البريطاني لويس هاميلتون

قد يلجأ فريق مرسيدس إلى معاقبة سائقه البريطاني لويس هاميلتون بسبب الفوضى التي تسبب بها، الأحد، في جائزة أبوظبي الكبرى، المرحلة الحادية والعشرين الأخيرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد، وكان الألماني  نيكو روزبرغ توج باللقب العالمي رغم المحاولات اليائسة لزميله في مرسيدس ومنافسه الوحيد هاميلتون، وذلك بعدما أنهى جائزة أبوظبي في المركز الثاني.

ودخل روزبرغ إلى السباق الختامي وهو يتقدم بفارق 12 نقطة عن زميله اللدود هاميلتون الذي انتفض في القسم الأخير من الموسم وحقق ثلاثة انتصارات متتالية، وبالتالي كان السائق الألماني في حاجة إلى المركز الثالث لكي يتوج باللقب للمرة الأولى حتى لو حقق بطل الموسمين الماضيين انتصاره الرابع على التوالي والعاشر في 2016 والثالث والخمسين في مسيرته.

واستخدم هاميلتون إستراتيجية "الملجأ الأخير" عندما خفف سرعته بهدف السماح للسائقين الأخرين بتضييق الخناق على روزبرغ وتجاوزه، خصوصا في ظل الوتيرة "الصاروخية" للألماني الآخر سيباستيان فيتل (فيراري)، لكن نجل بطل العالم السابق كيكي روزبرغ (1982) حافظ على رباطة جأشه وتمكن من إبقاء فيتل والهولندي الشاب ماكس فرشتابن (ريد بول - تاغ هيوير) خلفه، لينهي البطولة وهو أمام زميله اللدود بفارق 5 نقاط (385 مقابل 380).

وخالف هاميلتون أوامر الفريق الذي تدخل أكثر من مرة لكي يطلب منه بأن يزيد من سرعته لكنه رفض الاستجابة ما تسبب بوصول فرشتابن وفيتل إلى روزبرغ الذي كان عالقًا خلف زميله البريطاني ولا يريد المخاطرة بمحاولة تخطيه.

وتنفس روزبرغ الصعداء بعض الشيء بعدما دخل فرشتابن في صراع مع فيتل على المركز الثالث قبل أن ينجح الأخير في تخطي الهولندي الشاب بحركة رائعة قبل أربع لفات على النهاية ثم بدأ يضيق الخناق على مواطنه لكن الأخير حافظ على هدوئه حتى أنهى اللفات الـ55 في المركز الثاني والموسم في الصدارة، ليصبح البطل الألماني  الثالث في الفئة الاولى بعد الأسطورة ميكايل شوماخر (1994 و1995 و2000 و2001 و2002 و2003 و2004) وفيتل (2010 و2011 و2012 و2013).

وعندما طلب الفريق من هاميلتون أن يزيد سرعته لكي لا يهدد فرص مرسيدس بإحراز المركز الأول في أبوظبي خصوصًا في ظل الهجوم الصاروخي لفيتل في القسم الأخير من السباق، أجاب بطل 2008 و2014 و2015: "في الوقت الحالي أنا اخسر بطولة العالم، وبالتالي لا يزعجني أن اخسر السباق".
 
ولم يكن مدير مرسيدس توتو وولف راضيًا على ما قام به هاميلتون، وهو قال بهذا الصدد: "تجاهل تعليمات المنظومة علنًا يعني بانك تضع مصلحتك الشخصية أمام مصلحة الفريق. الأمر بسيط جدًا، لا مكان للفوضى في أي فريق أو أي مؤسسة".

وبدا وولف في الوقت ذاته متفهمًا لما قام به هاميلتون لأنها كانت فرصته الوحيدة للفوز باللقب في تلك المرحلة من السباق وربما كان من المستحيل مطالبة أحد أفضل سائقي السباقات، إن لم يكن أفضلهم في الوقت الحالي، بالانصياع إلى مثل هذه الأوامر في وضع لا تسمح له غريزته بالانصياع. الأمر يتعلق بإيجاد حلول لهذه المشاكل في المستقبل لأن الحادثة التي حصلت (في أبوظبي) سابقة لم تحصل من قبل. علينا التفكير بالأمر والتوصل إلى حل".

وفيما يتعلق بإمكانية معاقبة هاميلتون، أجاب وولف: "علينا ان ننظر إلى الوضع برمته وأن نسأل انفسنا ماذا يعني (الذي حصل). كل شيء ممكن و(الحل) يتراوح بين تغيير القواعد الموسم المقبل لأن الامور لا تسير بالشكل المناسب في سباقات مصيرية من هذا النوع وربما نحتاج إلى أن نمنحهما المزيد من الحرية، أو قد نكون أكثر قساوة في حال عدم احترام مبادئنا. لست متأكدًا الآن أين تتجه الأمور. يجب علينا أن نفوز وان نخسر بكرامة".

ودافع هاميلتون عن إستراتيجيته قائلًا في تصريح إلى شبكة "سكاي سبورتس إف 1": "لم تكن هناك أي جدوى من التواجد في المقدمة، الفوز بالسباق وهو (روزبرغ) في المركز الثاني. كان علي المحاولة. المشاكل (الميكانيكية) التي عانيت منها خلال الموسم جعلتني أصل إلى ما وصلت إليه الآن".

وانتقد هاميلتون تدخل الفريق في معركة السباق الختامي، قائلا: "لا أعلم لماذا لم يسمحوا لنا بالتسابق. لم أشعر للحظة بأني قد أخسر السباق. إنه أمر مؤسف، لكن طريقة تفكيرهم كانت واضحة (يريدون فوز روزبرغ)... لا يمكنني قول المزيد".

وأكد هاميلتون بأنه لم يهدد مصالح الفريق بأي شكل من الأشكال، مضيفًا: "لقد فزنا ببطولة الصانعين وبالتالي كانت المعركة محصورة بيني وبين روزبرغ فقط لكنهم (الفريق) شعروا أنهم في حاجة إلى التدخل، لا أعتقد أن ما قمت به كان خطيرًا ولا أعتقد أن ما قمت به كان غير عادل. نحن نتنافس على اللقب العالمي، كنت في الصدارة ويمكنني التحكم بسرعة السباق. هذه هي القوانين