اختفاء أصوات العزف مقابل غزو آلات الطباعة في شارع محمد علي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

البعض يسأل عن تخت قديم وراقصة تحمل الشمعدان من أجل السخرية

اختفاء أصوات العزف مقابل غزو آلات الطباعة في شارع "محمد علي"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - اختفاء أصوات العزف مقابل غزو آلات الطباعة في شارع "محمد علي"

أصوات العزف مقابل غزو آلات الطباعة
القاهرة - فلسطين اليوم

شوارع واسعة تحوي بداخلها عشرات المحلات التجارية، وأصوات تحيطك من كل جانب، سواء أصوات من ينادي على سيارات النقل التي تنقل الأوراق اللازمة لعمليات الطباعة، أو من ينادي على عامل المقهى لطلب كوب شاي يكثر فيه الشاي عن السكر بمقدار الضعف حتى يمكنه مواصلة العمل الذي بدأه منذ يومين كاملين، فالعميل قارب على الوصول، وما زالت الكروت الشخصية التي طلبها ولوحات الإعلانات لم تجهز بعد، أروقة واسعة في مضمونها ضيقة للغاية في شكله، مرحبًا بكم أنتم في شارع "محمد علي" في القاهرة.

من لم يمر على الشارع منذ السنوات التسع الأخيرة، قد يتعجب من ذلك الوصف، معتقدًا إياه حالة خيالية لا تمس للواقع بصلة، فشارع محمد علي الذي عرفه الناس دومًا بأنه شارع العازفين، أو كما يطلق عليه بالعامية المصرية "الآلاتية" نسبة إلى الآلات الموسيقية، فكان الشارع مهبطًا لهم، فاحتياجك لعازفين لإحياء حفلة أو راقصة وفرقتها للاحتفال بزفاف أحد الأقارب كان وصولك إلى شارع محمد علي هو الخيار الأمثل، حيث تجد أسعار مختلفة وأذواق متنوعة ومستويات متباينة أيضًا، ولكل زبون طلبه الذي سيجده بين أزقة الشارع الكبير، ولكن هذا ما اندثر من نحو 9 سنوات، ولم يتبق من الفن في الشارع إلا رائحته، لنجد صانعي الآلات من ناحية، ومصممي اللوحات الإعلانية من ناحية أخرى.

يقول سالم عبد الجليل، 44 عاما، وهو أحد أصحاب المطابع بالشارع "أنا هنا منذ نحو 8 سنوات، ولديّ مطبعة أخرى في منطقة عين شمس (أحد أحياء محافظة القاهرة). وعندما بدأت أسمع عن تجمع عدد من أصحاب المطابع بالشارع، قررت فورًا الذهاب واجتزاء جزء من هذا التجمع الذي حتمًا سيحبه الزبون"، مضيفًا "ببساطة، عندما يعرف الزبون بوجود 40 مطبعة مثلًا في مكان واحد، سيأتي هنا لمعرفة الأسعار والخامات والأشكال، ويقرر فورًا مع من سيتعامل، وسيفضل ذلك عن الذهاب لمطبعة بعينها في مكان ما لا يقرب منها مطابع أخرى، خصوصًا مع تباعد المسافات وإرهاق المواصلات في مدينة القاهرة، ولذلك قررت شراء تلك المطبعة".

وعن حال تلك المطبعة التي تعتبر ممرًا صغيرًا بين عدد من المقاهي، يقول "الكثيرون وصفوني بـ(المجنون)، حين قررت أن أشتري محلًا صغيرًا جدًا، يقع في ممر بعيد عن الناظرين في الشارع الرئيسي، وهو ما لا يحقق الهدف الرئيسي من الوجود، ولكنني آثرت مجرد الوجود وسط هذا المعرض المجاني على أن أشتري محلًا كبيرًا جليًا واضحًا للعيان، فمجرد الوجود وسط كل تلك المطابع مكسب. أي نعم، استأجرت محلًا آخر لوضع آلات الطباعة، وتركت هذا المحل الصغير للاتفاقات والعينات فقط، ولكنني سعيد بهذا الأمر".

وعلى الجانب الآخر، نجد سيد مندور منصبًا على الخشب، ممسكًا بـ"الإزميل" الذي ينحت به خطوطه الإبداعية على الخشب لكي يخرج لنا في النهاية آلة العود، تلك الآلة الحساسة التي يعشقها محبو الطرب العربي الأصيل، ويتحدث صاحب الستين ربيعًا عن تحول الشارع في السنوات الأخيرة، ليقول "أنا هنا في الشارع منذ نحو 21 عاما، رأيت الشارع وهو عبارة عن مركز فني كبير، يتجمع فيه العازفون والمطربون في كل زقاق، معتبرين الشارع نفسه مقهى كبيرًا لهم، يمكنهم من خلاله تقديم كل أنواع الفن، كنوع من استعراض العضلات الفنية من ناحية، واستقطاب الزبائن الحائرة بين هذا وذاك من ناحية أخرى، ولكن كل هذا انتهى بفعل ما يسمونه أبناء هذا الجيل بـ(الفن)، ويعلم الله أن فارقًا كبيرًا بين الفن الذي أتحدث عنه وذاك الذي يتحدثون هم عنه".

ويتابع مندور "الكل في أفراحه ومناسباته الحلوة يلجأ إلى مكبرات الصوت، من خلال ما يسمونه DJ، الذي يهب علينا بمهرجانات الأغاني الشعبية. وبعد أن كنا نسمع أغنيات وردة وأم كلثوم ومواويل محمد طه في الأفراح، أصبحنا نسمع مهرجانات تتناول ألفاظًا ما عهد بها المصري من قبل. وهنا، يجب أن نسأل: لماذا يستمر العازف أو المطرب في شارع محمد علي؟"، ويستطرد قائلًا "هرب العازفون من الشارع بحثًا عن لقمة عيش أخرى، فلم يعد هذا البلد بلدهم، ولا هذا المجال ملكهم، كما كان في السابق، ومن تبقى منهم يحاول النجاة عن طريق حفلات السخرية منهم، فيأتي أحد الأشخاص يطلب تخت قديم وراقصة تحمل الشمعدان على رأسها لأنه يقيم حفلة، ويود أن يحيوا الحفلة، ولكنه في حقيقة يأتي بهم لكي يضحك الناس عليهم"، ويضيف "اتجه آخرون إلى السينما، ليعملوا في أدوار ثانوية صامتة كعازفين، إن تطلب مشهد من المشاهد، ولكنهم كانوا يعملون يومًا ويجلسون في بيوتهم شهورًا، ولذلك هجر الجميع الشارع بحثًا عن لقمة عيش، وبعد أن كان الشارع مهبطًا للعازفين، تحول إلى ماكينات الطباعة. وبعد أن كنا نسمع الألحان في كل مكان، لا نسمع الآن سوى أصوات ماكينات الطباعة المزعجة، أو صوت عامل المقهى وهو ينادي على فلان أو علان، محذرًا إياه من كسر كوب الشاي".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختفاء أصوات العزف مقابل غزو آلات الطباعة في شارع محمد علي اختفاء أصوات العزف مقابل غزو آلات الطباعة في شارع محمد علي



GMT 13:29 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كشف أثري كبير جنوب شرقي هرم الملك امنمحات الثاني في مصر

GMT 14:00 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء الآثار في الكويت يعلنون اكتشاف مذهل في موقع "بحرة 1"

GMT 04:36 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانيون يطالبون متحف الفاتيكان بإعادة مومياء أميرتهم

GMT 16:44 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف مقبرة جماعية قديمة لحضارة منقرضة في بوليفيا

GMT 01:43 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة زياد أبوعبسي أحد روَّاد المسرح اللبناني عن 62 عامًا
 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار

GMT 00:10 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عمار سلمان يعود لتدريب أهلي الخليل

GMT 23:49 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب رفح يصارع القادسية والشجاعية يتحدى الهلال
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday