أحمد المذبوح

بحث سفير دولة فلسطين لدى بلغاريا أحمد المذبوح مع محافظ مدينة فارنا (من أكبر المدن البلغارية) وبلديتها، سبل التعاون، في حين افتتح معرض صور وألقى محاضرة عن القضية الفلسطينية في جامعة الاقتصاد في المدينة.

وفي بيان صادر عن السفارة، فقد وضع المحافظ ستويان باسيف في لقاء عمل، في 'صورة توجه القيادة الفلسطينية في ظل غياب أي آفاق للتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة القديمة في سبيل التوصل إلى حل حقيقي، إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإرغام إسرائيل على إنهاء الاحتلال'.

من جانبه، أكد المحافظ دعم جمهورية بلغاريا 'الثابت للحل السلمي للصراع في الشرق الأوسط على أساس الدولتين، ودعمه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي سبيل البحث في إمكانيات توثيق التعاون المشترك بين الطرفين'.

ووجه السفير دعوة إلى المحافظ ووفد من رجال الأعمال والمنتجين في محافظة فارنا لزيارة فلسطين، 'لإيجاد فرص لتبادل البضائع والمنتجات البلغارية التي من خلالها بإمكان بلغاريا الإسهام في مساعدة دولة فلسطين لاستبدال وارداتها من دولة الاحتلال بمنتجات من الدول الصديقة مثل بلغاريا'.

وفي اجتماعه مع نائب رئيس بلدية فارنا بيتشو بيتشيف، أكد الأخير رغبة بلدية فارنا في التطوير العملي للعلاقات مع الجانب الفلسطيني على مستوى رجال الأعمال والهياكل الثقافية والرياضية والمستوى الشعبي.

وأشار بيتشيف إلى أن مدينته تعتبر من البلديات ذات الميزانية الكبرى لأغراض التعليم في بلغاريا، بالإضافة إلى اختصاصها في السياحة نظرا لموقعها المتميز، وآفاق مشاريع تطوير المرافق العامة للنقل من خلال استكمال الشبكات المتوفرة وتنويع النقل وربط بلغاريا بالخارج، وفي هذا المجال أكد أن 'فارنا ممكن أن تلعب دورا مميزا في نقل البضائع إلى فلسطين'.

وضمن زيارته لمقر البلدية، قام السفير المذبوح برفقة نائب رئيس البلدية عن شؤون الثقافة بلامينا مارينوفا، بافتتاح معرض صور تحت عنوان 'فلسطين الأرض المقدسة'، وقد التقى أثناء مراسم الافتتاح بعدد كبير من أهالي المدينة الذين استمعوا بانتباه إلى شرحه عما تمثله اللوحات، واكد خلال كلمة الافتتاح أن فلسطين ما زلت تحت الاحتلال، داعيا الحميع إلى الانضمام إلى حملة مقاطعة الاحتلال والمستوطنات.

ثم قام السفير بجولة في صالات متحف التاريخ الإقليمي، الذي يشتهر بمقتنيات اعترف بها علماء الآثار العالميون بكونها أقدم ذهب مكتشف في العالم، ومن المصوغات التي تم العثور عليها في مقابر على أرض البلدية تعود إلى العصر الحجري النحاسي.

كما اجتمع السفير بقيادة جامعة فارنا الاقتصادية، وهي من أقدم الجامعات البلغارية وأقواها، وسبق أن خرجت طلابا فلسطينيين في الفترة السابقة.

وأبدى رئيس الجامعة استعداد الجامعة للعودة إلى التقاليد في هذا المجال وتخفيض القسط بشكل كبير للفلسطينيين الراغبين بإكمال دراستهم في الجامعة، وقد تطرق إلى الفرص المتوفرة لتعليم الطلاب باللغة الإنجليزية في بعض الاختصاصات الحديثة في مجال إدارة الأعمال، وكذلك إمكانيات تبادل مجموعات من الطلاب والأساتذة ونشر الأبحاث المشتركة في مطبوعات الجامعات، وعبر عميد الجامعة عن رغبته بإقامة علاقات تعاون مع إحدى الجامعات الفلسطينية.

وفي إحدى قاعات المحاضرات التابعة للجامعة، ألقى السفير المذبوح محاضرة مصورة لطلاب وأساتذة الجامعة في موضوع الصراع في الشرق الأوسط وظاهرة الإرهاب ومكافحتها، مؤكدا ضرورة إعادة صياغة تعريف الإرهاب ليعكس المظاهر المنطوية تحت هذا المفهوم فيه بشكل أوضح وأدق، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لعواقب سياسة إرهاب دولة منظم تمارسه دولة الاحتلال والاستيطان.

وكان للسفير مقابلة مطولة مع التلفزيون المحلي 'تشيرنو موري'، حيث تناول موضوع رفض إسرائيل الانصياع للقرارات الدولية، ومواصلة الاحتلال والاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري واستمرار سياسة الاعتقالات بحق المناضلين الفلسطينيين.