طبيعة سعودية أقرب إلى الخيال

يعد "حافة العالم"  واحدا من أخطر حواف الجبال بالعالم أو ما يسميها السعوديون بـ"المطلّ"، والتي تعد من أروع المناظر الطبيعية الخلّابة مما يجعله بمثابة معلم طبيعي يستقطب الكثير من المغامرين حول العالم.

وتطل حافة العالم (جبل فهرين) على سلسلة "جبال طويق"، بالقرب من قرية العيينة، الواقعة على وادي حنيفة، بمنطقة العارض، وسط نجد، في  العاصمة الرياض.

ويقال إن تلك المنطقة كانت ميدانًا لشعراء كبار أمثال زهير بن أبي سلمى، والأعشى، وجرير، وذي الرمة، والزبرقان، والعباس بن الأحنف، وغيرهم.

ويبتعد المطل ساعة ونصف بالسيارة عن العاصمة السعودية الرياض ويتألف من منحدر صخري على ارتفاع 300 متر ويطل على وادي واسع يمتد فيه النظر إلى مالا نهاية لذلك جاءت التسمية نهاية العالم حيث إن طبيعة أشبه بالخيال منها إلى الحقيقة، توحي لزائرها بأنه على كوكب آخر خارج المجموعة الشمسية.

 وتكمن غرابة المكان الذي يشبه في تركيباته الحجرية معلم "غراند كانيون" الأمريكي في أريزونا، وديان في كون الزائر يسير في مكان شبه مسطح، وفجأة يقف على حافة هوة سحيقة، ممتدة امتداد الأفق، بين الأودية والمرتفعات، تكاد تمتد إلى ما لا نهاية، وكأنك تحلّق بطائرة على علو مرتفع".

وقد أثبت العلماء أن "حافة العالم"،  كانت عبارة عن قاع لبحر كبير يغمر شبه الجزيرة العربية حتى بلاد الشام قبل أكثر من 50 مليون سنة وكأنه قاع عميق وكبير جداً، إذ كان البحر الذي يغطي تلك المنطقة يُسمى بحر هيدروس، وكان ساحله يمتد إلى بدايات بلاد الشام، أي أنَّ الجزيرة العربية بأكملها كانت تحت سطح البحر.

وتستقطب "حافة العالم" في الرياض الكثير من السياح، خلال فصل الشتاء من محبي الطبيعة والتشكيلات الصخرية الغريبة، والمرتفعات الهائلة التي تطل على قرى، وأودية، ومزارع، وكثبان رملية، في تشكيلات طبيعية مذهلة. ويسلكون عدة طرق للوصول إلى الحافة، للاستمتاع بمنظر بيئي وجيولوجي فريد، عبر تلك المنحدرات الكبيرة عند بداية وادي حنيفة، على جبل يسمى فهرين، بارتفاع شاهق، لأكثر من 100 متر.

ولأنها مكشوفة، وعاريٍة من الأشجار، لا يفضل زيارة "حافة العالم"  في الصيف، نظرا لصعوبة الأجواء هناك، والارتفاع الشديد للحرارة.