لندن ـ أ ش أ
كشفت أحدث الأبحاث الطبية عن أن استخدام الإختبارات التشخيصية السريعة للملاريا #### RDT #### للعقاقير الطبية المسجلة ، وخاصة فى المناطق الموبوءة ، كما هو الحال فى أوغندا ، يخفض بشكل كبير الأخطاء التشخيصية وطول فترة تشخيص المرض ، فضلا عن تحسين كفاءة الأدوية المضادة للملاريا ، وفقا لأحدث الأبحاث الطبية التى نشرت فى العدد الأخير من مجلة " بلوس - وان " الطبية .
وأثبتت الإختبارات الأولية التى أجريت على غالبية المرضى ممن إتجهوا لعدد من الصيدليات لشراء العقاقير المصنعة وفقا لضوابط الإختبارات التشخيصية السريعة للملاريا - البالغ عددهم 1500 - إمتثال أقل من 60% من مرضى الملاريا للعلاج ، لتتراجع بنسبة 73 % الروشتات الطبية للأدوية المضادة للملاريا .
فقد نجح فريق من العلماء بوزارة الصحة فى أوغندا بالتعاون مع مدرسة لندن للصحة والطب الإستوائى فى المملكة المتحدة ، فى تطوير توليفة تعتمد على مادة " الأرتيميسنين" العلاجية #### ACT #### ، حيث يعالج أكثر من 80% من مرضى الملاريا فى أوغندا فى القطاع الخاص .
ويعد القطاع الخاص المصدر الأكثر شيوعا لعلاج الملاريا فى كثير من المناطق الموبوءة بالمرض خاصة ، وفى حال وجود صعوبة فى الوصول إلى المرافق الصحية العامة ، يضطر المرضى إلى شراء مضادات الملاريا من الصيدليات الخاصة لمداواة أنفسهم ، على الرغم من كون الملاريا ليست دائما سببا للحمى ، وبالتالى قد يكون العلاج غير مناسب ، وهو ما يعد أمرا شائعا فى كثير من الحالات .
وقال البروفيسور فى وزارة الصحة الأوغندية و المؤلف الرئيسى للدراسة أنتونى موبوفى ، " تظهر نتائجنا مدى أهمية وجدوى التعاون مع القطاع الصحى الخاص ، وطرح مضادات الملاريا المعتمدة على تقنية الإختبارات التشخيصية السريعة للملاريا فى الصيدليات ، مشيرا إلى أن هذه الخطوة التالية تكمن فى صقل استراتيجية وفهم التكاليف المترتبة على توفير هذه العقاقير فى أوغندا ..قائلا " نهدف على المدى الطويل تقديم أدلة لمساعدة منظمة الصحة العالمية على وضع توجيهات لتحسين علاج الملاريا فى القطاع الخاص".
ومن ناحية أخرى ، قال الدكتور فى كلية لندن للصحة والطب الإستوائى ، والباحث الرئيسى فى الدراسة سيان كلارك ، " تظهر هذه الدراسة أن استخدام مادة " الأرتيميسنين" العلاجية يجعل علاجات مكافحة الملاريا المنتشرة فى الصيدليات أكثر فعالية ، موضحا أن هذه الإختبارات وحدها لن تحسن علاجات أمراض أخرى ، مؤكدا على الحاجة لمواصلة العمل مع وزارة الصحة للتحقيق فى كيفية تحسين النهج وتوسيعه ليشمل أمراضا شائعة أخرى .
وفى الوقت الحاضر ، عادة ما يعالج الصيدليون المرضى بناء على العلامات أو الأعراض المرضية دون إجراء إختبار للدم للكشف عن مدى معاناتهم من طفيل الملاريا ، وذلك على النحو الموصى به من قبل " منظمة الصحة العالمية "، وهو ما قد يؤدى إلى علاج مرضى يعانون من الحمى على كونها حمى ملاريا بعقاقير تحتوى على مادة " الأرتيميسنين" العلاجية دون الحاجة إليها.
وأوضح العلماء أن " الأسلوب المجهرى " يتطلب معدات المختبر وموظفين مؤهلين ، فى حين أن إستخدام الإختبارات التشخيصية السريعة للملاريا البديل لا يتطلب سوى أدوات بسيطة لتشخيص الملاريا ، حيث تمكن هذه الإختبارات السريعة العاملين فى مجال الصحة و الصيادلة فى المواقع النائية من وصف العلاج المناسب للملاريا.
وفى تحقيق أجرى على هامش الدراسة ، ونشر فى العدد الأخير من مجلة " طب الحالات الحرجة " ، وجد أنه على الرغم من شعبيتها ، إلا أن إختبارات الملاريا ليست حلا بسيطا فى القطاع الخاص ، فى الوقت الذى رحب فيه المرضى بإشراك الحكومة فى تحسين أداء الصيادلة والصيدليات ، وتدريب وتأهلين العاملين فى مجال الصحة ليتمكنوا من إجراء إختبارات الدم بدقة ، إلا أن الباحثين قد حذروا من أن هذا يمكن أن يعطى إنطباعا خاطئا عن مهارات الصيادلة ، فالأمر بحاجة إلى تنظيم من قبل السلطات .
وكان الفريق قد حصل مؤخرا على منحة جديدة للتحقيق فى جدوى تدريب وتجهيز الصيدليات للتعامل مع ثلاثة أمراض رئيسية فى مرحلة الطفولة : الملاريا ، الإلتهاب الرئوى ، والإسهال.
يذكر أن تمويل أبحاث مادة " الأرتيميسنين" العلاجية يأتى فى إطار منحة " مؤسسة بيل وميليندا جيتس " ، لمدرسة لندن للصحة والطب الإستوائى .


أرسل تعليقك