"بيت جالا" تهيب بالسلطة الفلسطينية للانتصار لحقوق موظفي "طاليثا قومي"

أصدرت بلدية بيت جالا ومؤسساتها، وممثلي القوى الوطنية واتحاد نقابات عمال فلسطين، ومجلس أولياء أمور الطلبة في مدرسة طاليثا قومي، بيانًا توضيحـيـًا بخصوص التطورات الآخيــرة في المدرسة .

وأوضح بيان تلك المؤسسات، أنه "ومنذ البدايات الأولى لبروز نزاع العمل في طاليثا قومي بين معلمي وموظفي المدرسة والإدارة الألمانية فيها، تداعت مؤسسات المدينة والفعاليات الرسمية لايجاد حل لهذا النزاع وهو في بداياته، وذلك من خلال الاتفاق على مذكرة التفاهم بين وفد بلدية بيت جالا برئاسة رئيس البلدية، الدكتور نائل سلمان، وإدارة مدرسة طاليثا قومي ممثلة في مدير المدرسة، السيد رولف لنديمان، حيث اتفق الطرفان على أن تقوم إدارة مدرسة طاليثا قومي بتجميد الاجراءات التي اتخذتها والتي تسببت في نزاع العمل، انتظارًا لبحث هذا الأمر، وبمشاركة البلدية، عند قدوم وفد بعثة برلين التبشيرية".

وأوضحت أنّ هذا الاتفاق ورغم اعلانه للملأ وفي وسائل الاعلام لم يتم احترامه، بل تم انتهاكه وتوسيع دائرة الاستهداف من قبل الإدارة الألمانية لتشمل اجراءات تعسفية بحق مجموعة من الموظفين، حيث حاولت الإدارة الألمانية سحب حقوق أساسية من الموظفين التي يكفلها القانون الفلسطيني، والتلاعب في صياغات سلم الرواتب مما ينتقص بشكل جوهري من رواتب الموظفين.

 كما أمعنت في انتهاكاتها بإقدامها على فصل المدير الفلسطيني للمدرسة، جهاد أبو عمشا بقرار تم اعلانه يوم 6/10/2014 في حين كان هذا القرار قد تم تداوله واتخاذ خطوات على طريق تنفيذه قبل هذا التاريخ، الأمر الذي استدعى استقالة السيد سليمان أبو ديه من عضوية مجلس أمناء مدرسة طاليثا قومي، حيث رفض المشاركة في قرار مجحف لا يمكن قبوله وتفهمه من قبل المجتمع الفلسطيني.

وأكد أنه على الرغم من هذا الاستهتار وحرصًا على المسيرة التعليمية لمدرسة طاليثا قومي، وحفاظًا على مستقبل الطلبة من مخاطر تدهور المسيرة التعليمية، تداعت بلدية بيت جالا والمؤسسات الوطنية المختلفة من نقابات وجمعيات بالاضافة لأولياء الأمور لتداول الوضع الناجم عن الإجراءات التعسفية الصادرة عن بعثة برلين التبشيرية وإدارة طاليثا قومي، وشكلت وفدًا تمثيليًا برئاسة رئيس البلدية شمل مجلس بلدية بيت جالا ومؤسساتها واتحاد نقابات عمال فلسطين وممثلي القوى الوطنية في المدينة ومجلس أولياء أمور الطلبة، الذين في اجتماع رسمي أبلغوا ممثلي بعثة برلين التبشيرية والإدارة الألمانية لمدرسة طاليثا قومي بموقف المجتمع الفلسطيني الرافض لقراراتهم التعسفية المنتهكه لحقوق الموظفين والمستهترة بالقانون الفلسطيني والمؤسسات المرجعية ذات الاختصاص كوزارة العمل ووزارة التربية والتعليم واتحاد المعلمين الفلسطينيين واتحاد نقابات عمال فلسطين.

وأضاف حرصًا من الوفد الفلسطيني على مواصلة المسيرة التعليمية، قدم مقترحًا بتشكيل لجنة مشتركة تبحث الأمور المختلف عليها، والخروج بحلول تحفظ حقوق العاملين وتحافظ على المسيرة التعليمية لمدرسة طاليثا قومي، على أن يكون الرد على تشكيل اللجنة في موعد أقصاه 10-10-2014. كما أبلغهم الوفد أنّ المجتمع الفلسطيني يقف خلف الإجراءات الاحتجاجية التي يقوم بها المعلمين وموظفي طاليثا قومي من تعليق للدوام كشكل من أشكال العمل النقابي الذي يكفله القانون، وذلك ردًا على الاستهتار بهم وبحقوقهم وعدم الامتثال لقرار الهيئات المرجعية والوزارات ذات الاختصاص، ونصوص القانون الفلسطيني.

وأوضح أنّ الوفد الألماني أدار ظهره للوفد الفلسطيني ولم يكلف نفسه حتى عناء الرد على المقترح الذي خلص إليه الاجتماع معهم وغادر وفد بعثة برلين التبشيرية البلاد دون أي تواصل مع الوفد الفلسطيني، معطيًا بذلك نموذجًا شديد الوضوح لعدم الحكمة في إدارة أزمة، قد تطيح بالعلاقة التاريخية بين بعثة برلين التبشيرية والمجتمع الفلسطيني الذي استُثمرت فيه جهود ألاف القادة المسؤولين إيمانًا بإمكانية تطوير علاقة تفاهم وشراكة مع شعبنا ومؤسساته.

وأهاب البيان بالسلطة الفلسطينية ومؤسساتها جميعًا الانتصار لكرامة وحقوق موظفي طاليثا قومي أمام العنجهية والاستهتار المنقطع النظير والذي تمثله الإدارة الألمانية لمدرسة طاليثا قومي، والتي لا نرى فيها مثالًا لعلاقات الصداقة والتآخي المعهودة مع الشعب الألماني الصديق ولا تعبر عن موقف الحكومة الألمانية في العمل على توثيق العلاقة مع شعبنا الفلسطيني.

وعبر بيان تلك المؤسسات عن رفض سياسة الاستهزاء والاستهتار بالممثلين الرسميين والشعبيين للمجتمع المدني ودعوة الجهات الألمانية الرسمية وعلى رأسها الممثلة الألمانية  لدى دولة فلسطين للاضطلاع بمسؤولياتها اتجاه ما قد يحدث نتجة لهذه السياسة وهذا التوجه العنجهي، كما أهاب بالسلطة الوطنية ومؤسساتها ووزاراتها المختصة، اتخاذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية للرد على هذا الاستهتار بمصالح الطلبة والمعلمين والمواطنين.

واستنكر البيان ما وصفه "تساوق" البعض مع هذه التوجهات والاجراءات خصوصًا تلك التي تحاك من خلف الكواليس، داعيًا قيادة الكنيسة الأنجلية اللوثرية في فلسطين للوقوف بجانب أبناء شعبها وقضاياه العادلة وعدم الوقوف في صف من يستهتر بشعبنا وطلبته ومؤسساته وممثليه، مثمنًا  "صمود وصلابة" موقف الموظفي وانتصارهم  لحقوقهم وكرامتهم وكرامة شعبهم في وقوفهم الحازم إلى جانب زميلهم جهاد أبو عمشا، والذي يعلم القاصي والداني مدى تفانيه في خدمة طلبة طاليثا قومي وأبناء شعبه، حيث كان المبرر الوحيد لاستهدافه هو وقوفه الأصيل إلى جانب أبناء شعبه أثناء الحرب على غزة.