الأردن والحرب البرية علىداعش
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الأردن والحرب البرية على"داعش"

 فلسطين اليوم -

الأردن والحرب البرية علىداعش

عريب الرنتاوي

مشاركة الأردن في العمليات الجوية ضد تنظيم “داعش “، لا يعني تلقائياً أن مشاركته في الحرب البرية حال وقوعها، يجب أن يكون أمراً “محسوماً”، أو من باب تحصيل الحاصل ... ذلك أن مستويي المشاركة في أنشطة التحالف الدولي ضد “داعش”، يترتب على كل منهما، نتائج وتداعيات مختلفة تماماً عن بعضها البعض، والاشتراك في أية حرب برية مقبلة على التنظيم الإرهابي، يجب أن تخضع لعملية تمحيص وتدقيق، بالغة الدقة والحذر.
الولايات المتحدة أعلنت عن اندراج أكثر من أربعين دولة في التحالف الدولي ضد إرهاب “داعش”، أقل من ربع هذه الدول، يشارك أو ينوي المشاركة في عمليات حربية جوية ضد التنظيم، بقية الدولة تكتفي بالدعم السياسي والاستخباراتي واللوجستي والمالي، ومع ذلك، ينظر إليها بوصفها دولاً أعضاء في التحالف الدولي.
لا يعني ذلك أن الحرب على “داعش” ليست حربنا، كما يحلو لكثيرين القول، بل بالعكس من ذلك تماماً، هي حربنا ذات الطبيعة الدفاعية، ومن أجل حفظ أمننا واستقرارنا... بيد أن الإقرار بهذه الحقيقة شيء والذهاب في الحماسة للحرب والمشاركة فيها حتى أبعد شوط ومدى، شيء آخر... الإقرار بهذه الحقيقة شيء، وتقرير مستوى المشاركة في هذه الحرب، شيء آخر مختلف تماماً، ويخضع لحسابات أخرى.
الأردن يشارك في الحرب منذ بدايتها، استخباريا ولوجستياً، وسلاح الجو نفذ طلعات قتالية ضد أهداف لـ “داعش”، هذا المستوى من المشاركة، معقول ومقبول، مع أنه مُنتقد لأسباب مفهومة من كثيرين، أهمها الخشية من تأجيج التهديدات الأمنية الداخلية وعبر الحدود، لكن الذهاب إلى حرب برية، وإرسال جنود إلى ساحات القتال وميادينه في العراق أو سوريا أو كليهما، هو أمرٌ ينطوي على مخاطر جمّة، سيما أن أسفرت المعارك التي سيخوضها هؤلاء (لا سمح الله) عن سقوط ضحايا من الجنود والضباط، وما قد يستثيره ذلك من مشاعر غضب وردّات فعل محلية، نحن في غنى عنها.
حكومتا البلدين / الساحتين المحتملتين للحرب المقبلة، سوريا والعراق، أعلنتا بأنها لا تريدان قوات برية من الخارج، وأنهما ستتعاملان مع أية قوات تأتي بالضد من إرادتهما السيادية بوصفها قوات معادية ومحتلة... وهذا استهلال غير طيب، لا يمكن المجازفة معه، بالدخول في معارك مؤجلة مع هذه الحكومات، دع عنك رمال المنظمات وفصائل المعارضة ووحدات الحماية والصحوات العشائرية المتحركة، التي سيصعب معها، تحديد العدو من الصديق، كما سيصعب التنبؤ مسبقاً، بتغير وتبدل ولاءات وانتماءات هذه المجاميع، الأمر الذي سيضع القوات البرية دائماً، في دائرة الخطر الشديد.
ثم، أن الدول المرجح أن تكون مشاركة فاعلة في الحرب البرية، حال اندلاعها، هي دول ذات أجندات خاصة بها، في سوريا والعراق والإقليم، وهي غالباً أجندات لا ناقة للأردن فيها ولا جمل، وبعضها يستهدفه مثلما يستهدف البلدين المذكورين، وليس من المستبعد أبداً أن تنتهي الحرب البرية لا باستئصال “داعش” وإنما بانتصار تلك الأجندات، فهل من الحكمة أن نكون وقوداً لمصالح وأطماع ومطامح غيرنا؟
أكثر ما يقلقني في حكاية المشاركة في الحرب البرية، هو مصائر الجنود والضباط الذين سينخرطون فيها، وردود أفعال عائلاتهم وعشائرهم على الحرب ومن أمر بالمشاركة فيها، في حال بدأت باستقبال “الجثامين” وإحصاء أعداد الشهداء والجرحى والمصابين، سيما وأننا نعرف أن لـ “داعش” وأخواتها، مريدون كثر في أوساطنا، ومن ينكر ذلك، يعيش “حالة إنكار”.
لقد سمعنا من أوساط غربية وقرأنا في صحف خارجية، أن الأردن أبلغ واشنطن استعداده للمشاركة في حرب برية محتملة، ورأينا وزيراً في الحكومة يصرح بأن أمراً كهذا يبدو “وارداً”... قرأنا عن ضغوط يتعرض لها الأردن من أجل الاستعداد لهذه الحرب والالتحاق بها عند اندلاعها... وأحسب، إن صحت مثل هذه الأنباء والتقديرات، أن الأردن سيكون جازف كثيراً، وتخطى حدود الممكن والمسموح والمحتمل في الحرب على الإرهاب... وآمل أن يجري إعمال الحذر والتحوّط قبل وقوع الكارثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن والحرب البرية علىداعش الأردن والحرب البرية علىداعش



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday