استمرار إضراب طياري اير فرانس رغم تعليق مشروع مثير للخلاف

رفض طيارو اير فرانس الذين ينفذون اضرابا منذ ثمانية ايام، الاثنين اقتراحا "اخيرا" لادارة الشركة يقضي بالتعليق الموقت لمشروع تطوير فرعها للاسعار المخفضة ترانسافيا في اوروبا الذي تسبب في هذا النزاع.

وانتقدت ابرز نقابة لطياري اير فرانس، النقابة الوطنية لطياري الخطوط الجوية اير فرانس البا "تحريضا اخيرا" لرئيس المجموعة اير فرانس-كا ال ام الكسندر جو جونياك، ووصفت هذا الاعلان بأنه "سحابة دخان لا تحل اي مشكلة".

وفي مقابلة مع صحيفة لوموند، طرح دو جونياك تعليقا "حتى نهاية السنة لمشروع انشاء فروع لترانسافيا في اورويا وخارج فرنسا وهولندا" باعتباره "اقتراحا اخيرا" لانهاء اضراب "لا اساس له".

وقالت النقابة ان "الاطفائي المهووس باطفاء الحرائق راهن على تراجع التعبئة بعد الايام الثمانية الاولى. لذلك فالدعوات الى الاضراب لم تضعف. وبات يحاول اخماد الحريق من خلال النفخ في جمره".

واضافت النقابة ان "هذا التحريض بعد ثمانية ايام من الاضراب والتحذيرات حول التهديدات بالاستعانة بمصادر خارجية ونقل الانشطة للخارج التي تؤثر على وظائف الطيار في القانون الفرنسي، غير مقبول".

ومنذ ثمانية ايام، ما زال اكثر من نصف طائرات اير فرانس متوقفا في اطار هذا الاضراب، وهو الاطول منذ 1998، الذي يؤدي كما تقول الادارة "الى خسائر في الاستثمار يمكن ان تصل الى 20 مليون يورو يوميا".

وكانت النقابة الوطنية لطياري الخطوط الجوية اير فرانس "البا" اعلنت السبت عن تمديد الاضراب حتى الجمعة 26 ايلول/سبتمبر، ولم تستبعد استمراره الى ما بعد هذا التاريخ اذا ما استمر "الوضع المأزوم".

وسيكون توسيع ترانسافيا الذي يعتبره الطيارون بابا مفتوحا "لنقل فرص العمل" الفرنسية الى الخارج، موضوعا للتفاوض قبل نهاية السنة حسب الاقتراح الجديد للادارة مع كل فئات الموظفين. ومجموعة اير فرانس كا ال ام التي تريد رفع اسطول ترانسافيا فرنسا من 14 الى 17 طائرة، اعربت عن رغبتها في فتح قواعد جديدة لترانسافيا في اوروبا ابتداء من 2015 مع طيارين بعقود محلية.

ووعد دو جونياك باجراء "حوار معمق" "لتوفير الضمانات الضرورية مع النقابات".

وقد كررت الحكومة الفرنسية في الايام الاخيرة دعواتها لانهاء النزاع. وقال سكرتير الدولة للعلاقات مع البرلمان جان-ماري لو غون لاذاعة اوروبا 1، "من الواضح اليوم ان من الضروري استئناف العمل".

وكان نظيره المسؤول عن النقل آلان فيدالي دعا امس للتوصل الى "تسوية" بين الادارة والنقابات. وكان رئيس الوزراء مانويل فالس دعا ابتداء من الاسبوع الماضي الطيارين الى "وقف" اضرابهم "غير المفهوم" كما قال، لكنهم لم يستجيبوا لندائه.

وقال فيدالي "يجب ان نعتمد مسارا ايجابيا في هذا الوضع والا فإن مصير الشركة يصبح معرضا للخطر كما اعتقد". وذكر بأن اير فرانس تواجه، على غرار الشركات الجوية التاريخية الاخرى، المنافسة الحادة من الشركات المخفضة الاسعار، وتعاني من وضع "هش ماليا".

وقدر رئيس مجلس ادارة اير فرانس-كا ال ام تكلفة الاضراب ب "10 الى 15 مليون يورو" يوميا للشركة التي "بالكاد تحسن وضعها المالي".

واعربت هيئة للدفاع عن المسافرين في نهاية الاسبوع عن اسفها "لأن الاضراب دخل دوامة لا تنتهي"، مشيرة الى خطر "فقدان الشركة في المستقبل حصصا في السوق" لان زبائنها "سيفضلون اختيار شركات اخرى".

وكررت اير فرانس الاعتذار لزبائنها، وقالت في رسالة انها تشاطرهم "احباطهم واستياءهم". ونصحت زبائنها الذين حجزوا بطاقات حتى 26 ايلول/سبتمبر "ان يرجئوا رحلاتهم او يغيروا بطاقاتهم من دون رسوم".