ورق الدوالي

رغم ارتفاع سعر ورق الدوالي هذا العام بسبب الظروف الجوية والصقيع الذي ضرب البلاد، إلا أن الطلب على شرائه في تزايد، بغرض صنع الغذاء والتخزين في كافة محافظات الوطن وخارجه.

وأشارت مديرة مديرية زراعة شمال الخليل سحر الشعراوي، إلى أن محصول ورق العنب أصبح محصولا شبه رئيسي في بلدة حلحول التي اشتهرت بزراعة أجود أصناف العنب، وزادت مساحة الأراضي المزروعة بالعنب عن 10 آلاف دونم، مبينة أن كل دونم مزروع بدوالي العنب يعطي أكثر من 200 كيلو غرام ثمر سنويا.

وقال إن ما يحدد سعر كيلو الورق في السوق هو كميات الورق المنتجة في هذا الموسم، والتي تلعب الظروف الجوية دورا كبيرا في عملية الإنتاج ووضع المحصول، مبينة أن موجة الصقيع التي مرت بها البلاد أدت إلى حرق الأوراق في بعض المناطق وقللت من عملية التوريق، ما أدى إلى ارتفاع سعر ورق العنب بالجملة إلى 18 شيقلا في بداية الموسم.

وبينت أن الاهتمام بورق العنب في المجتمع الفلسطيني زاد وأصبح يقدم منه هدايا إلى الأهل في الغربة، ففي أوروبا وأميركا ودول الخليج العربي 'يعتبر هدية قيمة'.

أما بالنسبة لأهم الطرق المتبعة لحفظ ورق العنب، أشارت الشعراوي إلى أن الحفظ في أواني الضغط الزجاجية هي الأفضل والأقل تكلفة، أو التفريز حيث يلف بـ'السلفر' او أكياس من الورق، أو أكياس خاصة بالتفريز.

وأوضحت أن ورق العنب البيتوني مرغوب أكثر في الطبخ لنعومته وطعمه المائل للحموضة، ولكن أوراقه الناعمة قد تعطب وتحترق أثناء نقلها من منطقة إلى أخرى بعيدة بغرض التسويق، فاستبدلت بالبيروتي الذي يحتمل أكثر.

ودعت الشعراوي المزارعين إلى عدم التوريق الجائر للدوالي، الذي سيؤثر على نسبة محصول العنب، حيث يحتاج قطف العنب إلى 15 ورقة حتى ينضج بشكل سليم.

وأشارت إلى التحديات التي تواجه المزارعين في المناطق المحاذية للمستوطنات، واعتداءات المستوطنين على كروم العنب ومزارع المواطنين، مبينة أن مستوطني مستوطنة 'كرمي تسور' الواقعة بين بلدتي حلحول وبيت أمر، ينفذون اعتداءات مستمرة على كروم العنب، وذلك بحرقها، أو تقطيعها، أو رشها بمواد سامة وحارقة، بالإضافة إلى إغراق كروم العنب بالمياه العادمة.

وأوضحت أن مساحة الأراضي المزروعة بالعنب في بلدة حلحول في ازدياد، بينما تراجعت في بلدة بيت أمر بسبب اعتداءات المستوطنين على المزروعات، وسياسة الاحتلال المتمثلة بمنع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم القريبة من المستوطنات، بالإضافة إلى التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية.

من جانبها، أكدت الحاجة نبيهة كرجة 'أم كايد' (75 عاما) أن كثيرا من نساء بلدة حلحول يعملن في توريق ورق العنب من أجل بيعه وتسويقه، والكثير منهن يتضمّن (يستأجرن أراضي) أراضي المزارعين في البلدة كل دونم (2000 شيقل) من أجل الاستفادة من هذا الموسم وزيادة دخلهن لإعالة أسرهن.

وأشارت 'أم كايد' إلى أن المرأة الفلسطينية تفننت في طبخ ورق الدوالي: كطبق رئيسي بعد حشوه بالأرز واللحمة أو مع الدجاج، وكمقبلات مثل كفتة ورق العنب، وهي لف لحمة الكفتة المبهرة بورق الدوالي وتطبخ برب البندورة والليمون على شكل صواني بالفرن، وصيامي (من دون لحمة) بالخضار وزيت الزيتون.

وأضافت أن موسم العنب، موسم حافل لأهالي بلدة حلحول، التي تعتمد اعتمادا كبيرا على هذا الموسم بداية مع توريق الدوالي، إلى جني محصول العنب وتسويقه، وتصنيعه بعمل الملبن، والزبيب، والعنبية، والدبس، وعصير العنب، وخل العنب، ومنتجات جديدة أخرى مثل سماق بذر العنب، و'الشدة'.