لندن ـ العرب اليوم
حتى عهد قريب، كان اسم «كروشياني» يرتبط بالكشمير الإيطالي المتميز، ولم يكن يردده سوى قلة من محبي المنتجات الإيطالية الفخمة، بحكم أن للدار باعا طويلا في غزل الصوف وجعله بنعومة الحرير وفخامته. إلا أن الاسم، منذ عام 2011، أصبح مثل النار على علم يتردد على ألسنة الكل، صغارا وكبارا. السبب، أساور منسوجة من الدانتيل بتصاميم وألوان متنوعة زينت معاصم الأميرات، مثل شارلوت كاسيراجي أوف موناكو، ونجمات ونجوم من كل أنحاء العالم تطول لائحتهم. في حديث خاص مع لوكا كابراي، مؤسس ماركة «كروشياني C» ورئيسها التنفيذي، تتأكد من صدق مقولة إن أكثر المشاريع نجاحا هي التي تبدأ بفكرة بسيطة ومن شغف صاحبها بالمنتج وتسلحه بالجودة واحترام ثقافات الغير. في حالة «كروشياني C» فإن الفكرة ولدت من عشقه للدانتيل الذي تربطه وعائلة كابراي علاقة حميمة تمتد إلى عدة عقود. فعائلته، كما يقول «لها تاريخ طويل في إنتاج الدانتيل ونسجه، ويسعدني القول إننا نمتلك واحدة من أقدم المجموعات الأنتيك في العالم، تصل إلى 24.000 قطعة. لهذا يمكنني القول إنني كبرت محاطا به، أتنفس جمالياته وفخامته وأيضا ثقافة نسجه».
لكن لوكا يعترف أن ما شجعه أكثر على التفكير في هذا الإكسسوار تحديدا، هو تزايد الطلب على أساور اليد في الآونة الأخيرة ورصها رغم اختلاف الألوان والخامات والأشكال. غير أنه انتبه أيضا إلى أن العديد منها كان إما من الذهب وإما مرصعا بالأحجار، مما يجعل أسعارها عالية وليست في متناول الجميع، وإما رخيصا للغاية، وإما مظهرها يفتقر إلى الذوق الراقي، لهذا قرر أن يملأ ثغرة في السوق ويستغلها. ومن هنا ولدت أساور «كروشياني» التي أخذت ألوانا حيوية وأشكالا عصرية وقيمة توازي المجوهرات جمالا وأناقة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنها تبقى لأجيال من دون أن تتأثر، وأن عملية «نسج الدانتيل» كانت ولا تزال في رأي ممتهنيها تشبه عملية نسج مجوهرات بالخيط والإبرة. طرحها بأسعار معقولة تخاطب كل الشرائح والأعمار، كان مهما بالنسبة للوكا حتى تتيح لصاحبها التلاعب بألوانها لإضفاء الحيوية على مظهره وفي الوقت ذاته تعزيز ذوقه وأسلوبه الخاص.
ولا يخفي لوكا كابراي أنه عندما أطلقها في إيطاليا في عام 2011، لم يكن يتوقع حجم النجاح الذي حققته منذ اليوم الأول من طرحها «فقد تفاجأنا بطوابير من أكثر من 100 شخص ينتظرون خارج المحل للحصول عليها، ولم يقل عددهم طوال الصيف». وهذا ما شجعه على أن يصدرها إلى اليابان وكوريا والولايات المتحدة والشرق الأوسط، وكانت في كل مرة تحقق نفس التأثير، إلى حد أن الطلب فاق التوقعات والقدرة الإنتاجية حسب ما قال، ويتابع: «نحن الآن ننتج 750.000 سوار في الشهر ونكاد أن نصل إلى سقف قدرتنا الإنتاجية مما يجعلنا نفكر في التوسع على شرط أن تحافظ هذه المنتجات على خصوصيتها وصفتها الحصرية والعصرية».
ورغم تعدد أسواق الماركة حاليا ونيته التوسع في بلدان جديدة، يعترف لوكا أنه مبهور بسوق الشرق الأوسط، حيث يوجد منذ فترة في دبي وينوي التوسع إلى أبوظبي والسعودية عما قريب. فقد أدهشه الإقبال من قبل كل الشرائح والأعمار، فـ«طفل في الخامسة من العمر يشتري سوار سوبرمان، والمرأة الأنيقة أقبلت على الخميسة المرصعة بالذهب من قيراط 18، وهكذا».
أرسل تعليقك