غاي هاندز حكاية نجاح بدأت بمعاناة مع التنمر وانتهت بالشهرة والأموال
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

أسس هاندز شركته عام 2002 بعد نجاحه في العمل المصرفي

غاي هاندز حكاية نجاح بدأت بمعاناة مع التنمر وانتهت بالشهرة والأموال

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - غاي هاندز حكاية نجاح بدأت بمعاناة مع التنمر وانتهت بالشهرة والأموال

غاي هاندزالمستثمر البريطاني المساهم في العديد من المبادرات الخيرية
لندن - فلسطين اليوم

يتذكر غاي هاندز، المستثمر البريطاني المساهم في العديد من المبادرات الخيرية، أيام طفولته الصعبة التي تعرض خلالها لحالات تنمر شديدة في مدرسته، حيث كان هاندز يبلغ من العمر ثلاث سنوات عندما غادر زيمبابوي للعيش في بريطانيا، وكان مختلفا عن بقية التلاميذ نظرا لمعاناته من عسر القراءة، الأمر الذي جعله هدفا للتنمر الدائم في فترة طفولته أواخر ستينيات ومطلع سبعينيات القرن الماضي.

يقول هاندز: "فقدت أعصابي أخيرا وأنا في سن التاسعة، كان في الفصل وقتها معلمة لم تحكم سيطرتها على التلاميذ مما أسهم في زيادة حالات التنمر"، موضحًا: "خرجت عن شعوري وقتها، ومازلت أشعر بندم بسبب ما فعلته، إذ ضربت تلميذا على رأسه بمقعد".
إقرأ ايضــــا:    "التعليم التونسية" ترصُد 87 حالة تحرشٍ جنسي بالتلاميذ وتوقِف 44 متورطًا

ترك هاندز، بعد هذه الواقعة، المدرسة العادية والتحق بمدرسة خاصة لمدة عامين ساءت فيها الأمور أكثر، ويقول هاندز: "أمضيت ذات مرة أربعة أيام في المستشفى، بعد أن سعى تلميذ، قصدا أو بدون قصد، إلى إغراقي. كان وقتا صعبا للغاية".

ويدير اليوم هاندز صندوق "تيرا فيرما" للاستثمارات ويعد بين أبرز المستثمرين في بريطانيا وتقدر ثروته بـ265 مليون جنيه استرليني.

أسس هاندز شركته عام 2002 بعد نجاحه في العمل في مصرفي "غولدمان ساكس" و"نومورا" الاستثماريين.
حالف النجاح هاندز في غالب مسيرته المهنية، باستثناء قراره شراء شركة "إي إم آي ريكوردز" الموسيقية عام 2007 قبل حدوث الأزمة المالية العالمية، وهو القرار الذي كان له تبعات وخيمة، ويقول هاندز إن طفولته الحزينة جعلته يحرص أكثر على تحقيق النجاح.

ويضيف : "لم تختلف تجربتي عن كثير من المهاجرين الذين يشعرون بالغربة والرغبة في إثبات الذات. 

وما زاد الطين بلة كانت معاناتي الشديدة من عسر القراءة، لم يكن أمامي إلا الاختيار بين الغرق أو تعلم السباحة. ولكني نجحت في خوض التجربة".

انقلبت حياة هانذز، بعد عامين في المدرسة الخاصة، رأسا على عقب نحو الأفضل، إذ كان يبلغ وقتها 11 عاما، واستطاع الالتحاق بمدرسة للمتفوقين، مدرسة "جاد" الواقعة ببلدة تونبريدج بمنطقة كينت جنوب شرقي لندن.

وعلى الرغم من أن إصابته المرضية تحد من قدرته على القراءة، استطاع تحقيق تفوق في مادة الاقتصاد وحصل على درجة"A"، كما حصل أيضا على درجة "E" في مادة الفيزياء، وعلى الرغم من حصوله في مادتين فقط، وليس ثلاث مواد كالمعتاد، على درجة "A"، تقدم في سن الثامنة عشرة للالتحاق بجامعة أوكسفورد.

كانت كلية "كيبل" رغبته الأولى في الجامعة، وقد وُجهت له الدعوة لإجراء مقابلة شخصية رُفِض خلالها مباشرة، حيث لم تُوجه له دعوة لإجراء مقابلة شخصية في كلية "مانسفيلد"، رغبته الثانية، ومع ذلك قرر التوجه إلى الكلية في جميع الأحوال.

يقول هاندز : "قالوا لي: اذهب وسنتصل بك إن وجدنا حاجة لذلك. أدركت أنهم لن يتصلوا بي إن تركت المكان، فبقيت ولم أبرح مكاني خارج الكلية"، وأخيرا أشفق عليه موظف بالكلية وحدد له موعدا للقاء لجنة الاختيار بعد بضعة أيام. وحدثت المعجزة وقُبِلت أوراقه.

وقسّم هاندز وقته، أثناء دراسته في أوكسفورد، بين الدراسة وإدارة مشروعه الأول، وهو شركة فنية أطلق عليها اسم "آرتسيك" وظف فيها طلبة مثله بمدن بريطانية لبيع اللوحات، إذ كان يتعين عليهم طرق الأبواب للعثور على الزبائن.

وصل عدد العاملين لديه 65 شخصا، وكان مشروعه يدر عليه أرباحا أتاحت له شراء أول منزل له، لكنه مُني بخسارة مالية فادحة بعد شراء متجر في أوكسفورد أكتشف لاحقا أنه متهالك، الأمر الذي استلزم "إنفاق أكثر من 40 ألف جنيه استرليني، وكان مبلغا ضخما في تلك الأيام، لاسيما إن عرفت أن شراء بيت في ذلك الوقت كان يتكلف 12 ألفا. لقد كان مبلغا باهظا".

ويضيف : "استشرت أحد الخبراء ونصحني من واقع خبرته التجارية بإشهار إفلاسي، وإلا سأمضي بقية حياتي أسدد الديون، بحسب قوله".

ويقول : "لم اعتبرها نصيحة صائبة، وسألته عن أي الشركات التي توظف عاملين بها بأعلى رواتب؟ فقال لي غولدمان ساكس".
واستطاع بالفعل العمل في الشركة في حي المال والأعمال في لندن. وكان ذلك عام 1982 ولم يكن قد تجاوز عامه الثالث والعشرين.
وسرعان ما حالفه النجاح وترقى في العمل وأصبح ثريا، إذ كانت لديه موهبة في رصد الاستثمارات الناجحة، وساعده في ذلك سعيه لتوظيف "شخصيات ذكية تجيد التعامل بالأرقام بغض النظر عن التمتع بمظهر جذاب، بينما كان المعتاد في ذلك الوقت توظيف شباب من ذوي البشرة البيضاء من المعتدين بأنفسهم، ودائمي الشرب، لشغل مناصب المضاربين والعاملين في مجال بيع وشراء الأسهم".

ويقول : "كان من بين مجموعة العمل موظف هندي وآخر باكستاني وأمريكي من أصول أفريقية وسيدة. كان فريقا متنوعا. كنا نمضي الوقت في تفحص الأوراق ورصد التفاصيل الصغيرة التي تجعلنا نغتنم الصفقات قبل غيرنا، بدلا من التباهي بالشرب".

وبعد 12 عاما قضاها في "غولدمان ساكس" انتقل هاندز إلى "نومورا" عام 1994 وأنشأ صندوقه الاستثماري "تيرا فيرما" في عام 2002.

وتواصلت النجاحات حتى أغسطس/آب 2007 بعد أن استطاع شراء شركة "إي إم آي" بمبلغ 2.4 مليار جنيه استرليني.

اتضح بعد ذلك أن الوقت لم يكن مناسبا لإبرام صفقة بهذه الضخامة، إذ كانت الأزمة المالية العالمية على الأبواب، وتزامنت أيضا مع انخفاض مبيعات الأقراص المدمجة الموسيقية بشكل كبير مع إقبال المشترين على تحميل الموسيقى عبر مواقع الإنترنت بصورة قانونية أو غير قانونية.

ولم تستطع "تيرا فيرما" سداد أقساط القروض المستحقة عن شراء شركة "إي إم آي" وتعين في النهاية تسليمها للدائن وهو بنك "سيتي غروب" الأمريكي، ويقول هاندز إنه خسر 156 مليون جنيه من ماله الخاص.
حاول هاندز مرتين مقاضاة "سيتي غروب" للحصول على تعويضات، وفشل في المحاولتين وكانت المقاضاة على أساس ادعاء تضليله من المصرف لحيازة الشركة.

ويراجع هاندز نفسه اليوم قائلا إن غرور النجاح أصابه قبل شراء "إي إم آي"، لاسيما وأنه كان يحرص على المجازفة في إطار ضيق، لكنه لم يفعل ذلك عند شرائه الشركة.

ويقول : "كان الجميع يشيدون بنا ويمتدحوننا ويقولون إن بإمكاننا تحقيق المستحيل. لم أصدقهم تماما ولكني سمحت لنفسي بالانسياق وراءهم بعض الشيء. كانت النتيجة مجازفة غير محسوبة وخانني حدسي"، ويقول إن مجموعته لم تتجاوز خسارة "إي إم آي" قبل عام 2016، أي بعد تسع سنوات من شرائها.

وتشير أنباء إلى أن قيمة أصول "تيرا فيرما" تبلغ 4.7 مليار جنيه استرليني، ويشغل هاندز منصب رئيس مجلس إدارتها. وتشمل أصولها عمليات ماكدونالدز في بلدان الشمال وشركات للطاقة المتجددة وأخرى إسكانية وأخرى تعمل في مجال الطيران.

ويزاول هاندز أعمالا خيرية في أوقات فراغه، ويقول إنه يفضل التبرع "للهيئات الخيرية التي لا تجد من يتبرع لها" كالتي تساعد المعوزين اجتماعيا ونزلاء السجون، ومن يعانون من إدمان الكحول.

كما تبرع بملايين الجنيهات لكلية "مانسفيلد" مقابل زيادة الأماكن المخصصة للطلبة من المدارس الحكومية. واليوم تفسح الكلية أكبر مجال للقطاع الحكومي في أوكسفورد، حيث تقول هيلين بودين، المديرة التنفيذية للرابطة البريطانية لعسر القراءة : "غاي شخص استثنائي، وهو مصاب بعسر القراءة ومع ذلك ليس وحده من الناجحين من بين المصابين بهذا المرض".

وتضيف : "حديث غاي عن معاناته من عسر القراءة أمر مهم لإيضاح أن الحالة لا تقتصر على مجرد صعوبة القراءة والكتابة، وقد ساعدت جهوده في تغيير النظرة للأفضل ونأمل أن نرى غيره من القادة يسيرون على دربه".

ويقول غاي هاندز ، متذكرا فترة الطفولة، إنه لا يشعر بمرارة تجاه الطلبة الذين كانوا يسخرون منه ويتنمرون عليه، ويضيف : "كنت غريبا بالنسبة لهم ولم يعرفوا كيف يتعاملون معي وربما كانوا يخافونني، ربما كنت أمثل تهديدا لهم، ليس من الناحية البدنية بل العقلية"، ويقول : "لا ألومهم في شيء. فعلوا ما فعلوا وكان عليّ أن أعي كيف أتصرف إزاء ذلك"
قد يهمـــك أيضـــا:   المدارس الألمانية تدرّب المراهقين على شرب الكحول بموافقة ذويهم

ننشر القصة الكاملة للمدرس الخصوصي الذي يتقاضى الملايين

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاي هاندز حكاية نجاح بدأت بمعاناة مع التنمر وانتهت بالشهرة والأموال غاي هاندز حكاية نجاح بدأت بمعاناة مع التنمر وانتهت بالشهرة والأموال



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج

GMT 02:37 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الجيش الوطني الليبي يستعد لدخول مصراتة عن طريق أربعة محاور

GMT 16:24 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

شاب يتعرض للطعن في وجهه من أصدقائه في لبنان
 فلسطين اليوم -
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday