السودان بداية تعويم الربيع العربى
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

السودان.. بداية تعويم الربيع العربى

 فلسطين اليوم -

السودان بداية تعويم الربيع العربى

بقلم-عماد الدين أديب

للزعيم الصينى «شواين لاى» عبارة بليغة تلخص ما نعايشه الآن من أحداث، قال فيها: «التاريخ كله عبارة عن عدة مشاهد متكررة بأبطال وظروف وملابسات مختلفة، لكنها تبدأ وتنتهى لأسباب واحدة».

وما نعايشه الآن هو باختصار «إعادة تعويم الربيع العربى»، بعدما فشل فى نسخته الأولى منذ 2011 حتى الآن.

فى الربيع العربى «الجزء الأول» كانت البدايات ترفع شعار الحرية، وتنتهى بهتاف «ارحل ارحل»، و«الشعب يريد إسقاط النظام».

الربيع العربى الحالى، أى «الجزء الثانى»، يبدأ بالشكوى من صعوبات الحياة، بدءاً من رغيف الخبز إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمحروقات والطاقة أو سوء خدمات التعليم والصحة والإسكان وشبح البطالة، وينتهى مثل «الجزء الأول» بـ«ارحل.. ارحل».. و«الشعب يريد إسقاط النظام».

ومن يتابع 3 أحداث فى الآونة الأخيرة فى الخرطوم وأم درمان بالسودان، وفى بغداد والبصرة بالعراق، وفى عمان ومعان فى الأردن، سيلاحظ أن نفس الكتالوج يتكرر، ولكن تحت سقف ومظلة استحالة تكاليف الحياة.

وبالتأكيد لا نقول إن طبقات الفقراء والمهمشين والشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى فى العالم العربى لا تعانى فى ظل أزمة اقتصادية عالمية طاحنة وشروط قاسية من صندوق النقد والبنك الدولى على الدول الفقيرة المتعطشة لمساعدات، وفى عالم اضطرت فيه الحكومات أن تلجأ إلى منطق الجباية المالية لتعويض العجز المالى والهوة الكبرى بين متطلبات النفقات وضعف الإيرادات الكلية لاقتصادات الدول.

فى الربيع العربى «الأول» كانت منظمة «جورج سورس»، ذلك الملياردير الذى يدير حركة المال بين أوروبا والولايات المتحدة هى الممول الرئيسى لخلق وتنمية شرائح من الشباب والشابات فى دول العالم العربى بموازنة تجاوزت المائة مليون دولار.

«سورس» هو الداعم الأول لعائلة كلينتون، سواء فى حملة الرئيس بيل كلينتون أو حملة هيلارى كلينتون، بتبرع رسمى ثابت يبلغ 25 مليون دولار، وعُرف عنه أنه الراعى والمحرك لـ200 تجمع أمريكى للتظاهر والنشاط المضاد ضد المرشح -حينئذ- دونالد ترامب.

وليس صدفة أن يرى دونالد ترامب أن الربيع العربى الذى دعمته قوى أمريكية كان مشروعاً فاشلاً ارتد على واشنطن والمنطقة بنتائج عكسية، خاصة حينما قال: «انظروا إلى العراق وليبيا، كانتا بالطبع أفضل حينما كان صدام والقذافى فى الحكم»!

الربيع العربى، أو مشروع «كيف تسقط الحكم الحالى من خلال حركة تظاهر مدنية منظمة من الشارع»، هو كتاب ممنهج له أصول وقواعد كتبها المنظِّر لهذه الفكرة وهو «جين شارب» الذى يُعتبر الأب الروحى لجماعات المجتمع المدنى الحديثة التى تلقت دورات تدريبية فى صربيا، وقبرص، وواشنطن، لفهم وتطبيق فكر الرجل.

وما يحدث الآن هو تطبيق عملى لتعويم الربيع العربى الجزء الثانى فى السودان لإسقاط حكم رئيس ممسك بالسلطة بقوة المؤسسة العسكرية يدير شئون 40 مليون سودانى، متوسط دخل الفرد السنوى فيهم يبلغ 650 دولاراً أمريكياً، لبلد يُعتبر الثالث أفريقياً من ناحية المساحة ويتحكم فى موقع جغرافى بالغ الدقة والأهمية.

يريدون إسقاط البشير، ويهتفون: «ارحل»، ولكن دون تصور واضح وصريح لما بعده من سياسات ونظام وأشخاص. مرة أخرى نعود لفكر الإسقاط دون وجود مشروع بديل يحل محل ما نسعى لإسقاطه لنقع فريسة الفوضى والفراغ المخيف.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان بداية تعويم الربيع العربى السودان بداية تعويم الربيع العربى



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 17:35 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

الجزائر تحظر الألعاب النارية وتصنفها "عتاد حساس"

GMT 10:57 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المصارعة الحرة تتهم ري مستريو بالقتل غير المتعمد

GMT 18:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أشهر كذبات نيسان التي صدقها كثيرون

GMT 09:28 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى فتاة سورية لجأت الى فرنسا تبحث عن والدها المخطوف

GMT 14:05 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

هوندا تكشف عن سيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday