اسرائيل تحرق  شاباس
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

اسرائيل تحرق " شاباس" ؟!

 فلسطين اليوم -

اسرائيل تحرق  شاباس

د. يوسف رزقة

في زحمة الحراك الإعلامي الضخم الناتج عن إعدام تنظيم الدولة لمعاذ الكساسبة حرقا، ومحاولة كل الأطراف استثمار الحدث، وتداعياته، لضرب المنطقة، وهدم كل ما هو نبيل فيها، غابت عن وسائل الإعلام استقالة بروفيسور ( وليام شاباس) الكندي ، رئيس لحنة تقصي الحقائق الأممية في جرائم الاحتلال التي ارتكبتها ( إسرائيل) في عدوانها الأخير على قطاع غزة ، في حرب ( الجرف الصامد) التي امتدت إلى واحد خمسين يوما، تولدت عنها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وربما جرائم إبادة عنصرية أيضا. 
لقد سجلت الاستقالة غيابا ملحوظا في الإعلام العربي، والدولي، وحتى في الإعلام الفلسطيني، وحل في مكانها تنظيم الدولة، وردود الأردن، واستنكار العالم لعملية الحرق، كأداة للإعدام. ولم تناقش وسائل الإعلام أسباب الاستقالة ، ودور دولة الاحتلال، ومراكز الضغط الصهيوني في إجبار ( شاباس) على الاستقالة؟! لقد نجت دولة الاحتلال من ردود الأفعال الإعلامية، وحققت ما تريد في ضرب لجنة تقصي الحقائق الأممية في قلبها، وعرقلة دورها في تقصي الحقيقة، التي تدين قادة دولة الاحتلال لا محالة٠ 
تنظيم الدولة أحرق الكساسبة، بينما أحرقت دولة الاحتلال والعدوان ( شاباس) إحراقا معنويا، في محاولة منها لقتل مهمته ومهمة لجنته القانونية والإنسانية باتهامه بأنه مؤيد للحق الفلسطيني؟! لم يتحمل شاباس الضغط الهائل الذي قام به اللوبي الصهيوني، مما اضطره إلى الاستقالة؟! 
إسرائيل دولة الاحتلال الغاشم ، أحرقت غزة بست أضعاف القنبلة النووية التي ألقيت على مدن يابانية، واستخدمت الفسفور الأبيض لحرق المدنيين وممتلكاتهم، ومع ذلك لم يتناولها الإعلام بالحديث كدولة ظالمة مشرّعة لقتل المدنيين حرقا بالنار، وهم جائعين، وخائفين، بلا مبررات عسكرية، أو أمنية معتبرة بمناسبة إحراق الكساسبة ؟!. والمذهل أن دولة العدوان تستنكر الحرق الآن؟! وكأنها حمل وديع لم يحرق البيوت بما فيها من السكان؟!، وكأن صوريخها الحارقة لم تحرق جثث مَن اغتالهم طيرانها حرقا كاملا، بينما تفضح صور الجثث المتفحمة إسرائيل ، وتدينها بجرائم حرق الأبرياء، لإحداث الرعب والإخافة؟!
حرق الأحياء بالبنزين والنار مستنكر، في عالم أميركا واسرائيل، وحرقهم بالنابلم، والفيسفور، واليورانيوم المنضب، ليس مستنكرا ولا مستهجنا؟! لأن العالم ظالم و لا يرى جرائم الدول القوية. 
إن أول من حرق الأحياء بالنار في عصرنا الحديث كان هتلر، ثم اسرائيل، ثم أفريقيا الوسطى، ثم السيسي، ثم تنظيم الدولة؟!! وجميعهم انطلق من استراتيجية طلب الملك والنصر بالرعب، والإخافة؟!
إن شعب فلسطيني يحترق منذ عام ١٩٤٨م، وحتى تاريخه، ولم تسجل دول الاتحاد الأوربي، وأميركا، ودولا عربية مهمة، موقفا أخلاقيا، لإيقاف الأيدي الآثمة التي تحرقه، وتحرق أطفاله، ونساءه، بكل وسائل الحرق المؤلمة، على مرأى ومسمع من العالم. وفوق حرق الفلسطيني المستمر، تحرق ( اسرائيل ) اليوم لجنة (شاباس ) لتمنعها من أداء دورها في تقصي الحقائق، وتطالب بالغاء كل ما كتبته اللجنة الأممية ؟!
شاباس وحده هو من ردّ على نيتنياهو وليبرمان بقوله:( إن تصريحات الاثنين وقحة، وإن التحقيق مستمر في جرائمهم التي ارتكبوها، في غزة والضفة من أجل الكشف والوصول للحق والعدالة).
وفي الختام أقول : لا يطفئ نار إحراق الأحياء غير العدل. وطالما كان العدل مفقودا، فإن حرق الأحياء باق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسرائيل تحرق  شاباس اسرائيل تحرق  شاباس



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 13:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 09:03 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الدلو" في كانون الأول 2019

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 14:19 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستعين بالتول لتصميم فساتين زفاف

GMT 00:29 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

جزيرة فوكيت لتمضية إجازة ممتعة في مسابح خاصة

GMT 18:38 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طرق تنسيق حقائب الـ Fanny Pack" "
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday