قطاع البتروكيماويات في الخليج مهدّد بفقدان الأفضلية  أو القيام باجراءات  أبرزها تجاوز الوسطاء
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

عوامل عالمية فرضت عليه اتخاذ نقلة نوعية لتجاوز المخاطر

قطاع البتروكيماويات في الخليج مهدّد بفقدان الأفضلية أو القيام باجراءات أبرزها تجاوز الوسطاء

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - قطاع البتروكيماويات في الخليج مهدّد بفقدان الأفضلية  أو القيام باجراءات  أبرزها تجاوز الوسطاء

البترو كيماويات
دبي ـ جمال أبو سمرا

أشارت دراسة لمجموعة "بوسطن كونسلتينغ غروب"، الى أن النقلة النوعية التي يشهدها قطاع البترو كيماويات  في الخليج  «جاءت نتيجة عوامل عالمية، تمثلت بالتأثير التراكمي الذي خلفته نهضة غاز الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، والانخفاض الحاد في أسعار النفط، والمحاولات السعودية الصعبة للوصول إلى الغاز الخام رخيص الثمن، وازدياد القدرات الصينية ورفع العقوبات عن إيران». وقال مسؤول في المجموعة، إن هذه العوامل «ساهمت في تغيير مسار قطاع البتروكيماويات الإقليمي وإعادة تشكيل معالمه، في شكل فتح الأبواب أمام تحديات وفرص جديدة». ولفت مارسين جيدريزجوسكي إلى «عوامل سياسية واقتصادية خارجية ترسم صورة أقل وردية لمستقبل القطاع في الخليج». وفي حين «لا يزال الوقت متوافراً لعكس مسار الضرر، بل حتى تحويل هذه النكسات إلى لحظات من النمو، يجب على منتجي البتروكيماويات الخليجيين القيام بذلك بسرعة، وإلا سيعرضون أنفسهم لخسارة أفضلية التنافس الفائقة التي امتلكوها لفترة طويلة».

وأشار إلى أن نهضة غاز الصخر الزيتي في الولايات المتحدة «أغرقت السوق الأميركية بإمدادات وافرة من المواد الخام رخيصة الثمن (الإيثان)، ما منح منتجي البتروكيماويات فيها أفضلية الكلفة مقارنة بمنافسيهم في أوروبا وآسيا، من الذين تعتمد غالبيتهم في شكل كبير على «النافتا» الباهظة الثمن كمادة خام».

وفي وقت تستمر القدرات التنافسية لمنتجي منطقة الخليج الذين يعتمدون على الإيثان، الأفضل في العالم، أوشك «منتجو أميركا الشمالية على اللحاق بهذا الركب». وأوضح التقرير أن «بيئة المواد الخام منخفضة الثمن، أطلقت العنان أمام إجراء توّسع كبير في قطاع البتروكيماويات الأميركي، في ظل توقع زيادة طاقة الإنتاج القصوى من الإيثيلين بمعدل استثنائي يبلغ 7.5 مليون طن على مدى السنوات الخمس المقبلة».

لذا توقع جيدريزجوسكي أن «ترتفع مكانة منتجي البتروكيماويات في أميركا الشمالية ومركزهم في شكل كبير، يمكنّهم من مقارعة المُصدّرين الخليجيين عندما يتعلق الأمر بالتصدير إلى مناطق مثل شمال غربي أوروبا وآسيا». وقال: «مع انخفاض أسعار النفط الذي لا تبدو له أي إشارات للانحسار، سيكون التأثير الكامل لثورة غاز الصخر الزيتي مؤجلاً، لكن على رغم ذلك، سنشعر به حتماً». ويُعتبر انخفاض أسعار النفط «مساهماً لا يمكن إنكار تأثيره على التوجهات الراهنة لقطاع البتروكيماويات في منطقة الخليج».

وأضافت المؤسسة العالمية «بما أن أسعار منتجات البتروكيماويات ترتبط مباشرة بأسعار النفط، فإن انحدار أسعار النفط يترجم إلى خسارة مباشرة للمنتجين، الذين طالما تمتعوا بأفضلية المواد الخام، أي غالبية اللاعبين الشرق الأوسطيين». وتوقعت أن «يتواصل تراجع أسعار النفط، وتأثيره في تقليص معدلات الربحية التي يتمتع بها منتجو البتروكيماويات في منطقة الخليج».

ولفت التقرير إلى أن الغاز الخام رخيص الثمن «ينفد من منطقة الشرق الأوسط». وأظهرت مشاريع التوسع الأخيرة في قطاع البتروكيماويات في المملكة العربية السعودية أن «المواد الخام تصبح متباطئة الخطى وأقرب إلى اقتصادات النافتا تدريجاً، في ظل غياب دعم الأسعار من جانب الحكومة».

وفي تطور آخر، «تشهد الصين التي كانت المستورد الأكبر للمواد الكيماوية الأساسية المكوّنة من البولي إيثيلين والبولي بروبلين، مشاريع توسع ضخمة من حيث الطاقة الإنتاجية القصوى». ولمجرد «عودة النشاط إلى هذه الخطة الطموحة التي وضعتها بكين لتطوير تكنولوجيا تحويل الفحم إلى أوليفينات، فهي ستؤدي تلقائياً إلى الحد من اعتمادها على الواردات». وفي وقت يمكن أن تؤثر أسعار النفط على تطوير تكنولوجيا تحويل الفحم إلى أوليفينات في الصين، فمن شأن «بطء النمو الاقتصادي فيها وتعزيز بنائها للطاقة الإنتاجية المحلية، أن يكون سبباً لإثارة القلق لدى جميع المنتجين الخليجيين».

كما يشكل رفع العقوبات عن النفط الإيراني والمهمة التي تتبناها الدولة لمضاعفة قدراتها البتروكيماوية خلال السنوات العشر المقبلة، «تهديداً مثيراً للقلق أمام المنتجين الخليجيين». وبناء على ذلك، يبدو واضحاً وفقاً للتقرير أن قطاع البتروكيماويات في الخليج «غارق في عدد من التحديات القاسية، لذا يتطلب من المنتجين الخليجيين لتجاوز هذه العقبات مع الحدّ من أي أضرار ناجمة عنها، اتخاذ إجراءات فورية». وبدلاً من مجرد محاولة امتصاص الصدمة، «يجب عليهم عرض هذا الوضع كفرصة لإصلاح قطاع البتروكيماويات، الذي يستدعي إلى جانب تطوير الحد الأدنى، إضافة وظائف تتمتع بالمهارة العالية المطلوبة جداً في السوق، والتركيز على جوانب التميّز التجاري والتشغيلي، وتخصيص المنتجات».

وفي التميز التجاري، رأى التقرير أن المنتجين الخليجيين «طالما وجهوا استثمارات قليلة إلى مجالات المبيعات والتسويق وسلسلة التوريد. وهم يعتمدون على الأطراف الخارجيين (مشتري الإنتاج) والتجار لنقل منتجاتهم وبيعها في الأسواق الرئيسة». وأفاد بأن هذه الطريقة تعني أن «المنتجين يتعرضون الى خسارة تتراوح بين 3 و 10 في المئة من قيمة المنتج للوسيط». لذا يجب على المنتجين الخليجيين «الاستثمار في بناء خطة تسويق قوية وتعزيز قدرات سلسلة التوريد لاستعادة «القيمة المفقودة» التي خسروها لمصلحة الوسطاء».

وفي الجانب التشغيلي، أكد وجود «مجال كبير للتطوير، إذ يتعرض منتجون خليجيون حالياً لمعدلات تشغيلية منخفضة بسبب عمليات الإقفال غير المخطط لها أو معدلات تحويل متدنية للمواد الخام». وخلُص جيدريزجوسكي، إلى أن قطاع البتروكيماويات في الخليج «يمر بفترة مخاض صعب في ظل تغيير محوري يطاول أساساته». ولتحقيق الازدهار وتخطي هذه المرحلة، أعلن ضرورة أن «يعاود اللاعبون الخليجيون التفكير وتعديل خطط أعمالهم».

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطاع البتروكيماويات في الخليج مهدّد بفقدان الأفضلية  أو القيام باجراءات  أبرزها تجاوز الوسطاء قطاع البتروكيماويات في الخليج مهدّد بفقدان الأفضلية  أو القيام باجراءات  أبرزها تجاوز الوسطاء



GMT 12:56 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

إنتاج روسيا من النفط في 2020 يسجّل أول تراجع منذ 2008
 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 09:13 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:04 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

علماء يشرحون التعديلات الوراثية المطلوبة للعيش أصحاء

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 19:16 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

ميسي وسواريز يقودان تشكيل برشلونة أمام لاس بالماس

GMT 18:09 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الآسيوي يعاقب الأندية العمانية

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 04:24 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

يد الأهلي يسعى لضمّ القطري محمود زكي

GMT 03:21 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

صيني يؤكد اكتشافه طرقات غامضة على كبسولته الفضائية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday