جيش الاحتلال يفرق بالقوة مسيرات في الضفة الغربية مؤيدة للمعتقلين

فرّق جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالقوة، مسيرات في الضفة الغربية، متضامنة مع مئات المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، للمطالبة بتحسين أوضاعهم. وقالت مصادر محلية إن مواجهات اندلعت في مناطق متفرقة من الضفة، إثر إطلاق جيش الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، تجاه مسيرات انطلقت من العديد من المدن والبلدات والمخيمات تجاه نقاط الاحتكاك.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها قدمت الإسعاف لـ22 مصابًا بالاختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت في بلدة بيتا القريبة من مدينة نابلس، شمال الضفة. وأضافت، في بيان صحافي، إن ثلاثة من متطوعيها أصيبوا خلال تلك المواجهات، اثنان منهم بالرصاص المطاطي وثالث بحالة اختناق وأشار البيان إلى أن فلسطينيًا أصيب بالرصاص الحي في الرقبة خلال مواجهات، اندلعت في بلدة بيت أمر قرب مدينة الخليل جنوب الضفة، ونقل للعلاج في المستشفى الأهلي في المدينة.

واندلعت مواجهات في محيط معتقل عوفر غرب رام الله، وسط الضفة، وأخرى في بلدة بدرس غرب رام الله، وأخرى على حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس، واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان خلال مواجهات بلدة بدرس، واندلعت اشتباكات في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، وأخرى على مدخل بلدة بيت أمر قرب الخليل، وبلدة بيتا قرب نابلس شمال الضفة ودارت مواجهات بين شباب فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية، في بلدة تقوع قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وأخرى على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي.

ورشق شبان محتجون نقاطا عسكرية وقوات الاحتلال بالحجارة وعبوات فارغة، وأغلقوا طرقات بإطارات مركبات مشتعلة. وقال مسعفون فلسطينيون إنهم قدموا إسعافات لعشرات المحتجين، الذين أصيبوا بحالات اختناق؛ إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وأدى الفلسطينيون اليوم صلاة الجمعة في الميادين العامة نصرة للمضربين وفرق جيش الاحتلال مسيرات أسبوعية مناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، في بلدات نعلين وبلعين والنبي صالح غربي رام الله وكفر قدوم غربي نابلس.

وأوضح بيان لجان المقاومة الشعبية، أن المسيرات انطلقت دعما للمضربين، بمشاركة متضامنين أجانب ونشطاء سلام يهود ولفت البيان إلى أن جيش الاحتلال فرق المسيرات مستخدما الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق تمت معالجتهم ميدانيا كما اندلعت ظهر الجمعة، مواجهات بين العشرات من الشبان وقوات الاحتلال على مفترق بلدة بيتا جنوب نابلس في الضفة المحتلة، وأصيب خلال المواجهات عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

وأعلنت مصادر محلية أن طواقم الإسعاف قدمت العلاج إلى أربعة مواطنين أصيبوا بالاختناق خلال المواجهات الدائرة على مفرق البلدة، حيث جرى نقلهم لمستوصف بيتا لتلقي العلاج، واندلعت المواجهات عقب قمع قوات الاحتلال لمئات المواطنين الذين أدوا صلاة الجمعة على مفرق البلدة، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام لليوم 19 على التوالي، ما تسبب بحصول مواجهات عنيفة في المنطقة.​

وتتواصل حملة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، من قبل لجان التضامن والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني والأحزاب السياسية، والنقابات والطلبة ومؤسسة "أحمد كاترادا"، وحركة المقاطعة في جمهورية جنوب أفريقيا. واحتشد المئات في مدينة جوهانسبرغ، في سجن النساء التاريخي سيء السمعة الذي عذبت فيه آلاف النساء المناضلات في جنوب أفريقيا لمحاربتهن العنصرية، للتعبير عن تضامنهم مع الأسرى القابعين في زنازين الاحتلال.

وتخلل الفعالية تقديم الطعام للمتضامنين الذين أضربوا عن الطعام لأربع وعشرين ساعة، حيث عبروا عن استغرابهم لصمود الأسرى، وأكدوا أن تجربتهم دفعتهم لمطالبة حكومة جنوب أفريقيا بالعمل الفوري مع المجتمع الدولي، للضغط على إسرائيل لتلبية احتياجات الأسرى العادلة والإنسانية. وقدم سفير دولة فلسطين لدى جنوب أفريقيا، هاشم الدجاني، شرحا عن قضية الأسرى وأسباب إضرابهم عن الطعام، ومطالبهم الإنسانية، وحقهم في الحرية والكرامة، شاكرًا كل من تضامن  مع الأسرى.

وألقت الدكتورة سادنا بالتون من مؤسسة أحمد كاترادا، والتي سبق أن شاركت في مؤتمر الأسرى الأخير في مدينة رام الله، محاضرة تحدثت عن الأطفال المعتقلين ومعاناتهم، وما يترتب على اعتقالهم من تبعات نفسية وجسدية وتراجع في التعليم. وتطرقت إلى الأسلوب الذي تعتمده إدارة سجون الاحتلال في تحطيم كبرياء الطفل، والتلاعب النفسي كأحد أبرز أنواع التعذيب وأعلن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الكلي الطوبي، إضرابه عن الطعام، السبت، تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقبل بابا الفاتيكان استقالة غوريغوريس الثالث لحام، بعدما كان قد وضعها بتصرف الكرسي الرسولي في 27 شباط/فبراير الماضي. وغريغوريوس الثالث لحام، بطريرك سوري (مواليد 15 ديسمبر/كانون الأول 1933 -) هو بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ومقرها سورية، انتخب في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، عام 2000 م لمنصب البطرك في دمشق خلفًا للبطريرك مكسيموس الخامس حكيم.ا لذي تنازل عن منصب البطريركية عن عمر ناهز 92 عاماً بسبب مشاكل صحية. وكان لحام قبل ذلك بطريركا للقدس، وعرف بمواقفه الوطنية المساندة للحقوق الفلسطينية، وتعرض لمضايقات متلاحقة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ويستمر 1600 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في إضرابهم المفتوح عن الطعام، لليوم الـ20 على التوالي، بعنوان "الحرية والكرامة". وخرج آلاف المواطنين في محافظات الضفة، الجمعة بمسيرات حاشدة، دعما واسنادا للأسرى، في الوقت الذي منعت أجهزة "حماس" الفعاليات المساندة للأسرى في محافظات قطاع غزة ويصر الأسرى على مواصلة معركة الحرية والكرامة في سجون الاحتلال، مطالبين بتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، والتي كانوا قد حققوها سابقاً من خلال الخوض بالعديد من الإضرابات على مدار سنوات الأسر، وأبرزها إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي

وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، وغيرها من المطالب الأساسية. وتستمر إدارة سجون الاحتلال بالتصعيد وتنفيذ إجراءاتها القمعية بحق الأسرى المضربين سيما عمليات نقل الأسرى المضربين؛ وأقدمت على نقل عدد من الأسرى الذين انضموا للإضراب إلى جانب رفاقهم عرف منهم الأسير نائل البرغوثي، الذي يقضي عامه السابع والثلاثين في سجون الاحتلال، والصحافي محمد القيق، والأسير فايز حامد، إلى سجن "أوهليكدار" وعزل سجن "عسقلان". فيما نقلت عدداً آخر ممن أعلنوا إضرابهم في سجن "ريمون" وأبرزهم الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وعاهد ابو غلمي وباسم خندقجي وثائر حنني وعباس السيد وحسن سلامة.

وأكد خمسة أسرى في سجن "عوفر" انضمامهم للإضراب وهم، غالب ورد وأحمد بطاجنة، وشادي شلالدة، وأشرف الزبن، وزكريا كعبية، وكان (21) أسيراً انضموا للإضراب في "عوفر"، بعدما نقلت إدارة السجن، خمسة من الهيئة التنظيمية للعزل وتتواصل الفعاليات التضامنية في المدن الألمانية مع الأسرى المضربين عن الطعام، في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وشهدت العاصمة برلين وقفة احتجاج، دعت لها مؤسسات وجمعيات فلسطينية وعربية، بالتنسيق مع سفارة فلسطين في ألمانيا، ضمت أعدادًا كبيرة من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية وأنصار القضية الفلسطينية.

وشهد الأسبوع الماضي فعاليات تضامنية، تميزت بعرض المتظاهرين لنماذج تمثل الزنازين التي يعيش فيها الأسرى، ومجسمات لسجون الاحتلال والعديد من الصور التوضيحية، الأمر الذي جذب اهتمام العديد من المارة. ودعت الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في برلين إلى تشكيل سلسلة بشرية، ضمت عددا كبيرا من المتضامنين الألمان، وامتدت وسط أحد أكبر أحياء برلين.

وعممت سفارة دولة فلسطين في جمهورية النمسا، الرسالة التي وجهها الأسير القائد مروان البرغوثي إلى جميع برلمانات العالم، حيث أرسلت إلى رئيسة البرلمان وقادة المجموعات البرلمانية، بينما عقد السفير صلاح عبد الشافي اجتماعا مع مدير القسم السياسي في وزارة الخارجية النمساوية بحضور مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأطلعهم على حيثيات الإضراب ومطالب الأسرى، وطالب النمسا بالتحرك للضغط على إسرائيل لتلبية مطالبهم العادلة.

ووجه السفير رسالة إلى قادة الأحزاب السياسية النمساوية، حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، إلى جانب تنظيم وقفة احتجاج في مركز العاصمة فيينا. وأكّدت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة. وطالب الأسرى المضربون بتكثيف الحراك الشعبي والرسمي والدولي والإعلامي لمساندة إضرابهم ومطالبهم، والضغط على إدارة مصلحة السجون لما في ذلك من أثر على دعم صمودهم وتقليل من عمر الإضراب.