فجرت إيران بطلة آسيا، مفاجأة تاريخية، بإقصائها البرازيل، حاملة اللقب، من ثمن نهائي كأس العالم لكرة القدم داخل الصالات "فوتسال"، كولومبيا 2016، بالفوز عليها بركلات الترجيح 3-2، بعد تعادلهما بنتيجة 4-4، في الوقتين الأصلي والإضافي، الأربعاء، في بوكارامانغا. ولم يتخيل كثيرون، في ملعب "كوليسيو بيسنتيناريو"، أن البرازيل، بطلة العالم في 1989 و1992 و1996 و2008 و2012، ستحزم حقائبها، مع أسطورتها "فالكاو"، بعد مواجهة إيران، خصوصًا بعد تقدمها بنتيجة 3-1، قبل 10 دقائق على انتهاء الوقت الأصلي، في الشوط الثاني.
لكن مع ركلة ترجيح، ترجمها أحمد اسماعيل بور إلى هدف، تحول حلم الايرانيين الى حقيقة، وفي مشهد ملفت بعد نهاية المباراة، حمل لاعبو إيران الأسطورة "فالكاو"، 39 عامًا، وقدموا له "وداعًا مشرفًا"، برغم حرمانه من أي يصبح أول لاعب في التاريخ يحرز اللقب ثلاث مرات. وقال "فالكاو"، الذي أصبح في نهاية الدور الأول أفضل هداف في تاريخ البطولة: "لا زلت سعيدًا لإنهاء مسيرتي بثلاثية، لكن للأسف لا قيمة لها مع الخسارة. لو كان بمقدوري استبدال أهدافي بالتأهل إلى النهائي، وإحراز اللقب، لفعلت ذلك". ورفع "فالكاو" رصيده إلى 48 هدفًا في 34 مباراة، وذلك في خمس مشاركات في كأس العالم.
وتقدمت البرازيل بهدفين لـ"فالكاو" في الدقيقة التاسعة، والدقيقة 13، أحدهما من كرة رائعة بكعب القدم، ثم قلص حسين طيبي الفارق، في الدقيقة 14، قبل ان يستعيد "دييغينيو" فارق الهدفين، في الدقيقة 29، لكن ايران قلصت النتيجة، عبر افشين كاظمي، في الدقيقة 31، ثم أحرز علي حسن زاده هدفًا في الدقيقة 37، فارضًا شوطين إضافيين. وفي الوقت الإضافي، تكرر السيناريو، فمنح "فالكاو" التقدم للبرازيل بلمحة فنية، في الدقيقة 48، قبل أن تنجح إيران، في التعادل، عبر محمد كيشافارز، بعد ثوان من هدف "فالكاو"، في الدقيقة 48. وفي ركلات الترجيح، سدد "آري" كرة في القائم، مانحًا إيران الأفضلية.
وقال حسن علي زاده، صاحب الهدف الإيراني الثالث: "هذه واحدة من أعظم اللحظات في مسيرتي الاحترافية، وفي حياتي أيضًا. لقد صنعنا التاريخ. هذه أول مرة نفوز فيها على البرازيل، وفعلنا ذلك في كأس العالم، لن أنسى أبدًا هذه اللحظة". وتابع: "البرازيل أفضل فريق في العالم، والكل رشحهم للفوز قبل المباراة، ونحن في الدور الأول لم نقدم أفضل ما لدينا، لكننا تحسننا تدريجًا، ووجدنا الايقاع المناسب".
وتلتقي إيران، بطلة آسيا 11 مرة، والتي بلغت نصف نهائي نسخة 1992، السبت، في ربع النهائي، بمنتخب باراغواي، الذي أقصى كولومبيا، المضيفة، بركلات الترجيح أيضًا، بعد تعادلهما من دون أهداف. واللافت أن إيران تأهلت إلى ثمن النهائي بشق الأنفس، كأحد أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث، إذ خسرت أمام إسبانيا 1-5، ثم فازت على المغرب 5-3، وتعادلت مع أذربيجان 3-3، فيما فازت البرازيل على أوكرانيا 3-1، وسحقت أستراليا (11-1)، وموزمبيق (15-3).
 
وتخطت إسبانيا، حاملة اللقب مرتين، أوزبكستان، بنتيجة 5-2، وسجل لإسبانيا لوسانو، في الدقيقة الثالثة، وبيبي، في الدقيقة 23، والأوزبكي داورين نورغزين، بالخطأ في مرمى فريقه، في الدقيقة 32، وراؤول كامبوس، في الدقيقة 39، وميغويلين، في الدقيقة 40، فيما سجل لأوزبكستان شينغيز يسينامانوف، في الدقيقة الخامسة، و"نورغوزين"،  في الدقيقة 31. وتلتقي إسبانيا، بطلة العالم في 2000 و2004، في ربع النهائي، في مباراة قوية، بروسيا، التي سحقت فيتنام 7- صفر، في ثمن النهائي.
وقاد النجم الكبير "ريكاردينيو" البرتغال إلى فوز سهل على كوستاريكا، بنتيجة  4-صفر، في كالي، بتسجيله ثنائية في الدقيقة الخامسة والدقيقة 22، وأضاف أندريه، في الدقيقة 26، وتياغو بريتو، في الدقيقة 27، هدفين آخرين. وتلتقي البرتغال في ربع النهائي بالفائز من مواجهة تايلاند وأذربيجان، التي تقام الخميس.
ويختتم ثمن النهائي بمواجهتين أخرتين، فتلعب الأرجنتين مع أوكرانيا، وإيطاليا، صاحبة المركز الثالث في مونديال تايلاند 2012، مع مصر.