المنتخب المكسيكي

 خرج المنتخب المكسيكي الأول لكرة القدم جريحا من أسبوع المباريات الدولية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي كان بمثابة أحد الفرص الأخيرة لتجربة الفريق قبل انطلاق بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. وظهر المنتخب المكسيكي خلال مباراتيه الوديتين اللتين خاضهما هذا الأسبوع بأداء غير مقنع، كما تعرض اثنين من أهم مدافعيه للإصابة.

وتغلب المنتخب المكسيكي، بقياد المدير الفني الكولومبي، خوان كارلوس أوسوريو، يوم الجمعة الماضي على ايسلندا بثلاثية نظيفة ولكنه قدم أداء باهتا، قبل أن يسقط بهدف دون رد يوم الثلاثاء أمام كرواتيا. ولم يقدم المنتخب المكسيكي أداء يبعث على الثقة خلال هاتين المباراتين اللتين كانتا أمام منتخبين تأهلا أيضا إلى المونديال، كما خسر اللاعبين كارلوس سالسيدو ونيستور اراوخو بسبب الإصابة.

وقال أوسوريو: "قدم البعض أداء رائعا (في المباراتين) ولكن إذا نظرنا إلى ما حدث بشكل شامل فسنخرج ببعض النتائج: لم نخلق فرصا كافية للتسجيل بالنسبة لفريق يتبع الأسلوب الهجومي، كانت تنقصنا الفاعلية وهو الأمر الذي علينا أن نعمل من أجل تحقيقه". وأضاف المدرب الكولومبي، الذي أعرب عن أسفه للإصابات التي ضربت اثنين من أهم لاعبي فريقه، قائلا: "بالنظر إلى خطورة الإصابات فإن التحليل سيختلف، علينا أن نتقبل هذا والاستعداد لغياب أحدهما".

ومن المقرر أن يخضع كلا اللاعبين لإجراء فحوصات طبية خلال الأيام القليلة المقبلة، إلا أن الاتحاد المكسيكي لكرة القدم أكد أن سالسيدو، نجم نادي اينتراخت فرانكفورت الألماني، سيجري عملية جراحية في الكتف الأيسر. فيما يعاني اراوخو من إصابة في أربطة وغضاريف الركبة اليسرى.

وعلى الأرجح سيكون أوسوريو، الذي أكد في وقت سابق أن قائمة فريقه المشاركة في كأس العالم أصبحت جاهزة، مضطرا لإدخال بعض التغييرات بعد اطلاعه على مصير الإصابات الأخيرة التي ضربت بعض من لاعبيه. وتستهل المكسيك مشوارها في مونديال 2018 في 17 حزيران/يونيو المقبل أمام المنتخب الألماني، حامل اللقب، ضمن منافسات المجموعة الخامسة التي تضم أيضا منتخبي السويد وكوريا الجنوبية.

وقال اندريس جواردادو، قائد المنتخب المكسيكي: "أهم شيء هو غياب بعض الزملاء للإصابة، الأولوية الآن للجانب الإنساني ومساندة اللاعبين". وأضاف جواردادو في تصريحات لشبكة "تيليبيسا" التليفزيونية: "بالطبع يجب أن نتحدث عن النتيجة والأداء، إنهما مباراتان مختلفتان تماما، التجارب كانت إيجابية، لأنك إذا لعبت بشكل سيء أو ارتكبت أخطاء فهذا النوع من المباريات هو المجال الذي يجب أن يحدث فيه هذا الأمر".

 

وعلى جانب أخر، كان حارس مرمى المنتخب المكسيكي، جويرمو أوتشوا، أكثر حدة في انتقاد نفسه وزملائه بالفريق: "لا أعتقد أن هذه المباراة للنسيان ولكن يجب أن نتذكرها لنعرف أن علينا أن نكون أفضل، ينقصنا الإيقاع الجيد في الأداء".

وتابع الحارس المكسيكي قائلا: "هذا كان بمثابة جرس إنذار بالنسبة لنا، كانت تجربة من أجل أن يستطيع المدرب اتخاذ قراراته فيما يتعلق بالقائمة". وشنت الصحف المكسيكية أيضا حملة من الانتقادات اللاذعة ضد منتخب البلاد، وقالت صحيفة "ريكورد" الرياضية: "الإصابات والنتيجة والأداء أطلقوا جرس الإنذار". وأضافت: "أداء المنتخب المكسيكي كان تراجيديا، لقد تقاعسوا عن القيام بالكثير من الأمور على المستوى الفني، الإصابات كانت الضربة الأكثر إيلاما".

وكانت سياسة التناوب بين اللاعبين التي ينتهجها أوسوريو في المنتخب المكسيكي صاحبة النصيب الأكبر من انتقادات الصحافة. وأوضح أوسوريو أن السبب وراء سياسته هذه هو "منح اللاعبين الشباب فرصة أكبر"، مشيرا إلى أن هؤلاء اللاعبين سيفيدون الفريق في المستقبل. ولم تكن انتقادات الصحافة للمدرب الكولومبي بسبب منحه فرصا للاعبين شباب مثل عمر جوبيا وايدسون الباريز وخورخي هيرنانديز، الذين يبدون بعيدين تماما عن القائمة النهائية للفريق، ولكن بسبب التوقيت الذي اختاره للقيام بهذا الأمر، قبل 70 يوما فقط من انطلاق المونديال.