أدي تواصل الاشتباكات بين الجيش ومسلحين في الأسواق القديمة في (طرابلس) كبرى مدن شمال لبنان وتعرض آلية للجيش لاعتداء في منطقة (عكار) الشمالية اليوم (السبت) إلى مقتل مدني وجنديين اثنين وجرح 4 مدنيين وجندي بحسب مصدر أمني.
وبذلك ترتفع حصيلة هذه الاشتباكات إلى 4 قتلى بينهم مسلح وجنديان و21 جريحا بينهم 6 مسلحين و8 جنود و7 مدنيين.
وكانت هذه الاشتباكات التي تستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية قد اندلعت الليلة الماضية اثر تعرض سيارة جيب للجيش لاطلاق نار في محلة (خان العسكر) في الأسواق الداخلية ل(طرابلس).
ويسود الهدوء الحذر حاليا في منطقة الأسواق القديمة بعد وقف الاشتباكات اثر انكفاء المسلحين الذين كان الجيش قد تمكن من دفعهم الى عمقها ، في حين قام "الصليب الاحمر اللبناني" و"الجمعية الطبية الاسلامية" باخراج عائلات كانت محاصرة في المنطقة التي أسفرت الاشتباكات فيها عن وقوع بأضرار مادية كبيرة.
وأكد الجيش "المضي في العمليات العسكرية حتى القضاء على المسلحين ومنع جميع المظاهر المسلحة في مدينة (طرابلس) تمهيدا لعودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية."
ودعا الجيش الأهالي إلى "التجاوب التام مع الإجراءات التي تنفذها وحدات الجيش تباعا، وإبلاغ المراكز العسكرية عن أي حالات مشبوهة، وذلك حفاظا على سلامتهم، واستكمالا للعمليات العسكرية في أسرع وقت ممكن."
وكان الجيش قد أعلن في بيان اليوم عن اصابة 8 عسكريين وعدد من المدنيين في الاشتباكات المستمرة منذ يوم أمس مع مسلحين في طرابلس.
وقال البيان إن "قوى الإرهاب تعمل منذ امس على زعزعة الوضع الأمني في مدينة (طرابلس) وإثارة الفتن والتحريض المذهبي عبر نشر عناصر مسلحة في محلة (الزاهرية) في المدينة."
وذكر ان قوى الجيش المنتشرة في المنطقة اشتبكت مع المسلحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وعملت على تطويقهم داخل الأسواق العتيقة، مضيفا ان وحدات الجيش "تنفذ عمليات دهم للأماكن المشبوهة بغية توقيف مطلقي النار وإحالتهم الى القضاء."
وفي بيان لاحق، أكد الجيش "تضييق الطوق" على المسلحين وتوقيف عدد منهم وضبط كمية من الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية وايقاع عدد من الإصابات في صفوفهم. "
وأشار البيان إلى "دهم منزل الإرهابي الموقوف أحمد ميقاتي في (طرابلس) وضبط كمية كبيرة من المتفجرات بداخله حيث يجري العمل على تفكيكها ونقلها إلى مكان آمن ليصار إلى تفجيرها لاحقا."
وكان الجيش قد داهم يوم (الخميس) الماضي في بلدة (عاصون) في منطقة (الضنية) في الشمال منزلا يستخدم مقرا لمجموعة ارهابية ما أدى الى مقتل ثلاثة منها والى القاء القبض على القيادي في (داعش) احمد ميقاتي فضلا عن ضبط اسلحة خفيفة ومتوسطة وذخائر متنوعة واحزمة ناسفة.
وفي مجال آخر، أعلن بيان الجيش عن مقتل جنديين وجرح عدد آخر في محلة (المحمرة) في قضاء (عكار) في الشمال في إشتباك مع مجموعة مسلحة حاولت قطع الطريق العام.
وقال البيان إن عناصر الجيش لاحقوا المسلحين الذين فروا باتجاه البساتين المجاورة، وأوقع إصابات في صفوفهم.
وأوضح البيان أن قوى الجيش أحبطت في المنطقة ذاتها محاولة مجموعة مسلحة خطف 5 عسكريين خلال توجههم إلى مراكز عملهم، مشيرا إلى وقوع اشتباك مع المجموعة وايقاع إصابات بين عناصرها.
من جهة ثانية، أكد بيان لنواب (طرابلس) بعد اجتماعهم اليوم بحضور مفتي المدينة والشمال الشيخ مالك الشعار "دعم الجيش والقوى الأمنية الشرعية" وشدد على "دورها في حفظ الأمن والإستقرار ومراعاة سلامة المواطنين."
ودعا البيان الذي تلاه المفتي الشعار إلى "التعامل مع الأحداث بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والأخلاقية، والإبتعاد عن التجاذبات السياسية." يذكر ان مناطق عدة في شمال لبنان تشهد من حين الى آخر عمليات اطلاق نار وقنابل من قبل مسلحين مجهولين مناصرين لتنظيمي (جبهة النصرة) و (داعش) على حواجز ومراكز للجيش حيث تعرض خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة إلى 7 اعتداءات مسلحة أدت إلى مقتل 3 جنود و13 جريحا.
أرسل تعليقك