خبير آثار يكشف حقيقة عروس النيل احتفالًا بـالوفاء عند المصريين القدماء
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

في حفل يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة دليلًا منهم على العرفان بالجميل

خبير آثار يكشف حقيقة عروس النيل احتفالًا بـ"الوفاء" عند المصريين القدماء

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - خبير آثار يكشف حقيقة عروس النيل احتفالًا بـ"الوفاء" عند المصريين القدماء

الباحث علي ابو دشيش خبير الآثار المصرية
القاهرة - فلسطين اليوم

أكد الباحث علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية، أن الشعب المصري يحتفل في يوم ١٥ آب/أغسطس بعيد وفاء النيل من كل عام، والمقصود به هو أن نهر النيل وفي للمصريين بالخير من طمي ومياه، لذلك قدسوا النيل وجعلوا له احتفالًا كبيرًا في هذا الشهر الذي يأتي الفيضان به محملا بالطمي والماء فيه، وكانوا يلقون عروسة من الخشب للنيل في حفل عظيم يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة، دليلًا منهم على العرفان بالجميل لهذا النيل العظيم.

وأضاف أبو دشيش، في تصريحات صحفية اليوم، أن من أهم الأساطير المرتبطة بعيد وفاء النيل، هي أن المصريين القدماء كانوا يقدمون للنيل "الإله حعبي" في عيده فتاة جميلة وكان يتم تزيينها وإلقاؤها فى النيل كقربان له، وتتزوج الفتاة بالإله "حعبي" في العالم الآخر إلا أنه في إحدى السنين لم يبق من الفتيات سوى بنت الملك الجميلة فحزن الملك حزنًا شديدًا على ابنته، ولكن خادمتها أخفتها وصنعت عروسة من الخشب تشبهها، وفي الحفل ألقتها فى النيل دون أن يتحقق أحد من الأمر، وبعد ذلك أعادتها إلى الملك الذي أصابه الحزن الشديد والمرض على فراق ابنته.

وتابع وفقا للأسطورة: "جرت العادة على إلقاء عروسة خشبية إلى إله الفيضان كل عام في عيد وفاء النيل، مؤكدًا أنه لا يوجد نص صريح في التاريخ يروي أن المصري القديم كان يقدم قربانًا بشريًا "عروس النيل " احتفالا بوفاء النيل، ويعتقد أنها أسطورة نسجها الخيال المبدع للمصري القديم تقديرًا منه لمكانة النيل، ورغم ذلك عاشت تلك الأسطورة في خيال ووجدان المصريين وتناولها الأدباء والكتاب والسينما، وما زالت تتردد حتى الآن كواقع، وكان نهر النيل السبب في استقرار المصري القديم على ضفافه وعمله بالزراعة، حيث أصبح قادرًا على إنتاج قوته، ثم انطلق إلى ميادين العلم والمعرفة والتقدم الهائل، ولذلك كان نهر النيل سببا مهما في هذه الحضارة العظيمة وبناء الأهرامات الشامخة وبقائها حتى الآن، موضحًا أنه لولا النيل لكانت مصر صحراء بلا نبات ولا ماء ولا استقرار، فالنيل جعل لمصر دورة زراعية كاملة وحول الأرض السوداء إلى أرض خضراء مثمرة".

وأكد أبو دشيش، أن القدماء المصريين أدركوا أهمية نهر النيل، ولذلك قدسوا فيضانه وجعلوا له إله، وتخيلوه على هيئة رجل جسمه قوى وله صدر بارز وبطن ضخمه كرمز لإخصابه، موضحًا أنه لذلك سميت مصر "تاوي"، لأن النيل قسمها إلى أرض الشمال والجنوب، ولذلك فإن من أهم ألقاب الملك المصري "نب تاوي" وتعني سيد الأرضين الشمال والجنوب، وذكر نهر النيل في الحضارة المصرية القديمة كثيرا، وهناك العديد من النقوش والرسوم المصورة والقطع الأثرية التي تقدسه وموجودة بالمتحف المصري منها "أوستراكا مصور عليها المعبود حعبي وتمثال الملك خفرع الشهير الموجود عليه صورة "سما تاوي" ومعناه موحد الأرضين ويقصد به النيل، إلى جانب المراكب التي كانت تستخدم للصيد والحرب والسفر ونقل الحجارة وغيرها، حيث كان النيل عاملا مهما في الدبلوماسية السياسية المصرية كوسيلة للنقل والترحال والتبادل الثقافي والحضاري بين مصر والدول الأخرى.

وأوضح أبو دشيش، أن الفضل يرجع للنيل والشمس والنبات في عقيدة البعث عند الموت لدى المصري القديم، حيث شاهد النيل يفيض ويغيض ثم يفيض من جديد والنبات ينمو ثم يموت ثم ينمو من جديد والشمس تشرق ثم تغرب ثم تشرق من جديد فأدرك المصري القديم بالبعث ما بعد الموت فكان سببا مهما فى تشكيل وترسيخ العقيدة لديه، واعتمد المصريين القدماء على النيل في حساب السنة الشمسية وبدأوها مع توافق شروق نجم الشعري اليمنية مع ظهور الفيضان، والشروق هنا يعني ظهور ذلك النجم في الأفق الشرقي مع الشمس، حيث قسموا السنة ثلاثة فصول وقسموا الفصل أربعة أشهر وسموا الفصول "الفيضان، البذر والإنماء، وفصل الحصاد" وكان شهرهم ثلاثين يوما وسنتهم 360 يومًا مضاف إليها 5 أيام هي أيام النسئ وهي الأيام التي فيها الأعياد الإلهية الرئيسية الخمسة، وعلى الرغم من اعتماد المصريين في جميع نواحي البلاد على النيل، إلا أنهم جهلوا منابع النيل فرددوا أنه آت من السماء، كما اعتقدوا أنه نتيجة سقوط دموع إيزيس فيه عندما بكت على فقدان زوجها أوزوريس، لافتًا إلى أنهم وقت الجفاف كانوا يقدمون القرابين للإله حعبي حتى يعود عليهم بالفيضان مثلما جاء في لوحة المجاعة في جزيرة سهيل بأسوان، وهي لوحة سجلت في العصر البطلمي وتتحدث على القحط الذي حل بمصر، ولذلك قدم المصري القديم للإله "حاعبي" القرابين، حتى ينعم عليه بالاستقرار والخير والنماء.

وقد يهمك أيضًا:

"الآثار" المصرية تستعد لنقل 22 مومياء و17 تابوتًا من المتحف المصري إلى الفسطاط

مصر تطلب من الإنتربول تعقب توت عنخ أمون

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبير آثار يكشف حقيقة عروس النيل احتفالًا بـالوفاء عند المصريين القدماء خبير آثار يكشف حقيقة عروس النيل احتفالًا بـالوفاء عند المصريين القدماء



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday