في ضيافة المعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي يوميات الشعر في باريس
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

في ضيافة المعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي يوميات الشعر في باريس

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - في ضيافة المعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي يوميات الشعر في باريس

المعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي
باريس ـ فلسطين اليوم

"في باريس، كلهم يريدون أن يقوموا بالتمثيل. لا أحد يريد أن يكون مشاهِدا" يقول جان كوكتو في وصف أهل باريس. وعلى ذلك المنوال، هبطت ثلاث طائرات في مطار شارل ديغول الفرنسي. ثلاثة شعراء فلسطينيون نزلوا في باريس، وفي حقيبة كل منهم ما يمكن ارتداؤه لدرجات حرارة ما بين 15 و 20 درجة مئوية، بالاضافة الى ما يمكن قراءته لتمثيل الشعر الفلسطيني ولاستعادة جماليات الوطن  والإنسان خلال بضعة أيام من الشعر والموسيقى. كنت اول الواصلين الى باريس، طرت قبل يومين من موعد الأمسية الشعرية الاولى كي أتجنب التعب الجسدي المتعلق بفارق التوقيت بين تورونتو وباريس. كنت متشوقا لرؤية الشاعر غسان زقطان والشاعرة رجاء غانم. كان بودّي ان ارى الشاعرين جهاد هديب وفادي جودة اللذين تمت دعوتهما ايضا، لكنني علمت مسبقا أنهما اعتذرا عن الحضور. 

الثلاثاء 22/09/2015
لم يكن بالامكان تجاهل الضحكات العالية أسفل غرفة الفندق. لم يتعلق الامر بفلاشباك او نوستالجيا حالمة لصداقات قديمة، بل هي ذاتها ضحكات الصديق الشاعر أنس العيلة، المدير الفني للمعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي. كان يتحدث مع غسان زقطان الذي وصل قبل قليل. سارعت للسلام، لم أر غسان منذ عشر سنوات تقريبا. لم يتغير أبدا، ذات الابتسامة وذات الصوت؛ الذي يعلن شعريته العالية دون قصد أو قصيدة. تحدثنا عن الزمن الذي مر وعن انطباعات سريعة عن البلد والشعر وباريس في خريفها المبكر.

في سنته الثالثة، هناك نكهة خاصة للقاء الشعري الفلسطيني الذي ينظمه المعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي في باريس كل عام. فهو لم يقم فقط بجمع شعراء فلسطينيين من جغرافيات مختلفة او أساليب شعرية مختلفة، لكنه جمع بين شعراء من "الجيل الشعري الفلسطيني ما بعد أوسلو" بتعبير الناقدة الامريكية السورية ناتالي خانقان، مع غسان زقطان؛ أحد الشعراء المؤسسين لتوجه شعري جمالي مهم في الشعرية الفلسطينية الحديثة. لقائي برجاء غانم وأنس العيلة من جهة وغسان زقطان من جهة أخرى سحبني بقوة تشبه قوى حرب النجوم الى العامين 1999 و 2000، عندما كان جيل كامل من الشعراء (منهم وليد الشيخ، أنس العيلة، محمود ابو هشهش، ورجاء غانم) يبحث عن قصيدة جديدة. غسان زقطان بقصيدته الطازجة واشتباكاته النقدية السريعة والراحل حسين البرغوثي بفلسفته الشعرية الثاقبة كانا هناك على ذات الطاولة. هناك كان قِدر القصيدة الفلسطينية الجديدة يغلي باحتمالات جمالية مميزة، اثبتت حضورها مع الوقت بالرغم من ضعف الديناميك النقدي. لم يكن باستطاعتي أن أتغلب على الصورة العوليسية التي كانت امامي، صورة مرتحلين في المكان/الزمان/الشعر، حيث الراحل حسين يقف بين غسان وأنس في شارع إيميل زولا وسط باريس، ويقول ، كأنه يملي علي تلك الصورة ويريد التأكد من رسوخها "فاهم علي؟"

كان هناك موعد على العشاء يجمع الشعراء مع مديرة المعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي امينة الهمشري و الموسيقار الفلسطيني المقيم في باريس باتريك لاما. تحدثت مع باتريك عن القدس التي ولد فيها. تحدثنا ايضا عن طبق الفواغرا الذي يحبه كثيرا. كان المطعم باريسيا أنيقا، والطعام ايضا، لكن الحوار كان فلسطينيا بالصوت والصورة على الرغم من سطوة المكان. أجيال فلسطينية عديدة تجمعها فكرة وضع فلسطين على خارطة العالم الفنية، وابراز صوتها كقوة فاعلة في التجريب والابداع. 

الأربعاء 23/09/2015
في ظهيرة اليوم، تجمع الشعراء في مقهى صغير بجانب الفندق. اتفقنا ان نعتمد ذلك المقهى المدعو كافيه دو كوميرس، بالاضافة الى مقهى آخر في شارع إيميل زولا كمركزين للتجمع خلال إقامتنا القصيرة في باريس. اكتشفنا فيمابعد ان غسان يمر على مقهى ثالث ليأخذ قهوته الصباحية السريعة، بحيث تكون "تصبيرة" قبل الجلوس لطلب القهوة والتدخين.

عودة الى وصف كوكتو لسكان باريس. من الملفت للانتباه ان الجالسين امام المقاهي الباريسية، الذين يشربون القهوة او يأكلون هم ممثلون ايضا فالعابرون يشاهدونهم، وهم يشاهدون العابرين. اذا هو مشهد ازدواجي يتيح للمارة والجالسين ان يقوموا بالتمثيل. كنّا نناقش ذلك بينما كان احدنا يأخذ صورة للمشاركة على فيسبوك. كان عنوان الصورة "مقهى رام الله في باريس". 

اليوم موعد الأمسية الشعرية الاولى في بيت الشعر الفرنسي. لم يتعلق الامر بإلقاء القصائد فقط، بل بالتنسيق مع من سيلقي القصائد بالفرنسية. ايضا، هناك غناء اوبرالي لقصيدتين من قصائد غسان زقطان، بصحبة الموسيقار الفلسطيني باتريك لاما. انتهت الأمسية بنجاح، واحتفاء طيب من جمهور فرنسي وعربي أصغى باهتمام. لفتت انتباهي قدرة الممثلين الفرنسيين (البرفيسور فيليب تانسولان والممثلة لينا سواليم) اللذين قرءا القصائد بالفرنسية، على القراءة الشعرية الدقيقة لقصائدنا. أعني بالقراءة الدقيقة الاحتفال بالكلمة، بالمساحات بين الكلمات، وبالايقاع الدّاخلي، وذلك أمر يتم تجاهله عربيا في كثير من الأحيان عند التعامل مع قصائد النثر او مناقشة موسيقيتها بالنسبة لاشكال شعرية اخرى مثل شعر التفعيلة والشعر العمودي.

الخميس 24/09/2015
لم أبرمج نفسي لمقابلات إذاعية، لكنني وجدت نفسي (مع الشاعرة رجاء غانم) مُبرمَجا لحوارين مع إذاعة مونت كارلو وإذاعة الشرق. أسعدتني أسئلة مذيعة مونت كارلو الذكية غادة خليل. كان غسان ساعتها في مبنى قريب تابع لمحطة تلفزيون فرانس 24 الفرنسية. هناك تحدث عن علاقات الشعر بالوطن والمنفى.

ابتهجت عندما تم اقتراح زيارة الفنان السوري الكبير سميح شقير في مطعم "سيريانا" الذي يملكه ويقع في احدى ضواحي باريس. كان لقاءا حميما، تكلمنا عن حبنا لسوريا وأخذنا بعض الصور مع الفنان الكبير. كان جميلا التواصل بين غسان وسميح، الكلام عن قصائد غسان التي صارت أغنيات سميح وعن ذكريات سوق الحميدية الذي كان خلفنا في كل صورة. أدهشتني ابتسامة سميح شقير التي لم تنقطع طيلة اللقاء، ابتسامة توحي بالثقة والامل.

الجمعة 25/09/2015
اليوم موعد الأمسية الشعرية الثانية في معهد العالم العربي في باريس. القاعة أضخم مما توقعت او اعتدت. هناك توقعات ان يحضر اكثر من 200 شخص. بعد الانتهاء من بروفة سريعة، بدأ الجمهور بالتوافد، وعلى رأسهم مدير معهد العالم العربي وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ، الذي تقدم لمصافحة الشعراء الثلاثة. بعد ان امتلأت القاعة، كان الشعر الفلسطيني ينحت في الهواء الباريسي مخطوطة جديدة، ويبرهن ان المشروع الأدبي الفلسطيني حي وقادر على الانتماء لروح الشعر العالمي والثقافة الانسانية.
قرأ غسان من مجموعته الاخيرة قصائد "لا أعرف الطريق الى حلب"، "ثلاثة شعراء سوريون في المنفى"، و"تمطر على الشارع المشجر". قرأت رجاء من مجموعة "سيدة البياض" قصائد "بوابة الحنين"، "هروب القصيدة"، و"ارق". وقرأت قصائد "يد حمراء"، "وطن"، و "لافتة تقول أورشليم القدس". قصائد معاصرة، فيها اقتراحات فنية ناضجة، بإمكان الشعر ألفلسطيني ان يجد لها مقاعد في المقدمة.

بعد الأمسية، كان هناك لقاء سريع مع الجمهور وحوارات عن القصائد. من بين الحوارات كان هناك حوار قصير مع الشاعر غولان حاجي والمترجم محمد العمراوي. كان هناك حوار ايضا بين غسان وشاعرة أمريكية تسكن في باريس، وحضرت خصيصا لمشاهدة الأمسية. بعد ذلك، كان لنا موعد مع عشاء طيب اخير في بيت السيدة امينة الهمشري وزوجها هادي فرج. 

السبت 26/09/2015
اليوم موعد الخروج من باريس. قلنا وداعا لشارع إيميل زولا، للقهوة الصباحية، للذين أتوا ليسمعوا شعرا من وعن فلسطين. شكرًا للمعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي. شكرًا للشاعر غسان زقطان والشاعرة رجاء غانم على الصداقة في الشعر والوطن.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ضيافة المعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي يوميات الشعر في باريس في ضيافة المعهد الثقافي الفلسطيني الفرنسي يوميات الشعر في باريس



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 09:13 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:04 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

علماء يشرحون التعديلات الوراثية المطلوبة للعيش أصحاء

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 19:16 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

ميسي وسواريز يقودان تشكيل برشلونة أمام لاس بالماس

GMT 18:09 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الآسيوي يعاقب الأندية العمانية

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 04:24 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

يد الأهلي يسعى لضمّ القطري محمود زكي

GMT 03:21 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

صيني يؤكد اكتشافه طرقات غامضة على كبسولته الفضائية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday