جاءت مبادرة الاتحاد الدولي لكرة القدم بعقد اجتماعه السنوي في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي في الثالث عشر من مايو الجاري ودعوة 50 لاعب من أساطير الكرة العالمية (من بينهم محمد أبو تريكة وسامي الجابر) لخوض لقاء ودي على ملعب الأزتيك الشهير بمناسبة مرور 50 عاماً على افتتاحه، جاءت لتؤكد قيمة وقامة هذا الصرح التاريخي.

فمع معالمها التاريخية كالقصر الوطني والأهرامات المدرجة والخليج الشهير يحتل ملعب الأزتيك مكانة رفيعة في قلوب الشعب المكسيكي كواحد من أهم وأشهر وأكبر ملاعب كرة القدم على سطح الأرض.
عام 1961 بدأ العمل في الملعب الذي صممه المهندس بيدرو فاسكويز واستمر لنحو خمس سنوات حتى افتتحه الرئيس المكسيكي جوستافو أورداز ومعه رئيس الإتحاد الدولي ستانلي رواس بلقاء جمع عملاق الكرة المكسيكية كلوب أمريكا مع تورينو الإيطالي في التاسع والعشرين من مايو عام 1966.

نهائيات دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها العاصمة مكسيكو سيتي عام 1968 كانت أولى الأحداث الرياضية الكبرى التي شهدها الملعب الوليد وبعدها بعامين كان الأزتيك مسرحاً لنهائي كأس العالم عام 1970 بين البرازيل وإيطاليا وتكرر نفس الأمر بعدها بستة عشر عاماً عندما شهد مواجهة الأرجنتين وألمانيا في نهائي كأس العالم عام 1986 ليكون الملعب الأول في العالم الذي يشهد لقاءين نهائيين في هذا العرس الكبير.

مع هذه الأحداث الرياضية الكبيرة كان الأزتيك حاضراً خلال استضافة المكسيك لنهائيات كأسي العالم للشباب والناشئين عامي 1983 و2011 وبينهما توج على أرضه منتخب المكسيك بلقب كأس القارات عام 1999 على حساب منتخب البرازيل في حضور 110 ألف متفرج.

مع مواجهات منتخب المكسيك ونادي كلوب أمريكا استضاف الملعب الشهير أحداث رياضية أخرى في الملاكمة كما شهد حفلات لكبار المطربين من داخل المكسيك وخارجها.

ورغم أن السعة الرسمية للملعب تبلغ 105 ألف متفرج يحتل بها المركز الخامس على صعيد أكبر ملاعب كرة القدم في العالم إلا أن الحضور تجاوز هذا العدد في أكثر من مناسبة مثلما حدث في لقاء منتخب المكسيك ونظيره البرازيلي عام 1968 حينما أكتظ الملاعب بقرابة 120 ألف متفرج.

جماهير الكرة المصرية لا تنسى أن هذا الملعب كان شاهداً على واحداً من أقوى وأشهر لقاءات المنتخب الوطني طوال تاريخه عندما قلب تأخره أمام المنتخب المكسيكي بفارق هدفين إلى تعادل بهدفين لمثلهما وهو يلعب بعشرة لاعبين في الجولة الثانية بالدور الأول من كأس القارات في السابع والعشرين من شهر يوليو عام 1999.