ثلاثة أناشيد بعد الفجر فوق الجبل المقدس
آخر تحديث GMT 05:34:18
 فلسطين اليوم -

ثلاثة أناشيد بعد الفجر فوق "الجبل المقدس"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - ثلاثة أناشيد بعد الفجر فوق "الجبل المقدس"

"الجبل المقدس"
جبل جرزيم (نابلس) - فلسطين اليوم

جميل ضبابات

ما هي الصورة التي تتخيلونها عندما تسمعون عن ختان في الأراضي الفلسطينية؟

غالبا، بعد تطور العلوم الطبية، وانكفاء الخاتنين التقليديين، ستكون صورة، عيادة طبية، وطبيب بلباس أبيض، وممرضة ووالدي الطفل، كلهم يلوذون بالصمت حتى انتهاء العملية التي سنها النبي إبراهيم.

في الحقيقة، الختان في منطقة ما من الضفة الغربية، تحديدا فوق جبل جرزيم، حيث تسكن الطائفة السامرية، الأمر مختلف تماما. فكل واحد من أبناء اصغر طائفة دينية في العالم، تعتبر نفسها السلالة الحقيقة لبني إسرائيل القدماء الذين سكنوا مملكة السامرة الشمالية، يشارك في هذا الختان.

الرجال بالأناشيد، والنساء بالزغاريد وتوزيع الحلوى على المدعوين.

عند فجر اليوم تحضرت عائلة الشاب ضياء الكاهن لختن مولودها قبل انتهاء اليوم الثامن من عمره.

قال ضياء الذي حمل الطفل ملفوفا بملاءة بيضاء، إن الختان هو تعبير عن الفرح.

واقفين في صفوف متوازية انشد نحو 100 رجل من أبناء الطائفة الذين قدم بعضهم من حي حولون جنوب تل أبيب ثلاثة أناشيد بوتيرة واحدة يتقدمهم الكاهن الأكبر الذي يتولى زعامة الطائفة الدينية والاجتماعية.

وتقوم فلسفة الختان عند السامرين على قاعدة دينية محددة، اذ يتوجب ختان الطفل مع نهاية الأسبوع الأول من حياته. وأكثر من ذلك، إذا لم يختن يعتبر خارجا على الشريعة الموسوية التي يتبعها السامريون، ويؤمنون بالأسفار الخمسة الأولى من التوراة، بخلاف التوراة اليهودية.

ويبدو الختان الذي يجري بين ساعات الفجر وطلوع الشمس ظاهرة صوتية. تلا السامريون اليوم ثلاثة أناشيد يقولون إنها لم تتغير منذ 1800 سنة عندما وضع أسسها مارقة بن سارد.

واقفا في صف من الرجال المتأهبين لتلاوة النشيد الأول قال عابد الكاهن، وهو واحد من أبناء الطائفة 'نحن نغني الاناشيد ذاتها منذ وضعت أسسها قبل قرون طويلة'.

ويتعين على السامري أن يتلو النشيد دون أن يبدي نشازا. فالتعليم الديني الذي تقوم عليه حياة أبناء الطائفة يلقن للأطفال مع حليب الرضاعة.

ويختن الطفل في قاعة عامة، يؤمها الرجال والنساء والأطفال قبل وصول الطفل المعد للختان. ودائما ما يختن أطفال السامريين من قبل احد الخاتنين التقليديين في نابلس.

ويختن الطفل في نهاية النشيد الثالث. والنشيد الثالث هو واحد من الأماني الكثيرة الذي يرددها المصلون أثناء صلاة الختان، يسبقه نشيدان، الأول هو قطاف التوراة والذي تقرأ فيه سور متفرقة من التوراة، والثاني أمنية للاب والام. قال والد الطفل الذي ظهر يتحرك بين ردهة جانبية وضع فيه الطفل المختون وبين قاعة الصلاة 'هذا أفضل أيام الحياة'. وتنفرج أسارير الشاب كلما تقدم احد لتهنئته من المدعوين.

وحمل الطفل من قبل والدته ولم يلمسه احد غير النساء اللواتي في فترة الحيض أو الدورة الشهرية، إذ تحرم التوراة لمس الطفل من غيرهن قبل مرور 41 يوما.

وتقوم النصوص الدينية التي تحددها التوراة السامرية مقام الدستور الاجتماعي لأبناء هذه الطائفة. ويخضع السامريون الذين لا يتجاوز عددهم 780 في نابلس وجنوب تل ابيب لتعاليم التوراة المتعلقة بالطهارة خضوعا تاما.

متوسطا صفا من الرجال يمثلون الكهنوت الديني الذي يتولى زمام تحديد الطقوس الدينية يقول الكاهن الأكبر عبد الله واصف 'لا يمكن التساهل في أمور الختان. اليوم الثامن هو الحد الأقصى لبقاء المولود الجديد خارج شريعتنا'.

والى جانبه يتولى كاهن آخر يدعى فضل الكاهن امامة المنشدين وهو أيضا جد الطفل من جهة أمه... بصوت جهوري يقود فضل الصلوات ويرد عليه المنشدون المتحلقون حول مائدة من أصناف مختلفة من الطعام أعدتها نساء الطائفة.

وقال احد الرجال الذي قدم مع ساعات الفجر من حولون، 'أبو الفضل مايسترو المنشدين(...) له صوت عميق وجهوري'.

في الموروث الديني السامري الذي يتعلق بالختان يدخل إلى أناشيد الفرح اسم حاكم روماني لنابلس، حكم المدينة واضطهد سكانها. لكن السامريين يقولون إنهم يجلون ذلك الحاكم .

فقد سردت على لسان السنين البعيدة قصة هنا يرويها حسني: أن حارسا رومانيا يدعى جرمون كان ساعد شعبهم قبل آلاف السنين على ختان أحد الأطفال في الوقت المحدد قبل انقضاء الأيام السبعة رغم حظر دولته على السامريين ممارسة عقائدهم.

لذلك كافأه الكاهن الأكبر بذكر اسمه في الصلوات ما دامت تقام.

في الصلوات المغناة والتي لا يرافقها أي آلة عزف، يعتمد السامريون على نغمات حلقية. يكفي تغيير وتيرة الانشاد لتظهر نغمات متصاعدة ترتل بعض سور التوراة. عندما كانت تشتد نبرة المنشدين، كان رجل من بينهم يلجأ إلى طرق كفه بكفه الاخر، فيما ظهر آخر يطرق بقطعة الحلوى فوق عبوة العصير التي يحملها. وليس أي ثمة رابط ظهر بين الأناشيد وبين زغاريد النساء في الغرفة المجاورة، لكنها نشيد الفرح الذي تلي بعد نشيد التوراة كان أكثر الأناشيد المغناة ضجيجا.

قال خضر الكاهن الذي ظهر صوته أعلى من أصوات الرجال 'ننشد الأناشيد منذ قديم الزمان. ربما هذه الأيام اختلفت اللهجات قليلا'، لكن في غرفة النشيد يظهر مزيجا من ثلاثة لغات: العبرية القديمة، ولغة الأناشيد، والعبرية الحديثة لغة التواصل بين أبناء الطائفة القادمين من حولون، والعربية اللغة العام التي يتواصل بها أبناء الجبل.

وفا

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة أناشيد بعد الفجر فوق الجبل المقدس ثلاثة أناشيد بعد الفجر فوق الجبل المقدس



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 21:47 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023
 فلسطين اليوم - ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 12:13 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تعقد جلسات عمل مسلسلها الجديد

GMT 22:35 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الشاطئ" يثير إعجاب جمهور المغرب بمهرجان المعاهد المسرحية

GMT 12:07 2015 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

بيع لوحات فنية لأدولف هتلر بــ 400 ألف يورو

GMT 01:38 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عالم يحوِّل منزله إلى قطعة غابات استوائيّة

GMT 07:32 2014 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أبوظبي تستقطب هواة الدفء في فصل الشتاء إلى معالمها الساحرة

GMT 20:25 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حجم مشتريات الأردن من القمح بنسبة 39 % العام الماضي

GMT 05:28 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض منزل ألكسندر ماكوين المميّز في لندن للبيع

GMT 05:45 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

توبي وايزمان يبيّن أن "الوردي" لون متميز

GMT 04:36 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

شركة تبتكر سماعة أذن لتساعد على ترجمة اللغات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2021 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2021 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday