غزة_ عبد القادر محمود
حصلت مؤسسة "شاشات لسينما المرأة" على تقدير جديد من قبل "المؤسّسة الأورومتوسطية للنساء" ضمن مشروعها الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي يستهدف "بناء القدرات وفتح حوار السياسات ورصد واقع النساء في المجتمع" المكرس لانتقاء أفضل الممارسات لتعزيز المساواة بين الجنسين.
وأشارت المؤسسة الأورومتوسطية للنساء إلى إمكانية اعتبار مقاربة مؤسسة "شاشات سينما المرأة" في إحداث خطوة نموذجيّة ينبغي تطبيقها في أرجاء منطقة المتوسّط، حيث تزداد يومًا بعد يوم أهمية الإبداع النسائي في إنتاج الثّقافة وبناء مستويات متداخلة من الهوية.
ولفتت، المديرة العامة "لشاشات" د. علياء أرصغلي إلى أن "الفكرة تمحورت حول إنشاء مؤسسة متخصصة تكون مهمتها تقديم تصور بديل وقصص عن النساء وعن المجتمع تقوم بإنتاجها مخرجات شابات بهدف دعم جيل جديد من صانعات الأفلام من مختلف المناطق خارج منطقة الوسط ممثلة "برام الله"، وتمكينهن من رواية قصص حول حياتهن ضمن الواقع الفلسطيني".
وأضافت أرصغلي أن "شاشات" توفر فرصًا من أجل عرض ومناقشة الأفلام على الصعيد الوطني في بعض القرى والبلدات ومخيمات اللّاجئين والجامعات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة" وإتاحتها لجمهور عام.
واستدركت أرصغلي، قائلة: "تنظم "شاشات" سنوياً جولة للأفلام المعروضة ضمن المهرجان السنوي لأفلام المرأة باستثناء العام 2014، حيث قررنا إلغاء المهرجان نظرًا لظروف الحرب على غزة، علمًا بأن حوالي نصف صانعات الأفلام لدينا من قطاع غزة كما أن نصف جولات المهرجان يتمّ تنظيمها في القطاع".
ومن المعروف أن "شاشات" ومنذ انطلاقتها قامت بتأسيس شراكات قويّة من خلال شبكة واسعة غير رسمية مؤلّفة من 7 جامعات، و7 مراكز مجتمعية ونسوية في بعض المدن والقرى المخيّمات وأكثر من 25 مؤسسة قاعدية محلّية ومؤسسة ثقافية.
وتركز مؤسسة "شاشات" على استقطاب الشباب من الجمهور بشكل خاص، ففي عام 2006، بدأت جولة "مهرجان سينما المرأة" السنوي في 9 جامعات.
وتستذكر أرصغلي كيف "فاق نجاح هذه المبادرة كلّ التوقعات مع مشاركة 200 إلى 300 طالب في كل عرض ودخولهم في نقاشات حيويّة حول قضايا المرأة وقضايا مجتمعية أخرى من وجهة نظر نسوية"، وتشير استمارات مخصصة لاستطلاع رأي الجمهور في العروض وتقييمها بوضوح إلى قوة الأفلام كأداة لرفع مستوى الوعي حول وضع المرأة بالإضافة إلى "متعة المشاركة في نقاشات حرة ومفتوحة ومحفزة مع الآخرين".
كما ساعد التعاون مع الجامعات في عمليّة اختيار جيل من صانعات الأفلام الشابات اللواتي أعطيت لهن فرصة المشاركة في برامج مؤّسسة "شاشات" التدريبية والإنتاجية.
وأشارت أرصغلي إلى أنّ عرض هذه الأفلام في الجامعات وفي أكثر من 100 منظّمات محليّة قد لقي رواجاً كبيراً كما أثارت الأفلام نقاشات ساخنة بين الجمهور حول مواضيعها، كما شارك النّاس في المناقشات بعد انتهائها بوقت طويل! ففي البداية، تعرّضت "شاشات" للانتقاد بسبب جرأة مواضيعها وتركيزها على القضايا الاجتماعية بدلًا من القضايا السّياسيّة، إلّا أنّه أصبح واضحًا في نهاية المطاف أنّ القصص التي ترويها الشّابات لا تجذب الجماهير فحسب، إنّما تخاطب جميع الفلسطينيين وتحفزهم على التفكير بوضعهم وبمجتمعهم، بالإضافة إلى أنّ هذه الأعمال تُظهر المواهب الفلسطينية الجديدة في مجال الإنتاج السينمائي".
بدورها، علقت رهام الغزالي مخرجة فيلم "خارج الإطار" الذي أُنتج بدعم من مؤسّسة "شاشات" أن الحصول على الدّعم في البداية هو الجزء الأصعب بالنّسبة لصانعات الأفلام النّاشئات، فمن النادر أن نجد من يؤمن بنا وبرؤيتنا عندما لا يكون لدينا أعمال سابقة نقدّمها، هنا يأتي دور مؤسسة "شاشات".
أرسل تعليقك