دبي "فاشن فوروورد"

ينطلق الموسم الثالث من «فاشن فورورد»، أهم حدث موضة في دبي لحد الآن. وليس من باب المبالغة القول بأنه يرقى بالإمارة إلى مصاف عواصم الموضة العالمية. ولم لا والإمارة، تؤكد في كل موسم أنه لا تنقصها الرؤية المستقبلية ولا الإمكانات اللوجيستية ولا المواهب الشابة التواقة لاستعراض قدراتها أمام العالم؟
على مدى ثلاثة أيام، سنكون ضيوفا في هذا العرس، الذي وظفت له كل الظروف لكي ينجح، بما في ذلك الحضور العالمي من أمثال العارضة البريطانية أليكسا تشانغ، ومؤسسة أسابيع موضة عالمية كثيرة أولها أسبوع نيويورك، «فيرن ماليس»، وغيرهما ممن سيزيدونه أهمية ووزنا بحواراتهم المباشرة، التي تدور حول صناعة الموضة وفنونها. لكن رغم أهمية هذه الفعاليات الجانبية، لا يمكننا أن ننسى أن الحدث يحتفل أولا وأخيرا بصناعة الموضة، ومن ثم فإن نجومه هم المصممون وبيوت الأزياء المشاركة فيه.
بطاقة تعريف للأسماء المشاركة في الموسم الثالث:
1 - استوديو السديري: أطلقته السعودية المقيمة بلندن لمياء السديري في عام 2007، بعد أن تخرجت في معهد سانت مارتنز، ثم «لندن كولديج أوف فاشن» وتدربت في دار «ألكسندر ماكوين»، الأمر الذي يفسر عشقها التفصيل الرجالي. من أهم ما تتسم به تصاميمها أيضا ذلك الشغف بالتفاصيل الدقيقة والنقشات المنفذة يدويا، إضافة إلى ميلها إلى تجربة أنواع جديدة من الأقمشة تصوغها في خطوط جريئة.
تشكيلتها هذا الموسم ستكون بعنوان «بوليت تايم» أو أوان الحسم، وهي كما تقول: «تتضمن تأثيرات مختلفة تتجسد في عناصر ذكورية، مأخوذة من التفصيل الرجالي، مزجتها بلمسات رياضية وخطوط أنثوية». لهذا سنتوقع تايورات مفصلة ونقشات هندسية مطبوعة ديجتاليا، كون هذه التقنية مكمن قوتها وموضوع تخصصها الدراسي. بالنسبة للألوان، تقول إنها استوحتها من سيراميك «ديلفت» الهولندي بلونيه الأبيض والأزرق، مشيرة إلى أنها لم تلتزم درجات هذا السيراميك فحسب، بل توسعت فيها لتشمل الأزرق الفيروزي والنيلي وغيرهما من الدرجات المتوهجة التي تتدرج لتصل إلى درجة قصوى من الهدوء، كان لا بد منها لكي تتزاوج مع الأبيض الثلجي بتناغم.
«داس»: أطلقت المصممتان الإماراتيتان الشقيقتان ريم وهند بالجافلة علامة «داس» (DAS) عام 2008. كانت رؤيتهما واضحة منذ البداية: تصميم عباءات تجمع أحدث خطوط الموضة العالمية من دون أن تتجاهل خصوصيتها التاريخية والتراثية. الآن، لا ينظر إلى «داس» على أنها مجرد علامة راقية للعباءة، بل كدار أزياء تطمح إلى إبراز أصالة وثقافة المنطقة وثراء تراثها بلغة عصرية وحيوية. وبالفعل، حققت نجاحا إقليميا وعالميا واسعا، لا سيما بعد مشاركة ريم وهند بالجافلة في أسبوع لندن للموضة في العام الماضي، والتغطية الإعلامية الكبيرة التي حظيت بها تصاميمهما.
- خوان لويس ساباجي: تنطبق عليه مقولة «ابن الوز عوام»، فقد ورث حب المهنة من والده الذي اشتهر بتصاميمه الأنيقة. فتح الابن عيونه على الألوان والإبداع منذ طفولته، وكبر وهو يتنفسه في كل ما يحيطه به، لهذا كان يعرف منذ البداية ما يريد. درس في أكاديمية دومس في ميلانو، ثم أطلق خطه الخاص مباشرة. تصاميمه تتميز بجرأة في الأفكار وأناقة في الخطوط التي يستوحيها في معظم الأحيان من جمال الطبيعة وكل ما يمت إليها بصلة.
- هاوس أوف رونالد: للمصمم رونالد عبد الله المنحدر، وهو من أصول لبنانية. ولد بالعاصمة البريطانية، وتدرب في لوس أنجليس وبيروت ولندن قبل أن يفوز بمنصب كبير المصممين في «ميزون ربيع كيروز» عام 2004. بعد ذلك بفترة وجيزة، أطلق علامته الخاصة في مجال الأزياء النسائية. تتسم تصاميمه بقصات هندسية لها لمسة فريدة تجعل أسلوبه مميزا يمكن التعرف عليه من النظرة الأولى. وهو في كل موسم يزيد ثقة، ومع هذه الثقة تزيد جرعة الجرأة والابتكار.
سعيد محروف: ولد بالمغرب عام 1973، ثم هاجر مع أسرته إلى هولندا وهو في سن التاسعة. درس تصميم الأزياء في هولندا ونيويورك، وأطلق أول مجموعة أزياء جاهزة بتوقيعه في عام 1999. ما إن قدمها حتى لفتت الأنظار إليه، ودعا مجلة «Items» الهولندية لترشحيه لنيل لقب مصمم العام. مواهبه لا تنتهي فقد أطلق في عام 2000 فرقته الأدائية في أمستردام. وعموما، تتسم أزياؤه بتحيزها لكل ما هو أنثوي وناعم.
- فيلسوفير Velsvoir: انطلقت هذه العلامة على يد أشقاء ثلاثة هم زاك وزبير وطلحة تيمول في عام 2012. كانت البداية مع رابطات العنق «البابيون»، لكنهم سرعان ما توسعوا في باقي الإكسسوارات الرجالية والنسائية وأخيرا إلى الأزياء الرجالية. وينصب اهتمام الدار على التصاميم الكلاسيكية العصرية التي تخاطب رجلا شابا يريد التميز.
زارينا: درست مصممة الأزياء الإماراتية زارينا يوسف إدارة الأعمال في الهند، وهناك وقعت في حب الأقمشة الفخمة والتطريزات الغنية والألوان الصارخة، فاستغلتها في إبراز جمال المرأة وأنوثتها. تقول إن تجربتها في بلد التوابل والبهارات ألهمتها وشجعتها على أن تجوب العالم لتغوص في ثقافاته بحثا عن الجديد، الذي تترجمه في الزخرفات والتطريزات الفريدة، وهي ما تميز أسلوبها.
- أماتو باي فيورن ون (Amato by Furne One): بعد مشاركتين متميزتين في الموسمين السابقين من «فاشن فورورد»، تعود الدار للمشاركة في الموسم الثالث وهي تمنينا بالمزيد من التميز والتألق. فقد حقق «فورن وان»، وهو فلبيني مقيم بدبي، نجاحا سريعا على المستوى الإقليمي على الأقل، بأسلوبه الذي يتبنى الفخامة والفنية، وتصاميمه التي تحاكي الهوت كوتير. يقول «فورن وان»: «عندما يتعلق الأمر بالموضة، فأنا لا أريد أن أكون مثل غيري. أريد أن تكون لي لمستي الخاصة، لا سيما أن التصميم بالنسبة لي متعة أكثر من أي شيء آخر». هذه الفلسفة جعلت منه واحدا من أهم المصممين في المنطقة حاليا، وسيكون عرضه من أكثر العروض ازدحاما. تجدر الإشارة إلى أن «شواروفسكي» انتبهت إليه منذ أعوام، وفي عام 2007 طلبت منه تصميم فستان زفاف مرصع بأحجار الكريستال ضمته إلى مجموعاتها المحدودة التي نشرت في كتاب خاص. ومنذ ذلك الحين والعلاقة مستمرة بين المصمم وشركة «شواروفسكي»، وظهرت الكثير من النجمات من مثيلات جنيفر لوبيز، هايدي كلوم، شاكيرا، كايتي بيري وغيرهن بتصاميمه.
- بشار عساف: عرض هذا المصمم اللبناني الشاب تصاميمه في الموسمين السابقين، تحت مظلة «مؤسسة ستارش» وبإشراف من مصمم الأزياء ربيع كيزور. أما في الموسم الثالث من «فاشن فورورد»، فسيعرض تصاميمه منفردا ومستقلا. أهم ما يتميز به أسلوبه براعته وقدرته على انتقاء الأقمشة ليلفها حول الجسم، مما يعطي الأنوثة بعدا أخاذا. ولا شك في أنه أسلوب بدأ معه خلال إقامته بمدينة جدة، حيث كان يرى أن المرأة هناك تميل إلى التصاميم الواسعة لإخفاء معالم جسدها. بعد عودته إلى بيروت، انخرط في معهد إسمود للموضة، حيث صقل موهبته من دون أن يتوقف عن العمل. فقد نجح في جذب عدد من الزبونات اللاتي لمسن فيه موهبة فريدة. ولم يخيب الآمال فيه لحد الآن.
- عيسى: ينحدر عيسى من أصول هندية، غير أنه تأثر وأثر كثيرا في صناعة الأزياء العربية. تجمع تصاميمه بين الأصالة والحداثة، واستعماله السخي لأقمشة مترفة ونقشات مميزة، فضلا عن الألوان الزاهية التي يميل إليها وتناسب أجواء الشرق. يشارك عيسى في الموسم الثالث بعد مشاركته الناجحة في الموسمين السابقين.
- إزرا: منذ أكثر من عشر سنين، لفت مصمم الأزياء الفلبيني المقيم بدبي Ezra الأنظار إلى تصاميمه اللافتة بأناقتها إلى حد أنه يعد من أهم المصممين الذين تعتمد عليهم الجالية الفلبينية وغيرها. فهو ليس مجرد مصمم عادي، بل أيضا رجل أعمال بعد أن نجح في توسيع دار لتضم الآن أكثر من 54 عاملا. وقد أعطت مشاركته في الموسمين السابقين زخما لـ«فاشن فورورد».
- كايج: هو اسم ماركة أطلقتها صديقتان هما أروى عبد الهادي وبسمة أبو غزالة، في عام 2009. أهم ما يميز أسلوبهما أنه يعكس الطفولة الساكنة بداخلهما لأنها عصرية، شقية وبهيجة في الوقت ذاته. تجمع بين التطريز والمخمل وكل أنواع الصوف والفرو. فكل شيء جائز ما دامت النتيجة ستكون مرحة وأنيقة، وما دامت الأقمشة غنية ومتوافرة. فهذه الأخيرة هي أكثر ما تعتمد عليه المصممتان للابتكار. وتقول أروى إنها تقوم برحلات مكوكية إلى كل عواصم الموضة العالمية لتختار أجود أنواعها حتى تلبي طلب امرأة تبحث عن التميز. وشاركت علامة كايج (Kage). وتعد هذه المشاركة هي الثالثة لهما في «فاشن فورورد» وتطل مجددا في الموسم الثالث. لمعرفة المزيد: bykage.com.
- رامي قاضي: هو أحد خريجي مؤسسة «ستارش» وقبلها معهد إسمود بلبنان، حيث تخرج بشرف وتميز. وفي معملي كل من ربيع كيروز وجورج شقرا تدرب واكتسب خبرة أكبر. في عام 2008 حصل على دعم مؤسسة «ستارش»، لكي يقدم تشكيلتيه، الأولى والثانية، وسرعان ما جذب الأنظار وحقق له نجاحا شجعه على المشاركة في افتتاح محل «مدام ميغيه»، حيث تتوافر تصاميمه وتصاميم غيره من المصممين اللبنانيين الشباب. وتعد هذه ثاني مشاركة له في «فاشن فورورد». وتجمع تصاميم رامي قاضي، اللبناني - الأميركي الجنسية، بين الأناقة والأنوثة، وأيضا دقة التفاصيل المنفذة على يد حرفيين. في عام 2011، افتتح أول محل خاص به في بيروت، يتوفر على تصاميمه الجاهزة والإكسسوارات والـ«هوت كوتير» وفساتين الزفاف.
- طاهر سلطان: ينحدر من أصول كويتية هندية، وأطلق علامته في عام 2008. وفي عام 2012 أصبح أول مصمم أزياء كويتي يشارك في أسبوع لندن للأزياء، كما شارك في الموسمين السابقين في «فاشن فورورد» مما يجعله وجها مألوفا فيه. ويعرف طاهر سلطان بتصاميمه المترفة والمحافظة في آن معا، من باب حرصه على أن تشعر المرأة بأنوثتها وأناقتها دون تكلف أو بهرجة.
- تولر مارمو (Taller Marmo): انطلقت من دبي عام 2013 على يد المصممين ريكاردو أوديشيو ويوغو غويكاشيا. ويتألف اسم العلامة من مقطعين الأول «تولر» TALLER، وتعني بالإسبانية «أتيليه الفنان» تجسيدا لأصالة وحرفية الإسبان، والثاني «مارمو» MARMO، وتعني بالإيطالية «الرخام» تجسيدا لمفهوم انتقاء المواد الفخمة والحرفية الإيطالية المتوارثة من جيل إلى آخر. وتمثل هذه العلامة نقطة التقاء بين سحر الشرق وأناقة الغرب، إذ ولدت في إيطاليا وانطلقت من دبي، كما تجمع أصالة الماضي بألق الحاضر، مثلما تمزج بين اللمسة الإيطالية واللمسة العربية.
- ذي إمبرور 1688 (The Emperor 1688): تأسست في عام 2007 على يد ثلاثة إخوة من إيران، هم فرحان وباباك وهامان غولكار. وكان الهدف منها منذ البداية أن تتكلم لغة الترف باستعمال أجود أنواع الأقمشة المستوردة من معامل أوروبا العريقة، مثل إيطاليا وسويسرا وإنجلترا. في عام 2001 فازت الماركة بجائزة «إسكواير»، ورغم أنها ماركة شابة بالمقارنة مع غيرها من بيوت أزياء عالمية، فإنها استطاعت أن تستقطب لها زبائن مهمين من النجوم والشخصيات، بمن فيه أفراد من عائلات أوروبية مالكة، كما أصبحت لها فروع خاصة في محلات مثل «ساكس فيفث أفينيو». ستكون هذه المشاركة الثالثة لهم في «فاشن فورورد».
- «زيان»: تشارك مصممة الأزياء اللبنانية المقيمة بدبي زيان غندور في الموسم الثالث بعد مشاركتين ناجحتين في الموسمين السابقين. وكانت زيان قد أطلقت علامتها خلال أسبوع باريس للأزياء 2011 ولفتت الأنظار باعتمادها على الحرائر والأقمشة المطرزة بالصنارة والألوان الزاهية. أما بدايتها فكانت بسيطة عبارة عن «تي - شيرتات» محدودة انتشرت انتشار النار في الهشيم في أوساط الموضة. بعد ذلك، وفي عام 2004، أصبحت شريكة في محل «صوص»، الذي يوفر ماركات عالمية مختلفة، كما تبوأت فيه وظيفة المشترية الرئيسة، قبل أن تقرر إطلاق ماركة تحمل توقيعها الخاص في عام 2011. ولمسة رومانسية رقيقة.
- خلال الموسم الثالث من «فاشن فورورد» يتجدد الموعد مع متجر «ذا جاردن»، وهو بمثابة معرض ضخم يفرد منصات لعشرات المصممين المتخصصين في الإكسسوارات المبتكرة ومستلزمات الحياة العصرية. استقطب في الموسم الماضي عددا كبيرا من المشترين، وفي الموسم الجديد سيحتضن تصاميم لأكثر من سبعين مصمما من مختلف أنحاء المنطقة، مما سيزيد من حجم الاهتمام. تشمل معروضاته المجوهرات وحقائب اليد والأحذية ومستلزمات المنازل وكل ما يمت إلى الموضة بصلة.