أعمال الشغب

هل كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) جادا في تهديده لمنتخبي روسيا وإنجلترا، بإقصائهم من بطولة كأس أوروبا لكرة القدم؟

فقد أصدر اليويفا، الأحد، بيانا قوي اللهجة، عقب أحداث الشغب بين جمهوري المنتخبين قبل وأثناء مباراتهما في "يورو 2016" التي تستضيفها فرنسا، التي أصيب فيها العشرات من الطرفين.

وقال البيان إن الاتحاد الأوروبي "لن يتردد في فرض عقوبات إضافية على الاتحادين الإنجليزي والروسي لكرة القدم، منها احتمال استبعاد منتخبيهما من البطولة، في حال حصلت أعمال العنف مرة أخرى".

جاء التهديد مفاجئا لجماهير المنتخبين، إذ أنه لم يسبق أن تم استبعاد أي منتخب من بطولة كبيرة للمنتخبات بعد بدايتها بسبب أحداث شغب، بل إن وقائع استبعاد أي فريق سواء كان منتخبا أو ناديا من بطولة شديدة الندرة.

ومن بين تلك الوقائع، إقصاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لفريق النجم الساحلي التونسي من مسابقة دوري أبطال إفريقيا عام 2012، بسبب شغب جماهيره في مواجهة مواطنه الترجي.

وكانت المباراة التي شهدت الشغب في الجولة الرابعة من دور المجموعات، حيث اجتاحت جماهير النجم الملعب مما حال دون إكمالها.

ووقتها تسببت أحداث اقتحام المباراة في إصابة 23 من أفراد الأمن التونسي، فيما تم القبض على 5 من المشاغبين.

والعام الماضي، استبعد اتحاد الكرة الأميركي الجنوبي، بوكا جونيورز الأرجنتيني من كأس ليبرتادوريس، بعدما أصاب جمهورهم لاعبين من مواطنه الأرجنتيني ريفر بليت برذاذ الفلفل، تركهم في حاجة لعلاج بالمستشفى، وتسبب في إلغاء مباراتهما في دور الـ 16.

كما فرض الاتحاد غرامة بلغت 200 ألف دولار على بوكا جونيورز، وأمره بخوض أربع مباريات على أرضه من دون جمهور، بالإضافة لأربع مباريات أخرى خارج ملعبه من دون مشجعيه أيضا، فضلا عن الإقصاء.

لكن ماذا إن تكررت أحداث الشغب من جماهير أي من المنتخبين أو من جماهير أي منتخب آخر؟ ربما يكون تهديد الويفا حينئذ ليس موجها لمنتخبات بعينها، بل إلى البطولة ككل.

فمن الصعب أن تضمن اتحادات الكرة المحلية داخل دول القارة العجوز، ألا تشارك جماهيرها في أعمال شغب مع جماهير أخرى، فلا أحد يمكنه السيطرة على عشرات الآلاف من المشجعين، الغاضبين أحيانا.

بل إن العقوبة المغلظة بالاستبعاد من البطولة، لم ترد حتى وقت التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أوروبا، ففي حالة وقوع أعمال شغب يكتفي الاتحاد بإقامة مباريات منتخب الجمهور المشاغب في ملاعب خاوية، أو يلجأ لخصم النقاط.