سـويق دبس وثلج
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

"سـويق"؟ دبس وثلج!!

 فلسطين اليوم -

سـويق دبس وثلج

حسن البطل

هل ينقش الثلج في الذاكرة؟  
في ذاكرة الولد اللاجئ أن "الثلجة الكبرى" تلت عام النكبة الكبرى. وفي ذاكرة الشاب اللاجئ أن «ثلجة» تلت عام النكسة الكبرى.

 1 - حجر من «نار»
أوائل الخمسينيات، كان الطريق طويلاً من البيت الى المدرسة. موحلاً. وكان برد الشام «يقصّ المسمار».. أو ينخر عظاماً طرية لم تتشرب كفايتها من «حليب الوكالة».
في مدفأة الحطب حجر مستدير، تقريباً، وحديد المدفأة يحمرّ من سعير النار. زوّادة الأم في حقيبة المدرسة؛ وزوّادة أخرى من حجر صغير وثقيل، تلفـّه الأم بخرق من القماش المبلول قليلاً، ثم خرق جافة. نحمل الحجر الساخن بين أناملنا، ونركض في الأزقة.. الى حيث المدرسة.. وقد نتزحلق على بركة ماء موحلة وآسنة، جعلها برد الليل صفحة من جليد أملس.
.. أو نبكي في الطريق، لأن للزمهرير مذاق صفعة معلم الصف لتلميذ نسي أداء واجبه الليلي، أو لها لسعة عصا المعلم على يديّ تلميذ قلب المحبرة على دفتره النهاري.. أو نبكي خمس دقائق لأن مدفأة الصف، وهي من الحديد الصبّ، تجعل قطرات الدم التي تعود الى شعيرات أصابع الأنامل، موجعة أكثر من "تشطيبات" الشفرة على شحمات الأذن، أو جلد الظهر، إذا فار دم الأولاد من شقاوة اللعب في شمس ظهيرة آب.

  2 - «القمبوع»
  قناع من الصوف، الجيد أو الأقل جودة، يستر رأس الولد بكامله، عدا العينين والأنف، ويغطي الرقبة بكاملها.  
ينطلق الأولاد من بيوتهم «مقنبعين» ويجلس الأولاد على مقاعد الصف (الرحالي؛ ومفردها رحلاة، وجذرها راحلة) حاسري الرأس. لكل ولد مقعده طيلة الفصل الدراسي. فجأة كان يختفي القنبوع. يسرقه ولد حقير.  
المدفأة، التي يتفقدها «الآذن» بين حصة وأخرى، حاملاً حطباً أو إبريقاً مليئاً بالكاز، تبقى الى جانب السبورة، والسبورة الى جانب طاولة الأستاذ. أية عدالة هذه؟ الدفء من نصيب المعلم وتلاميذ المقدمة، والصقيع من نصيب الأولاد في المقاعد الخلفية.  
لم تعد «القنابيع» كما كانت، انحسرت الى قبعة صوفية سوداء صارت علامة جنود القوات الخاصة المضادة للإرهابيين، أو علامة الزنوج المتمردين في أميركا على الزي السائد.

3 - زيت كبد السمك
الكالسيوم من حليب الوكالة لتعزيز عظام أولاد اللاجئين، خشية داء الكساح، وهذا زيت السمك من مؤونة الوكالة في مطاعم أولاد اللاجئين، لأن فيتامين D خير مكافح لأمراض سوء التغذية.  
نكره «زيت السمك» صيفاً، وفي الشتاء البارد نكرهه أقل، لأنه كان ملء ملعقة ساخنة كريهة المذاق والرائحة، وكان شرطاً للمكافأة التالية: حفنة من الزبيب الصغير، التي تعدّل المذاق غير المستساغ لـ «زيت السمك». في الزبيب حديد، والحديد ضروري لكيمياء الدم.  
في وقت لاحق، تطورت علوم الصيدلة، واستعاضت طبابة الأونروا ومطاعمها بزيت السمك السائل بكبسولة من زيت السمك. لم تعد هناك «مكافأة» من الزبيب. تمرد الأولاد على «الحبّة». يتظاهرون بابتلاعها، ثم يلفظونها أرضاً.  
كان اسمنا على «كرت المطعم» والى جانبه وزننا وتاريخ الوزن، فإذا انخفضت معدلات الوزن، تعدّلت الوجبات قليلاً، وصار اللحم أكثر، واستبدلوا الجبنة البيضاء بأخرى صفراء ودسمة.  لم تكن الجبنة الصفراء معروفة لدى أولاد الفلاحين، وكان مذاقها شهياً، وكنا أحياناً نستبدل معهم بعض حصتنا من الجبنة الصفراء بحصتين أو ثلاث من الجبنة البيضاء.

4 – "السويق"  
هل يأكلون الثلج؟ نعم.  
كانت سنوات الخمسينيات، في دمشق وغوطتها باردة بشكل استثنائي، وكان الثلج يبقى على جبالها الجرداء حتى أول الصيف، وكان باعة الثلج يصعدون ببغالهم الى حيث الثلج في الربيع، يضغطونه في «خرج» الدابة، ويبيعونه في القرى.. بعد إضافة قليل من دبس العنب السائل اليه في البيوت: ثلج ودبس وخبز، غير أن ثلج الجبال، الذي ولد في العواصف، ليس مجرد ماء جامد، بل ماء مشحون ببعض العناصر المتأينة الضرورية للجسم.   
.. وكان الحمار ينهق في أزقة القرى، وكان البائع يصيح «سويق.. سويق» .. والأولاد يتراكضون اليه حاملين في يدهم قرشاً، ثم قرشين ونصف (نصف فرنك) لأن التضخم النقدي جعل «الفرنك» في قيمة القرش، ثم جعل «رُبع اللير» في قيمة الفرنك.. والآن، لا يتبادلون هناك الليرة، كما لا يتبادلون هنا «الأغورة».
*  *  *
كان الثلج موضوعاً لمباريات الإنشاء المدرسي. وكان اسمه «القطن المندوف». عبارة اخترعها معلم غاشم أو تلميذ شاطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سـويق دبس وثلج سـويق دبس وثلج



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday