أكدت حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها المعروفة دوليا ً بـ B.D.S، أن عام 2017 شهد إنجازات كبيرة في مقاطعة الاحتلال الاسرائيلي على مستوى دول العالم، بالرغم من صعوبته، خاصة في ظل إدارة أمريكية جديدة يعوّل عليها الاحتلال كثيرًا، مشيرة إلى أمّ "عام 2017 لم يكن عاماً سهلاً. ولكن، لطالما وفّرت الأوقات المظلمة والصعبة فرصاً جديدة للتغيير، إذا تمكنا من اقتناصها. فبينما يعوّل الاحتلال الإسرائيلي على إدارة ترمب اليمينية والعنصرية والمعادية دون أقنعة للشعب الفلسطيني، وقفت دول العالم في الأمم المتحدة بأغلبية عظمى تصدياً لقرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل".
وأضافت "مرة أخرى، تلقّن جنوب أفريقيا العالم درساً في كيفية اتخاذ خطوات عملية نحو الوقوف بجانب الحق والعدالة ومحاربة الظلم، حيث قرّر المؤتمر الوطني الأفريقي -الحزب الحاكم- الطلب من الحكومة خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب احتجاجاً على قرارات حكومة ترمب"، واعتبرت الحركة أن هذا الإنجاز وقرب إصدار الأمم المتحدة لقائمة بأسماء الشركات الإسرائيلية والعالمية المتواطئة في الاحتلال والاستيطان يشجعان حركة المقاطعة على تصعيد العمل الدؤوب والمنهجي الذي انطلق في 2005 كي يبدأ زمن العقوبات ضد نظام الاحتلال الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي.
وتكتسب حركة المقاطعة (BDS) أهمية أكبر هذه الأيام في دعم المقاومة الشعبية الباسلة المتصاعدة في فلسطين المحتلة ضد الاحتلال الإسرائيلي والتواطؤ الأمريكي الفجّ معه، والفعاليات الشعبية المبدعة خارج فلسطين، ونوهت الحركة إلى أنها تعمل مع شركائها على الضغط الشعبي لتطوير المواقف الرسمية الفلسطينية والعربية، التي تقتصر على الشعارات والتحركات الرمزية التي لا تؤثر استراتيجياً على "إسرائيل"، لكي تستجيب للمطلب الشعبي العارم بتفعيل محكمة الجنايات الدولية والدعوة للعقوبات العالمية المؤثرة ضد "إسرائيل"، وبالذات لفرض حظر عسكري عليها وإنهاء اتفاقيات التجارة الحرة معها.
وبالرغم من الحرب الشرسة التي تشنها حكومة الاحتلال ضد حركة المقاطعة وحلفائها في فلسطين وحول العالم، يتعاظم دور الحركة في النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة، وتزداد نجاحاتها حول العالم، وسرد التقرير أبرز المؤشرات على تعاظم نفوذ وتأثير حركة المقاطعة BDS في العام 2017 وهي أنّ تقرير الإسكوا الأممي برهن على أن "إسرائيل" تمارس جريمة الفصل العنصري (الأبارتهايد) ضد كل الشعب الفلسطيني، وطالب بدعم وتبني مقاطعة إسرائيل (BDS) لإنهاء هذا النظام.
وأقر الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، بالإجماع توجيه الحكومة بخفض التمثيل الدبلوماسي في تل أبيب من سفارة إلى مكتب اتصال، وهذا بعد حملة ضغط وإقناع فلسطينية وجنوب أفريقية، وأعلن مجلس الكنائس الأفريقية المستقلة (CAIC)، والذي يمثل أكثر من مليون مسيحي في جنوب أفريقيا، تأييده لنضال الشعب الفلسطيني وحركة المقاطعة (BDS).
وأيّدت كنسية المنونايت – الولايات المتحدة (Mennonite) في مؤتمرها الأخير بأغلبية ساحقة (98%) سحب استثماراتها من الشركات المستفيدة من الاحتلال الإسرائيلي، ملتحقة بعدة كنائس كبرى أميركية كانت قد تبنت سياسات مشابهة في السنوات الأخيرة، بما فيها الكنيسة المشيخية (Presbyterian) وكنيسة المسيح المتحدة، والكنيسة الميثودية، وأعلنت 21 كنيسة في الولايات المتحدة عن نفسها خالية من منتجات شركة (هيوليت باكارد HP) بسبب تورطها في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان الفلسطيني.
وأيدت أكبر نقابة للمزارعين في الهند والتي تضم في عضويتها 16 مليون مزارعاً، حركة المقاطعة وأعلنت دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني، تبنّى أكبر اتحاد لنقابات العمال النرويجية، كونفدرالية نقابات العمال النرويجية، والتي تمثل ما يقارب المليون عامل المقاطعة الدولية الشاملة "لإسرائيل" من أجل تحصيل حقوق الشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي، وأعلنت أكبر النقابات العمالية في القطاع الخاص بكندا، والتي تمثل أكثر من 310 ألف عضو في مختلف القطاعات، مساندتها لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وتأييدها لحقوق الشعب الفلسطيني.
وألغت الفنانة النيوزيلاندية العالمية لورد حفلها في "تل أبيب" من جولتها العالمية لعام 2018، استجابة لمناشدات من ناشطي حركة مقاطعة "إسرائيل"، وألغت مغنية الراب الأميركية برنسيس نوكيا الشهيرة حفلتها في "تل أبيب" بعد حملة إقناع من حركة المقاطعة، وبعد دعوات للمقاطعة، انسحبت تسعة عروض فنية من مهرجان بوب كولتور الموسيقي في برلين بسبب رعاية السفارة الإسرائيلية للمهرجان.
وتلقت حكومة الاحتلال صفعة محرجة حينما رفض ستة من أصل 11 لاعبًا محترفًا في دوري كرة القدم الأمريكية الوطني عرضًا مغريًا لرحلة بروباغاندا مدفوعة التكاليف من قبل الحكومة الإسرائيلية لتحسين صورة دولة الاحتلال المتدهورة عالمياً، واستثنى ثالث أكبر صندوق تقاعد في الدنمارك، "سامبنسيون"، المصارف والشركات الإسرائيلية من جهات الاستثمار لديه لتورطها في المستعمرات الإسرائيلية.
وعقدت حملات المقاطعة في الخليج العربي في 17 من نوفمبر/تشرين الثاني "مؤتمر مقاومة التطبيع" الأول في الكويت لمقاومة التطبيع المتزايد في الخليج العربي، إيماناً منها بأن خطر نظام الاستعمار الإسرائيلي والتطبيع معه يتخطى فلسطين ليشمل الدول العربية قاطبة، وأن قضية فلسطين لا تزال القضية المركزية للشعوب العربية الشقيقة، أقرّ البرلمان الإسباني أن الحق في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية من خلال تكتيكات مقاطعة "إسرائيل" هو حق محمي ومكفول ضمن حرية الرأي وحرية التجمع. هذا وأعلن مئات المسؤولين المنتخبين في إسبانيا عن دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني وحركة مقاطعة "إسرائيل".
وقررت بلدية برشلونة وقف أشكال التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان ودعم الحق في المقاطعة، كما تبنت قراراً يدعو الحكومة الإسبانية لإقصاء الشركات المتورطة في الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان من العطاءات العامة، وتلقت الحكومة البريطانية اليمينية صفعة قضائية على يد حلفائنا في حملة التضامن مع فلسطين وشركائها، حيث قضت محكمة إدارية بريطانية ببطلان مساعي الحكومة لتقييد حق المجالس والهيئات المحلية في سحب استثماراتها من الشركات المتورطة في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان.
ورفض البرلمان السويسري جهود اللوبي الصهيوني الرامية لتجريم حركة مقاطعة إسرائيل والدعوة إلى مقاطعة إسرائيل، وأعلنت منظمة "الاشتراكيين الديمقراطيين" في الولايات المتحدة، بأغلبية عظمى، مساندتها للنضال الفلسطيني ودعمها الكامل لحركة مقاطعة "إسرائيل"، وتوالت خسائر شركة G4S الأمنية البريطانية حول العالم بسبب تواطؤها المستمر في دعم الاحتلال وجرائمه، ففي الأردن، أصبحت هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة خامس هيئة أممية تنهي عقدها مع شركة G4S استجابة لضغوط حملة الأردن تقاطع، وسبقتها في ذلك 7 شركات أردنية بالإضافة إلى قائمة انجازات أخرى سردها التقرير.
أرسل تعليقك