أحرزت الولايات المتحدة تقدما فى اقناع تركيا الحليف المتردد بالانضمام الى المعركة ضد مسلحي الدولة الإسلامية بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لأنقرة للتباحث مع القادة الأتراك يوم الجمعة لحشد الدعم.
وذكر مكتب الرئيس التركي فى بيانه عقب اجتماع كيري لمدة ساعتين ونصف الساعة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "ستواصل الدولتان الحرب على المنظمات الإرهابية فى المنطقة مثلما حدث فى الماضى".
وأضاف البيان إن تركيا فى هذا الصدد ستواصل تقديم معلومات استخباراتية الى الولايات المتحدة وإعطاء دعم لوجستى للمعارضة السورية ومساعدة إنسانية لضحايا الحرب فى سوريا.
وتعتبر الولايات المتحدة أن دور تركيا, البلد المسلم الوحيد داخل الناتو, حاسم فى الحرب ضد مايسمى الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) وتسعى الى اقناع تركيا بتقديم تعاون حيوي يشمل ترخيصا أوسع بالتحليق فى أجوائها ودعما لوجستيا.
وكان مسئول كبير فى وزارة الخارجية الأمريكية قد تحدث يوم الأربعاء مع الصحافة عن جولة كيري الإقليمية التى تشمل أنقرة قائلا إنه "قد نحتاج الى تعزيز استخدام القواعد والطيران فى الأجواء وسوف يكون هناك اجتماع قريب لوزيري الدفاع لبلورة هذه التفاصيل".
وجاء هذا التحول فى موقف تركيا بعد يوم من رفضها التوقيع على إعلان ختامي ضد الدولة الإسلامية الذى اتفقت عليه 10 دول عربية فى جدة.
ويمثل الوضع حساسية لتركيا نظرا لأن مسلحي الدولة الإسلامية يحتجزون 49 رهينة تركية منهم دبلوماسيون وأطفال كانوا قد اختطفوهم من القنصلية التركية فى الموصل فى يونيو الماضي.
ووفقا لما ذكرت صحيفة ((ملليت)) اليومية التركية, فإن تركيا لن تؤيد الحملة التى تقودها واشنطن على الدولة الإسلامية بنشاط وإنما ستقدم معلومات استخباراتية.
وهناك سبب آخر للممانعة فى الانضمام الى التحالف الدولي هو أن تركيا لها حدود طويلة وسهلة الاختراق مع سوريا وان مسلحي الدولة الإسلامية قد يشنون هجمات إرهابية ضد مصالح تركيا.
ولكن البعض فى تركيا يرى أن هناك مشكلة اكبر تتمثل فى التقارب الايديولوجى بين تركيا والجماعات الإسلامية فى الشرق الأوسط.
فحزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا الذى يراه الكثيرون حكومة إسلامية واقع فى خلاف مع مصر بسبب إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسى ممثل جماعة الإخوان المسلمين من السلطة. وتؤيد أنقرة الجماعة فى دول عربية أخرى.
وربما كان هذا هو السبب فى سلسلة من الاجتماعات والمحادثات الهاتفية بين المسئولين الأتراك والأمريكيين فى الأسبوع الماضي.
وتريد واشنطن أن تتأكد من التزام تركيا بمحاربة الدولة الإسلامية فى اطار تحديد نطاق التعاون مع تركيا.
وقد التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع أردوغان لساعة ونصف الساعة على هامش اجتماع حلف الناتو فى ويلز ببريطانيا.
وفى يوم الاثنين كان وزير الدفاع الامريكى تشاك هيجل فى أنقرة لزيادة الضغط على تركيا.
وقال مسئول أمريكى فى أنقرة إن الولايات المتحدة تحترم شريكتها فى الحرب ضد الإرهاب.
أرسل تعليقك