زيوريخ-فلسطين اليوم
عرض جنود "إسرائيليين" سابقين صورًا تفضح ممارسات جيشهم وانتهاكاته بحق المواطنين الفلسطينيين، في معرض أقاموه في مدينة زيوريخ السويسرية.
ونظم المعرض منظمة "كسر الصمت" التي تجمع جنودًا سابقين في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وأثار المعرض الذي يواصل فتح أبوابه للجمهور حتى الأحد المقبل في دار هلفراي الثقافية في زيوريخ، سخطًا رسميًا "إسرائيليًا"، وهاجمته السفارة "الإسرائيلية" والمنظمات المؤيدة للاحتلال.
ورافق جنود "إسرائيليين" سابقين هذا المعرض، وتحدثوا لوسائل الإعلام وللجمهور عن أعمال التنكيل والإذلال وممارسات الترويع التي اعتادوا على اقترافها بحق الفلسطينيين، لاسيما عند الحواجز والمعابر وخلال التوغلات اليومية في البلدات وأثناء اقتحام البيوت فجرًا.
وأكد الاستشاري الإعلامي حسام شاكر، الخبير في الشؤون الأوروبية، أهمية هذه النشاطات لأنها تكشف الانتهاكات بلسان مقترفيها وليس من زاوية ضحاياها كما يجري عادة، ولذا فإنها تكتسب تأثيرًا عميقًا لدى الجمهور في المجتمعات الأوروبية.
وبين شاكر معلقًا على الحدث، أنّ هذه النشاطات هي بمثابة اعترافات علنية مشفوعة بالصور والشهادات الموثقة عن حقيقة ممارسات جيش الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنّ دعاية الاحتلال تواجه مأزقًا مضاعفًا معها.
ولاحظ شاكر أنّ الحملة الدعائية المضادة لهذا النشاط الإعلامي، تركزت على الدعم المالي الذي قدمته بلدية زيوريخ لإقامة المعرض أسوة بغيره من النشاطات الثقافية والإعلامية، ولأنّ منظمي الحدث هم يهود "إسرائيليين" فقد غابت تهمة "العداء للسامية"، وظهرت تهمة "العداء لإسرائيل" وهي نموذج على المراوغات اللفظية التي تعتمدها دعاية الاحتلال.
وبادر السفير "الإسرائيلي" في بيرن ييغال كاسبي شخصيً ابقيادة حملة الاعتراضات ضد المعرض المصوّر، ومارس اتصالات ضاغطة على وزارة "الخارجية" السويسرية، حسام شاكر أوضح في المقابل أنّ هذه الحملة المضادة أفادت المعرض ووضعته في دائرة الاهتمام العام والمواكبة الإعلامية النشطة، علاوة على أنها أظهرت خشية رسمية "إسرائيلية" من المكاشفة العلنية بالحقائق.
وعبّرت وسائل إعلام "إسرائيلية" من خلال كم كثيف من التعليقات والمقالات والتقارير عن نقمتها على سويسرا خلال الأيام الماضية على خلفية هذا المعرض، رغم العلاقات الوثيقة بين الجانبين "الإسرائيلي" والسويسري، بينما تظاهر عشرات "الإسرائيليين" أمام السفارة السويسرية في تل أبيب "تل الربيع" تنديدًا بالمعرض.
وتضم منظمة "كسر الصمت" التي تأسست العام ٢٠٠٤ خلال "انتفاضة الأقصى"، قرابة ألف عضو من جنود الاحتلال خدموا سابقًا أو ما زال بعضهم في الخدمة العسكرية.
أرسل تعليقك