السورية حنان دكا تُظهر احتضان البرازيل للاجئين باعتبارها ملاذًا آمنًا
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

السورية حنان دكا تُظهر احتضان البرازيل للاجئين باعتبارها ملاذًا آمنًا

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - السورية حنان دكا تُظهر احتضان البرازيل للاجئين باعتبارها ملاذًا آمنًا

حنان دكا" (12 عامًا) اللاجئة السورية
برازيليا - رامي الخطيب

يشعر البرازيليون بالكراهية تجاه الأولمبياد إلا أن الكراهية اختفت عندما هتف المتفرجون "حنان دكا" (12 عامًا) اللاجئة السورية التي جاءت مهرولة خلال عاصمة البلاد برازيليا والشعلة الأوليمبية في يدها، وذكرت حنان التي انتقلت إلى البرازيل العام الماضي من مخيم للاجئين في الأردن للصحافيين " اليوم لا أشعر أنني لاجئة ولكن مثل أي امرأة برازيلية تحملا لشعلة"، وعندما ناقشت أوروبا والولايات المتحدة بغضب دعوات استقبال أعداد أكبر من اللاجئين فإن قرار جعل حنان حاملة الشعل أبرز دور البرازيل غير المألوف كملاذ لطالبي اللجوء السوريين، واعترفت البرازيل بنحو 2300 لاجئ سوري وفقًا للجنة الوطنية الحكومية لشؤون اللاجئين،  وأفاد المسؤولون أنه مع اصدار 6400 تأشيرة للسوريين يتوقع ارتفاع الأرقام إلى حد كبير، وعلى عكس ما حدث في الولايات المتحدة حيث أصبح احتمال إعادة توطين اللاجئين السوريين موضع استقطاب سياسي إلا أنه هناك ترحيب كبير بهذا التدفق في البرازيل.

السورية حنان دكا تُظهر احتضان البرازيل للاجئين باعتبارها ملاذًا آمنًا

وتنتمي جذور عائلات نحو 3 مليون برازيليًا إلى مهاجرين سوريين بدأوا يتوافدوا في بداية القرن العشرين، ما ساعد من عدم تعرض البرازيل لعنف المتطرفين الإسلاميين الذين روعوا أوروبا والولايات المتحدة، وأصبحت حنان صاحبة الابتسامة شبه الدائمة محبوبة من قبل وسائل الاعلام البرازيلية ما يعد نقطة مضيئة لدى الشرطة الوطنية المتعثرة خلافا للتحضير للألعاب الأوليمبية، وكان الأشهر الأولى لها في البرازيل سهلة، وتابعت حنان " لنكون صادقين قبل أن أتي إلى هنا لم أكن أعرف أن هناك بلد تسمى البرازيل وعندما اكتشفت أننا قادمون هنا افترضت أن الناس سيتحدثون العربية".

وحضرت حنان في مدرسة محلية لكنها كانت منبوذة من قبل زملائها الذين لا يستطيعون لماذا لا تتكلم البرتغالية، لكنها تركت المدرسة بعد شهرين، ولكن بعد 6 أشهر أصبحت اللغة البرتغالية الخاصة بها طليقة، وعادت للصف مرة أخرى وأوضحت حنان أنه بعد توضيح المعلم أنها لاجئة فُتن بها الطلاب، وأضافت حنان " الأن لدى العديد من الأصدقاء البرازيليين"، وأعربت حنان عن رغبتها في أن تصبح طبيبة أو مصففة شعر، وأفاد وزير العدل البرازيلي يوجين اراغون في يونيو/ حزيزان قبل أن يغادر مكتبه أن البرازيل ستكون مفتوحة لاستقبال ما يصل إلى 100 ألف لاجئ سوري في مجموعات مكونة من 20 ألف سنويا على الرغم من أن مستقبل هذه الخطة غير مؤكد، وكان هناك القليل من المعارضة الشعبية لبرنامج المسار السريع الذي يوجه السفارات البرازيلية إلى إصدار تأشيرات إنسانية للسوريين بعد فترة وجيزة من وصلهم، حيث يتسلم اللاجئين تصاريح عمل وبطاقات هوية وطنية تتيح لهم الحصول على نظام الرعاية الصحية في البرازيل، ولكن في ظل تزايد البطالة وعجز الميزانية فالشهامة البرازيلية لها حدود، حيث يجب على الحاصلين على التأشيرة دفع سعر تذكرة الطيران الخاصة بهم إلى البرازيل، وتتيح الحكومة تأييد كبير لدى وصولهم.

وتواجه حنان وعائلتها سيلا من الصعوبات منذ وصولها قبل 18 شهرًا، وتضم عائلتها 11 من أقاربها ووالديها واثنين من أشقائها ويتقاسمان  شقة بها غرفة نوم واحدة في Glicério وهو حي موبوء بمرض جلدي وسط ساو باولو، وينام البالغون على أسطول من 4 أرائك في غرفة معيشة صغيرة بالشقة، ويقضي والدها خالد دكا (40 عاماً) الذي كان يعمل في مكتب صرافة في سورية يومه في العمل في فرن في مصنع لقطع غيار السيارات، أما شقيقها مصطفى (16 عامًا) يعمل 7 ايام أسبوعيا في بيع اكسسوارات الهاتف المحمول، بينما قالت والدتها يسرا (35 عامًا) " إذا بقينا في سورية كنا سنموت".

وبيّن القس باولو بريس مدير دراسات الهجرة في ميساو باز التي توفر مساكن مؤقتة للاجئين الذين وصلوا حديثا أن العديد من السوريين يواجهون عقبات مماثلة في البرازيل،  وعلى الرغم من أنهم متعلمين تعليما عاليا إلا أنهم يكافحون في العثور على فرص عمل تناسب مهاراتهم، كما أنه من الصعب بالنسبة لهم العثور على ضامن مالي وإيجار لمدة 3 أشهر وفقا لما يطلبه الملاك قبل توقيع عقد الإيجار، وأضاف بريس " بمجرد خروجهم من المأوى لا يعتمد اللاجئين على أي برنامج اتحادي لمساعدتهم في العثور على مكان للعيش"، وينتهي الحال بالكثير من اللاجئين في تقاسم شقق ضيقة مع لاجئين آخرين، فضلًا عن اعتمادهم على المنظمات غير الربحية للمساعدة في توجيههم خلال العالم الذي يحمل بعض الشبه بالعالم الذي تركوه ورائهم.

وأبرز المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لويس فرناندو غودينهو "جميع اللاجئين الذين تحدثت إليهم يشعرون بالامتنان للغاية لأنهم تركوا الوضع الكئيب الذي كانوا يعيشون فيه ووضعوا أنفسهم في بلد مسالم حيث يمكن التعايش بين الأديان"، وفي بداية الحرب الأهلية في سورية عاشت عائلة دكا في إدلب والتي كانت مسرحا للقتال العنيف بين الثوار والقوات الموالية للحكومة، وفي وقت مبكر ساعد السيد دكا أصدقاء للهرب من العنف المتصاعد، إلا أنه ألقي القبض عليه وتعرض للتعذيب على يد قوات الأمن الذين اتهموه بالاتجار بالبشر، وافرج عنه أحد القضاة بعد ما يقرب من عام في السجن، وقرر مغادرة البلاد مع عائلته بعد أن علم أن كل من السلطات والمتشددين يريدون موته، وبعد 3 أشهر من المغادرة وجدوا أن الحكومة السورية وجهت حملة قصف لحيهم السابق ما أسفر عن مقتل العشرات من السكان.

وانطلقت العائلة بالسيارة ومروا على 16 نقطة تفتيش عسكرية وعبروا الحدود إلى الأردن، وعاشت الأسرة لمدة عامين ونصف في كوخ في مخيم الزعتري للاجئين حيث لم يسمح للكبار بالعمل ، وكانت حنان تقضي 40 دقيقة للوصول إلى المدرسة التي قدمت القليل من التعليم، وأضافت حنان " عندما لم تكن المعلمة تضربنا كانت تجلس في الجزء الأمامي لتضع المكياج"، وتقدمت الأسرة للحصول على تأشيرات برازيلية في العاصمة الأردنية عمان عقب وصول شقيق السيد دكا الأصغر إلى هناك في وقت سابق، وتابعت حنان " كنت متحمسة جدا عندما سمعت أننا ذاهبين إلى البرازيل لأنها ستكون المرة الأولى التي أستقل فيها طائرة".

وأحب والدة حنان أيضا البرازيل على الرغم من أن الكثيرين لا يألفون الإسلام أو سورية، حيث يوقفها المارة الفضوليين أحيانا في الشارع ليسالوها عن الحجاب، وأضافت والدة حنان " هنا يمكنك الذهاب إلى مسجد أو كنيسة ولا أحد يهتم ولا أحد يضحك عليك في البرازيل يمكنك فعل أي شيء تريد"، وأختيرت حنان لتكون حاملة الشعلة بعد أن أرسلت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اسمها للجنة المنظمة للأولمبياد، وتابعت حنان " أتمني أن يدرك العالم أن اللاجئين أناس طيبون"، إلا أنها إشراقتها غابت عندما تذكرت موطنها السابق قائلة " لا أذكر أي شيء جيد عن سورية، ولن أعود إلى سورية مطلقا، أرى نفسي أكبر هنا وأصبح برازيلية".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السورية حنان دكا تُظهر احتضان البرازيل للاجئين باعتبارها ملاذًا آمنًا السورية حنان دكا تُظهر احتضان البرازيل للاجئين باعتبارها ملاذًا آمنًا



GMT 07:47 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

فتح تحقيق فيدرالي في وفاة ضابط شرطة في "أحداث الكونغرس"

GMT 09:32 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

عيد الميلاد 2020 فرحة منقوصة في زمن كورونا
 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 15:43 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 09:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 09:51 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

عمرو موسى يؤكّد أن العمل العربي المشترك لم يفشل

GMT 13:37 2020 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

في «طعم البيوت» نباتات الزينة لمسة جمال في منزلك

GMT 11:18 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"الكلاسيكية العصرية" عنوان منزل بيورك في مانهاتن

GMT 17:12 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تهنئ نادية لطفي على التكريم وتعتذر لها

GMT 22:11 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الاهلي يصرف 100 ألف جنيه مكافأة إلى بطلة الكاراتيه "فاروق"

GMT 00:18 2017 الإثنين ,26 حزيران / يونيو

غيغز وغوارديولا يتنافسان في إحدى منافسات الغولف

GMT 16:07 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد المرأة يبحث مع التعاون الألماني تعزيز التعاون المشترك

GMT 08:52 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

"مكسيكو سيتي" إحدى أكثر المدن أمانًا في أميركا الجنوبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday