مدارس تونسية تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

تلتقي عشرات الفتيات والنساء لتعلّم الكتابة والقراءة ضمن مبادرة حكومية

مدارس تونسية تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - مدارس تونسية تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة

محو أمية النساء
تونس ـ كمال السليمي

قبل شهر، انطلق العام الدراسي الجديد في تونس، ولم تفتح المدارس أبوابها للتلاميذ الصغار فقط، بل حتى لمن تزيد أعمارهم عن الستين عاماً. ومنذ أكثر من 15 عاماً، تنتظر نساء بدء العام الدراسي لارتياد مدارس في جهات عدة لتلقي العلم.

وتنهي عزيزة الجندوبي (63 عاماً) مهامها المنزلية باكراً، حتى تلتحق بالمدرسة عند الساعة العاشرة ونصف ضمن برنامج محو الأمية الذي تأمّنه بعض المدارس. لم تكن تتوقع يوماً أن تجالس زملاء في المدرسة كما حلمت لتعلّم الكتابة والقراءة. لكنّها تبدو سعيدة لأنها ستتعلّم القراءة والكتابة. تقول: "لطالما تمنيت كتابة اسمي وقراءة بعض الكلمات. لكنّ تقاليد العائلة كانت تمنع الفتاة من التعليم".

عزيزة، من محافظة جندوبة في شمال تونس، حرمت من الدراسة بسبب الفقر والتقاليد التي تمنع تعليم الفتاة. إلّا أنّ برنامج تعليم الكبار الذي انطلق منذ أكثر من 15 عاماً سمح لها بالالتحاق بالدراسة. في مدرسة سيدي حسين، التي تؤمن برنامج تعليم الكبار، تلتقي عشرات الفتيات والنساء لتعلّم الكتابة والقراءة ضمن برنامج حكومي لمحاربة الأمية، لا سيما بين صفوف النساء. وعلى الرغم من مجانية التعليم منذ الاستقلال وجهود الدولة لرفع نسبة التعليم، إلّا أنّ مؤشرات الأمية ظلت مرتفعة في البلاد، لا سيما في المناطق الداخلية في الشمال والجنوب، التي ترتفع بين النساء نظراً لتزايد نسبة الفقر في تلك المناطق، أو بسبب التقاليد الاجتماعية التي تفرض أن يكون التعليم حكراً على الرجال حتى لدى العائلات الميسورة.

وتجاوزت نسبة الأمية في صفوف النساء 40 في المائة، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية. وارتفعت نسب الأمية بصورة عامة في مناطق الشمال الغربي والوسط الغربي، وتجاوزت 52 في المائة في بعض المناطق، على غرار محافظة القيروان. ويشير مدير إدارة محو الأمية وتعليم الكبار في وزارة الشؤون الاجتماعية هشام بن عبدة ، إلى أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية ساهمت بشكل كبير في برنامج محو الأمية الذي أقرّته الدولة منذ سنوات. وتابعت برنامجاً استثنائياً لتكثيف العمل على محو الأمية في الشمال والوسط الغربيين، خصوصاً بعد تراجع برنامج تعليم الكبار بعد الثورة.

وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي أنّ نحو مليوني مواطن تونسي يعانون من جراء الأمية، أي بنسبة 19 في المائة من مجموع السكان. وفي الريق، تصل بين النساء إلى نحو 41.53 في المائة. ويشير إلى أنّ الحكومة جعلت محو الأمية ضمن برامجها الأساسية منذ الاستقلال، فقد كانت نسبتها 90 في المائة بعد الاستقلال، وتراجعت إلى 18.2 في المائة خلال عامي 2010 و2011.

وتبرّر وزارة الشؤون الاجتماعية أسباب ارتفاع نسبة الأمية إلى 19 في المائة في عام 2019 بضعف الميزانية المخصصة لتعليم الكبار، إضافة إلى ارتفاع نسبة الانقطاع المدرسي التي تراوحت ما بين 100 و120 تلميذ سنوياً. كما أنّ 20 في المائة من هؤلاء مهدّدة بالأمية. كما أن ارتفاع نسبة الأمية في صفوف النساء خصوصاً جعلهنّ يعملن في غالبية المهن الشاقة، على غرار الزراعة. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أنّ المرأة تمثل 80 في المائة من نسبة اليد العاملة في القطاع الزراعي. وترتفع نسبة الأمية في المناطق الريفية في الشمال والجنوب (مناطق انتشار الزراعة). كذلك تمتهن غالبية النساء الأميات النسيج وغزل الصوف وتقطير الزيوت وغيرها من الحرف التي لا تحتاج إلى شهادات تعليمية. وفي 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، تمّ توقيع اتفاقية بين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، تهدف إلى القضاء تدريجياً على الأمية في صفوف النساء والفتيات، لا سيما في الريف، وتعزيز اندماجهن الاقتصادي والاجتماعي، خصوصاً لمن تتراوح أعمارهن ما بين 15 و50 عاماً.

كذلك أعلن وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي عن اتفاقية شراكة مع الكونفدرالية الألمانية لتعليم الكبار، بهدف تنمية المهارات البيداغوجية لدى المشرفين على منظومة محو الأمية وتعليم الكبار، من خلال تجهيز المراكز النموذجية في المدارس في عدد من المحافظات، خصوصاً تلك الموجودة في الشمال والوسط الغربي، إضافة إلى دعم مراكز التكوين المهني وإنشاء قاعدة بيانات لمتابعة سير البرنامج مركزياً وجهوياً ومحلياً.

من جهتها، أكدت وزارة المرأة أنّ البرنامج لا يقتصر فقط على تعليم النساء الأميات، لكن يتضمن أيضاً برنامجاً لتعزيز دور المرأة الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الوسط الريفي، لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية. وتقول رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي،: "تعدّ نسبة الأمية مرتفعة بين كبار السن بسبب حرمانهم من التعليم سابقاً، وقد ارتفعت خلال السنوات الماضية نتيجة ارتفاع نسبة التسرب المدرسي التي فاقت 100 ألف تلميذ سنوياً، من بينهم آلاف التلاميذ الذين يغادرون المدرسة باكراً (بعد إتمام أول سنة دراسية)".وتشير الجربي إلى أنّ الاتحاد ساهم، منذ إنشاء برنامج تعليم الكبار، في متابعته، والذي يتجلى في إقبال النساء عليه، إضافة إلى الاطلاع على نسق عمل مراكز تدريس النساء ضمن برنامج محو الأمية.

وقد يهمك أيضًا:

المهندسة عايدة ماضى تتفقد فصول محو الأمية في قليني

محلية مطوبس توّزع كراتين سلع غذائية على دارسي محو الأمية

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدارس تونسية تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة مدارس تونسية تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة

GMT 15:31 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

هبة مشهور تصمم حلوى الكوكيز التي تتناسب مع رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday