكمها. والتجربة الأسوأ في القرن الحديث في تاريخ إدارة أميركا للأزمات الخارجية كدولة عظمى وحيدة. 
سوريا تسير باتجاه مزيد من الدمار والهدم، بعد أن فقدت الآلاف ، بل مئات الآلاف من أبنائها بين قتيل وجريح ومهاجر وطريد. لقد هجرت الملايين أماكن سكناها هربا من القذائف والقتال، وبات الشعب السوري في معاناة لا مثيل لها. ومع ذلك ما زالت أميركا الدولة الأعظم تقف موقف اللامبالي، والمتفرج، ثم المستثمر للأزمة ، بحيث يتم توجيه مخرجاتها نحو خدمة اسرائيل والمصالح الأمريكية ، تحت عباءة محاربة تنظيم الدولة، والجماعات الإسلامية. وهنا ننوه أنه ليس بالضرورة الحديث في التدخل العسكري، ولكن ثمة ضرورة لحل سياسي يجنب سوريا مآلات هذه النيران المشتعلة في كل مكان. 
لم تنجح قيادات المعارضة السورية في تغيير موقف أميركا الذي حدده (برينان) ، ولم تنجح أنظمة عربية في تحقيق رغبتها في تغيير الموقف الأميركي، لأن كلمة دولة الاحتلال حاسمة في تحديد رؤية أميركا وموقفها من صراعات المنطقة. ( إسرائيل ) تود إبقاء الصراع حتى آخر مواطن سوري، وآخر جندي سوري. وهي في الوقت نفسه تود أن ترى العراق وليبيا واليمن ومصر في حروب داخلية حتى آخر رصاصة في يد المتقاتلين. 
بعض المحللين أسند سياسة أوباما التي نوه إليها ( برينان) إلى ضعف الرجل في القرار الذي يتعلق بمواطن الصراع خارج أميركا. ولكن قول ( برينان )لا يقول هذا، وإنما يقول : إن أصول الرؤية الأميركية، والموقف الأميركي هو الموجه للموقف الأميركي المذكور آنفا. إنها رؤية انتهازية، تتماهى مع الرؤية الإسرائيلية. 
لست أدري كيف يثق العرب (أنظمة وشعوبا) في الإدارة الأميركية ومزاعمها لخدمة المنطقة وقضايا الأمة العربية. أميركا التي ترعى الاستبداد على حساب شعوب المنطقة العربية ، لا يمكن أن تقدم حلولا للأزمات تقوم على العدالة والديمقراطية، وحقوق الإنسان. ويجدر بنا أن نتوقع منها الأسوأ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا في سورية أميركا في سورية



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 07:07 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء إيجابية ومهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 10:55 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

تعرف على مرض تسببه الخنفساء في أمريكا

GMT 06:12 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

" شانيل " تطرح مجموعة جديدة من "الأزياء"

GMT 23:29 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا ينهي مشوار الوداد في ربع النهائي

GMT 16:14 2017 الأربعاء ,31 أيار / مايو

النعناع و البردقوش مسكن قوي للالام
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday