لسعات البعوض وطنينها تؤرق المواطنين وتُجهد البلديات

مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تتجدد معاناة المواطنين كل عام وخاصة القريبين من مستنقعات المياه العادمة وأحواض الصرف الصحي في قطاع غزة مع حشرة البعوض المؤذية التي تقلقهم ليلًا ونهارًا نتيجة لسعاتها وصوت طنينها.
 
فالبعوض زائر غير مرغوب فيه يطرق أبواب المواطنين كل صيف ويدخل بيوتهم دون السماح له بذلك، حيث يجلب معه عشرات الأمراض السارية والمعدية، ما يجعله أشد أعداء الإنسان من الحشرات وأكثرها تأثيرًا.
 
انتشار هذه الحشرات خلق امتعاضًا شديدًا لدى السكان الذين طالبوا بإيجاد حل سريع وجذري، ولاسيما بعد تفاقم الأمر أكثر مع الحصار الصهيوني ومنع إدخال المبيدات الحشرية.
 
 
وذكر رئيس قسم الصحة الوقائية في بلدية غزة المهندس كمال الكولك أن شهريّ أيار(مايو) وحزيران (يونيو) هما ذروة وموسم ظهور البعوض في قطاع غزة، ما يوجب مكافحته قبل انتشاره بصورة كبيرة.
 
وأشار الكولك إلى أن طواقم مكافحة البعوض تعمل على مكافحة حشرة البعوض بشكل مبكر، حيث يتم التعامل مع المشكلة منذ نهاية موسم الشتاء بالبحث عن تجمعات المياه التي تشكل محضن ليرقات البعوض.
 
وبين أن نمو البعوض يدخل في 4 أطوار هي، البيضة ثم اليرقة ثم عذراء لتصبح بعدها حشرة كاملة، مؤكدًا أنه يتم مكافحة الأطوار الثلاثة الأولى في تجمعات المياه مما يحد من انتشار البعوض.
 
وأضاف، "أما الحشرة الكاملة التي تطير فيتم مكافحتها بجهاز إحداث الضبات "الفوجر"، ويتم رش المبيد في المناطق المفتوحة في الفترة المسائية.
 
وأكد أن بلديته شرعت بتنفيذ حملة واسعة للقضاء على أماكن توالد حشرة البعوض في مناطق مدينة غزة، داعيًا المواطنين لعدم التردد في الإبلاغ عن أماكن المياه الراكدة، أو أي أماكن يحتمل أن تتكاثر فيه حشرة البعوض.
 
ولفت إلى أن قسم الصحة الوقائية يعمل على وضع حل جذري لمشكلة انتشار حشرة البعوض في جميع مناطق مدينة غزة التي تتكاثر وتتوالد فيها الحشرة، موضحًا أنه تم اكتشاف العديد من البؤر وتجمعات المياه الراكدة في العديد من المناطق وبعض أحياء في المدينة، بحيث تم التعامل معها ومعالجتها.
 
وتابع، "نواجه مشكلة في بعض المناطق وهي نتجت بسبب الحرب الأخيرة على قطاع غزة حيث تبين وجود بعض البرك تحت أنقاض البيوت ويصعب الوصول إليها مما يساهم في انتشار البعوض".
 
وناشد الكولك المواطنين أن يتأكدوا من عدم وجود مياه راكدة في محيط المنزل أو في المنطقة المجاورة لهم، وأن يغلقوا خزانات المياه وعدم تركها مكشوفة حتى لا تكون أماكن خصبة لتوالد حشرة البعوض، وعدم ترك حنفيات أو مصارف تساعد على تكوين تجمعات المياه.
 
ووجه الكولك المواطنين إلى أنه يمكن مكافحة حشرة البعوض عبر طرق ميكانيكية لا أكثر، مثل شفط المياه الراكدة، وعمل إصلاحات في العديد من المناهل ومواسير الصرف الصحي حتى لا تتكاثر الحشرة في مناطق عديدة من مدينة غزة.
 
وأوضح أن طواقم البلدية تعمل بمجرد انتهاء فصل الشتاء على تقسيم المدينة على هيئة مسح البيوت من بيت لبيت، بحثًا عن أي تجمعات للمياه.
 
وعن سُمّية حشرة البعوض أكد الكولك أن البعوض في قطاع غزة لا يعد سامًا أو ناقلًا للعدوى أو الأمراض المختلفة، بل يتسبب في قرصة مؤلمة واحمرارًا في المكان.