شعبنا الفلسطيني

أحيا ابناء شعبنا الفلسطيني في لبنان، اليوم الجمعة، الذكرى الـ67 للنكبة، وعمت المسيرات والمظاهرات والمهرجانات الخطابية المخيمات الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي بتحقيق العدالة على أرض فلسطين ووضع حد لمأساة شعبنا.

وأقامت حركة 'فتح' في شمال لبنان معرضاً تراثياً احياءً لذكرى النكبة، في قاعة مجمع الشهيد ياسر عرفات في مخيم البداوي قرب مدينة طرابلس اللبنانية.

وافتتح المعرض بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وقوى وأحزاب وطنية وإسلامية لبنانية وشخصيات وفعاليات وجماهير من مخيمات الشمال ومدينة طرابلس، إضافة إلى طلبة المدارس ورياض الأطفال.

وقال أمين سر حركة فتح في شمال لبنان أبو جهاد فياض في كلمة الافتتاح 'إن النكبة وإن طال عمرها إلا أن زمان عودتنا قد حان، وذلك بفضل دماء الشهداء وأنات الجرحى والمعتقلين والأسرى، مؤكدا أن لابديل عن حق عودة اللاجئين الى القرى والمدن التي أخرجوا منها.

وتطرق فياض إلى ما يعانيه النازحون الفلسطينيون من مخيمات سوريا من مشاكل تعدت حالة الغربة واللجوء إلى حالة من الفقر والجوع، وذلك بسبب عدم توفر التقديمات الإنسانية لهم من المؤسسات الدولية وعدم تحمل 'الأونروا' لمآسيهم، 'فباتوا عرضة لسماسرة الموت الذين يلقون بهم في عرض البحار أو يتركوهم يواجهون مصيرهم على حدود دول العالم'.

وجال الحضور عقب كلمات الافتتاح في أرجاء المعرض الذي ضم العديد من الأدوات والصور والحلويات الفلسطينية مبدين إعجابهم بالمعروضات.

وضم المعرض جناح صور عن نكبة فلسطين، وآخر عن نكبة مخيم نهر البارد، وثالث عن نكبة مخيم اليرموك، كما عرضت مقتنيات تراثية استقدمت من فلسطين مع أصحابها، وعرضت أزياء ومطرزات تراثية فلسطينية، وحلويات فلسطينية.

بدورهم، أحيا الاطفال الذكرى الـ67 للنكبة على طريقتهم، حيث جابت مسيرة لهم شوارع مخيم البرج الشمالي القريب من مدينة صور جنوب لبنان، وتميزت المسيرة باللباس التراثي والكوفية واعلام فلسطين ولوحات تجسد طريقة خروج شعبنا من ارضه، وتخلل المسيرة هتافات الاطفال وهم يرددون بصوت واحد 'بالروح بالدم نفديك يا فلسطين'.

كما أحيا المكتب الطلابي التابع لحركة 'فتح' الذكرى الــ 67 للنكبة في جامعة هاواي AUL  شمال مدينة صيدا اللبنانية، وقد نفذ النشاط ممثلة المكتب الطلابي في الجامعة فاطمة عبدالعزيز وأعضاء المكتب الطلابي.

وقد اتشح الطلاب باللباس الأسود والكوفية تغطي أعناقهم وقاموا بتوزيع منشور على طلبة الجامعة يسلط الضوء على هذه الذكرى من الناحية الإنسانية بكل جوانبها، وكان في المنشور عرض لأحداث نكبة فلسطين منذ حدوثها مع ذكر المجازر التي افتعلتها العصابات الصهيونية وكيف أقيم الكيان الاستعماري العنصري على أرض فلسطين.

وفي نهاية النشاط أكد الطلاب أنهم ماضون في إحياء هذه الذكرى وترسيخها في أذهان الأجيال، كما نوهوا الى أهمية الوحدة الفلسطينية التي هي سر مفتاح العودة.     

ونظم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في بيروت ندوة بعنوان 'المشهد الفلسطيني عام 2015' حاضر فيها امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات، وشارك فيها الدكتور محمد مجذوب عضو المنتدى القومي العربي، وحبيب صادق الأمين العام للمجلس الثقافي، والباحث حسين ابو النمل وشخصيات سياسية ووطنية لبنانية وفلسطينية.

واستهلت الندوة بمحاضرة للدكتور محمد مجذوب قال فيها ان: القضية الفلسطينية اختصرت اليوم كما اختصرت منذ قرن الوجود العربي الحر او الراغب في الحرية والانطلاق، مستنكرا استمرار النكبة وعدم قدرة العالم على معالجتها بصورة عادلة، وقال لقد 'مر اكثر من 6 عقود على النكبة والقضية ما زالت تراوح مكانها او تتأزم وتتفاقم بين حين واخر'.

بدوره استعرض أبو العردات المسار التاريخي للنكبة وقال: ارتكبت مجازر بحق شعبنا الفلسطيني منذ 67 عاماً أدت الى اقتلاع وتهجير وطرد الشعب الفلسطيني وتشتيته، وانتجت الكارثة الانسانية على مرأى من العالم اجمع، مشددا على أن مشروعنا مشروع العودة والبوصلة هي فلسطين وان الفلسطيني لا يريد التوطين ولا التهجير، بل يريد ان يعيش بكرامة.

إلى ذلك، نظم اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، اعتصاما امام مقر الامم المتحدة في بيروت لمناسبة الذكرى 67 للنكبة، بمشاركة ممثلين عن المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية وعدد من الاطفال والفرق الذين جسدوا 'مشهدية النكبة' في صورة رمزية تحاكي معاناة الشعب الفلسطيني.

وتحدث في الاعتصام عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين سامر مناع الذي اكد ان 'الامل هو بشباب فلسطين الذي اثبت انه قادر على فعل الكثير وهو اكثر تمسكا بحقوقه الوطنية وبحق العودة.

من جهتها اعتبرت عضو قيادة اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني زهراء حجازية 'ان القضية الفلسطينية تستحق ان تحظى بدعم كل شعوبنا العربية بديلا للصراعات الجانبية'. ودعا ربيع قطب في كلمة اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني القاها الى اعادة الاعتبار لمكانة فلسطينيي الشتات ومتابعة قضاياهم الوطنية وهمومهم المحلية'، مشددا على 'حماية مخيم اليرموك في سوريا والعمل على اعادة مهجريه وكل المهجرين الفلسطينيين الى سوريا، والى اقرار الحقوق الانسانية لشعبنا في لبنان واستكمال اعمار مخيم نهر البارد وغيرها من الحقوق'.

مسيرة حدودية

وكانت جماهير شعبنا الفلسطيني احيت الذكرى الـ (67) للنكبة في بلدة مارون الراس جنوب لبنان حيث نظمت مسيرة جماهيرية انطلقت من مدخل البلدة، وانتهت بكلمة لعضو قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان علي فيصل الذي شدد على التمسك بحق العودة، مشيرا الى ان بوصلة شعبنا وقواه الوطنية ستبقى باتجاه النضال من اجل الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة .

ودعا فيصل، الدولة اللبنانية الى انصاف الشعب الفلسطيني في لبنان عبر منحه حقوقه الانسانية وفي مقدمتها الحق بالعمل بحرية سواء الاجراء على اختلاف مهنهم او العاملين في المهن الحرة وتوفير الضمانات الاجتماعية واستكمال اعمار مخيم البارد والعديد من المشكلات التي تحتاج الى حلول.

كما دعا الى العمل من اجل تحييد مخيمات سوريا والعمل على إخلائها من السلاح والمسلحين وتوفير ممرات آمنة للرجوع اليها وتأمين الامن والامان لأبنائه كي تواصل نضالها الى جانب كل شعبنا الفلسطيني من اجل حقوقه الوطنية.