القاهرة - أ . ش .أ
صدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون رواية" سندس" للروائية السورية رولا صبيح.
وفي هذه الرواية تحكي الكاتبة رولا صبيح قصة "سندس" فتاة من حي الميدان الدمشقي لم تتجاوز الرابعة عشرة من العمر يطرق عريسٌ لم يتجاوز الثامنة عشر من العمر بابها، فتتزوج لأنه لا يجوز أن تتأخر الفتاة أكثر من ذلك في الزواج فللعادات والتقاليد سلطة لا يُمكن الهروب منها، مهما أحبّ الأهل بناتهم، وما هي إلا أيام وتتحول الطفلة إلى "زوجة" لرجل خائن هو السلطان وهي الجارية التي يتوجب عليها إشباع رغباته وتنفيذ أوامره، ثم "أمٌ" تنجب خمسة أبناء، إثنان من الذكور وثلاث من الإناث؛ تصبر سندس على معاملة الزوج القاسية لأن الطلاق عارٌ لا تتحمله الأسرة بعد زواج الفتاة.
تستسلم لقدرها وتهتم بتربية أبنائها، وتنتقل من دولة إلى أخرى، يكبر الأولاد وكل واحد منهم يختار طريقه، تمرّ السنون؛ لتكتشف أنها امرأة ضاع منها الكثير من دون أن تثبت ذاتها كامرأة، لها الحق في الحياة والحب والحرية، وها هي تأخذ قرارها، تغادر سندس أبناءها، بعد أن كانت قد غادرت زوجها، وفي داخلها صوتان، الأول الحرية وإثبات الذات، والثاني العودة إلى الوطن الأم والأهل.. إلى الجذور. عند هذا المشهد تختتم الروائية حياة بطلتها سندس: "...
وها أنا أعود من حيث أتيت، أعود إلى سندس، إلى ذاتي.
وها هي شوارع دمشق تتراءى أمامي حزينة، يلفها البرد والعتمة، وهاهو ياسمينها الذي أحببته يومًا، يتحول بارودًا. دمشق التي سكنتني قبل أن أسكنها، لا أدري هل أغير وجهتي من طائرة باريس التي أنتظرها، وأسأل العابرين عن موعد دمشقي؟ عن وجه والدي الذي تظهر ملامحه في الأفق يأخذني بحضنه؟ هل تعود تلك الطفلة بداخلي؟ تنادي موظفة المطار: على الركاب المسافرين إلى باريس، التوجه إلى البوابة رقم 8".
أرسل تعليقك