الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

أتى قصف الطيران وانفجار الصواريخ على آثار مُهمِّة

الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية

الحرب السورية
دمشق - فلسطين اليوم

أصاب الدمار الذي خلّفته الحرب السورية، جانبا لا يقدّر بثمن، بتاريخ اللغة العربية المكتشف، عبر نقوش حجرية وضعها الباحثون والمؤرخون والمستشرقون، في خانة الدلائل التاريخية عظيمة القيمة، وبخاصة أنها نقلت جزءا من تاريخ اللغة العربية الأولى، وقبل مجيء الإسلام، إذ دارت أجزاء من معارك الحرب السورية، في بعض البقع التي تركت للبشرية إرثا غاية في الأهمية، عن تاريخ اللغة العربية والكتابة العربية، في منطقة جنوب سورية وجنوب شرقي سورية وهي البوابة التاريخية للانتشار العربي قديما، والإسلامي في وقت لاحق.

ويفاجأ القارئ لو عرف أن مناطق انتشار قوات وميليشيات إيرانية وقوات من تنظيم "داعش" وقوات تابعة للجيش التركي وأخرى تابعة لتنظيم جبهة تحرير الشام، النصرة سابقا، كانت على تلك الأجزاء التي تركت أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية والكتابة العربية. فإن استطاعت الطبيعة حفظ بعض تلك النقوش لقرون خلت، فإن قصف الطيران وانفجار الصواريخ والقنابل، يأتي على ما تختزنه من آثار تحكي جزءا مهما ونادرا من تاريخ اللغة العربية.

وتمثل منطقة جنوب سورية واجهة تاريخية للأثر العربي، بشقيه القومي والديني، ولم يكن مصادفة أن عددا كبيرا من النقوش المكتوبة باللغة العربية القديمة، قد تم اكتشافها هناك، حتى أصبحت تلك النقوش حاملة لاسم المنطقة التي اكتشفت فيها، وهي ما تعرف بالنقوش الصفائية، ويقال الصفوية، نسبة إلى جبل الصفا، جنوب شرقي سورية، وتتبع لمحافظة السويداء، في أقصى الجنوب الشرقي، وتعتبر المنطقة جزءا من بادية السويداء الشرقية، ولهذه النقوش مزايا تاريخية وحضارية تمكّنت من ترسيخ اسمها، حتى في النقوش التي يتم الكشف عنها، في بلد عربي أو آخر، فيقال عنها النقوش الصفائية تبعاً لمنطقة الصفا السورية المشار إليها.

اقرا ايضا : مواطن هندي يحمل لواء المحافظة على اللغة العربية الفصحى

ونشر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بحثاً بعنوان (نقوش صفوية صفائية في شمال المملكة العربية السعودية) نسب فيه اسم تلك النقوش، إلى جبل الصفا جنوب شرقي دمشق، مشيرا إلى أنها تحمل أيضاً، اسم نقوش "الحرة" وأيضا تبعاً إلى اسم منطقة (الحرة) في الجنوب السوري، بحد ما ذكره البحث المذكور.

منطقة النمارة، هي جزء من المكان الذي انتشر فيه عناصر من (داعش) بعد اتفاق مع نظام الأسد، في شهر أيار/مايو من عام 2018، وتم من خلال ذلك الاتفاق، نقل عناصر التنظيم من جنوب دمشق، إلى بادية السويداء الشرقية.

وتقع منطقة النمارة، شرق محافظة السويداء، وتبعد عن مركزها 60 كيلومترا، وكانت منذ قديم الأزمان، مكاناً لانتشار القبائل العربية. وإثر انتشار قرابة ألف عنصر من داعش، في شرق السويداء، شنّت قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية وجنسيات أخرى، حربا من عدة جبهات على المنطقة، كان منها خربة (النمارة) المكان الذي اكتشف فيه ذلك النقش التاريخي، والذي يحكي نبذة عن امرئ القيس الوارد اسمه، بصفته ملك العرب.

وتعرضت المنطقة لقصف مكثف بالطيران والصواريخ، لعدة أشهر متواصلة، الأمر الذي ألحق أضرارا جسيمة بالأرض التي كانت، في ما سبق، مسرحاً لوضع واحد من أهم نقوش تاريخ اللغة العربية، عوّل العلماء على التنقيب فيه بالسنتيمتر لا بالشبر.

ويعود نقش النمارة، إلى تاريخ 328 ميلادية، وتم اكتشافه عام 1901، ويحدده البعض بجنوب منطقة (الصفا) التابعة لبادية السويداء والتي كانت بأسرها منطقة عمليات عسكرية عنيفة شارك فيها الطيران الروسي أيضاً. ويصف الباحثون هذا النقش، بالأهم من الناحية اللغوية والكتابية، وهو عبارة عن شاهدة قبر كتب عليها، من بعض ما كتب، هذا قبر امرئ القيس، ملك جميع العرب. وإلى مثل هذا النقش الهام، يعود الباحثون والآثاريون وعلماء العربية والمستشرقون، للكشف عن تاريخ اللغة العربية ومراحل تطورها للتحقق من علاقة العرب بالكتابة والتدوين، قبل مجيء الإسلام بفترة طويلة.

أرض نقش (زبد) التي وطأها الجيش التركي
زبد، تقع في جنوب شرقي محافظة حلب، شمال سوريا، المكان الذي كان أرضا لأشرس معارك النظام السوري والذي دخلها بواسطة الميليشيات الإيرانية، بدعم غير مسبوق من الطيران الروسي الذي ألقى عليها مئات الصواريخ الفراغية والارتجاجية، في العام 2016. وكانت هي الأخرى مكان انتشار لعناصر من تنظيم داعش.

ونقش زبد، يعود تاريخه إلى عام 512 ميلادية، ويرد فيه تعبير "باسم الإله.." إلا أن ثمة خلافا في ترجمة النص، كما هو الحال مع غالبية النقوش المكتوبة بالعربية القديمة. ويلحظ علماء اللغة واللغات الشرقية، وجود حروف عربية كاملة فيه، من مثل السين والميم والعين والحاء، حسب ما قاله الدكتور هاشم طه رحيم، في بحثه المعنون (النظرية النبطية حول أصل الخط العربي الحديث).

وأهمية نقش جنوب شرقي حلب، كأهمية نقش جنوب شرقي سوريا، لدارسي تاريخ اللغة العربية واللغات القديمة والتاريخ النبطي. أمّا المكان الذي عثر فيه على النقش، وهو منطقة زبد، وكانت قديما بمنطقة قنسرين، فهي تعرف الآن بمنطقة (العيس) التي دخلتها القوات التركية وعناصر من هيئة تحرير الشام، النصرة سابقا، عام 2018. وكانت مسرح أعنف عمليات قصف بالطائرات والصواريخ في أوقات متلاحقة.

أرض نقش (حران).. أرض دماء غزيرة
جنوب سوريا، كواجهة للأثر العربي، يعتبر خزاناً تاريخيا عالي القيمة وهو مقصد علماء اللغة والمستشرقين منذ مطلع القرن الماضي. وعلى نظير ما حصل مع نقش النمارة، كذلك حصل مع أرض نقش حران. وحران تتبع لمنطقة اللجاة في جنوبي سوريا التي تضم درعا والسويداء من ضمن ما تضم. وكانت منطقة اللجاة، إلى أيام قليلة، منطقة أعنف أنواع القصف العسكري والصواريخ عالية التدمير التي خلفت دمارا هائلا في المكان وسفكت دماء وأزهقت أرواح آلاف السوريين المعارضين لنظام الأسد، في الوقت الذي كان يخشى فيه علماء الآثار من استعمال ولو مطرقة خفيفة بالحفر، حفاظاً على اللقى الأثرية من التلف والكسر، فما بالك بما يمكن أن تكون فعلته الصواريخ الفراغية والارتجاجية والقنابل والبراميل المتفجرة التي كان يسقطها النظام السوري في أرجاء المكان؟
يعود تاريخ نقش حران إلى عام 568 ميلادية. وهو من ضمن مجموعة من النقوش التي يعود إليها دارسو اللغة العربية واللغات الشرقية أو اللغات السامية. ويرى دارسو تاريخ اللغة العربية، أن الأرض السورية تمثل حلقة هامة من حلقات تاريخ اللغة العربية والتاريخ النبطي.
وينظر البعض إلى النقش الصفائي، بصفته نقش قوافل عربية أو نقش البادية العربية والبعض يطلق عليه أسماء أخرى. إلا أنه يمثل في جميع الأحوال، حلقة من حلقات نشوء وتطور اللغة العربية الفصحى وعلاقتها بمحيطها من الناحيتين، الثقافية والاجتماعية، إلا أن الحرب التي شنها النظام السوري والميليشيات الإيرانية منذ عام 2011، والتي خلفت عشرات آلاف القتلى السوريين الذين توزّعت نعوشهم حول تلك النقوش، قد وضعت ذلك التاريخ اللغوي، في خانة المهدد بـ"الانقراض" بسبب ما تعرضت له الأمكنة التي احتضنت بعض نقوش تاريخ اللغة العربية، من تدمير أصاب ظاهر تلك الأرض وباطنها، على نطاق واسع.

قد يهمك ايضا: اللغة العربية تنهار بسبب مواقع التواصل الاجتماعي

المؤرخون يكشفون عن النساء اللائي عشن في الجاهلية وشغلن العرب بجمالهن

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday