مطعم يوناني

من الصعب إيجاد مطعم متوسطي، وبمعنى آخر مطعم يوناني في لندن على مستوى عالٍ يضاهي مطاعم أحياء مايفير الراقية في العاصمة، والسبب هو أن المطاعم اليونانية والتركية على حد سواء تعتمد على تقديم كل ما هو تقليدي بعيدا عن التكلف والأسلوب العصري والأنيق في طريقة تقديم الطعام، إلا أن «أونيما» Onima العنوان الجديد في زقاق «أفيري رو» Avery Row جار الأناقة في بوند ستريت سيغير مفهوم الأكل اليوناني لأنه بمثابة نجمة، أتوقع أن يسطع نورها في سماء لندن لأن المطعم مختلف تماما عن غيره من المطاعم المتوسطية ويقدم المطبخ اليوناني بطريقة عصرية وغير مسبوقة ويعطي المجال أمام الذواقة الذين يفضلون أطباق مطابخ أخرى مثل المطبخين الإيطالي والياباني أن يجدوا ضالتهم ويتمتعوا بالأجواء الجميلة التي تعتمد على الديكورات الراقية والموسيقى الجميلة التي تصدح من الطابق الأول في المطعم الذي يتألف من طابقين، ومن المتوقع بأن يضاف طابق جديد العام المقبل في أعلى المبنى ليكون بذلك واحداً من أجمل الشرفات المطلة على أحياء مايفير الجميلة، ويوجد أيضاً في المبنى الذي كان في يوم من الأيام مقر «كارتييه» الرئيسي، صالة مخصصة للأعضاء فقط لإعطاء قدر أكبر من الخصوصية.

تصل إلى المطعم على القدمين لأنه يقع في زقاق ضيق للمشاة فقط وعبر مدخل وباب خشبي ضخم تدخل إلى مكان يجمع الطعام والأجواء الموسيقية الجميلة، ففي الطابق الأرضي تتوزع الطاولات بطريقة مدروسة لأن الكراسي ليست متقاربة من بعضها البعض مما يعطي خصوصية أكبر للزبائن، أما الطابق العلوي فديكوره يختلف بعض الشيء ومنه تصدح أنغام موسيقى الـ«دي دجي» الذي استقدمه صاحب المطعم ألكسندروس أندريانوبولوس من ميكونوس الشهيرة بهذا النوع من الموسيقى.

الموسيقى تلعب دورا مهما في المكان لأنه بإمكانك سماعها في كل أرجائه.

فكرة المزج ما بين المطابخ العالمية في أجواء راقية هي وليدة رؤية صاحب المطعم الذي عايش الصخب جزيرة ميكونوس اليونانية على مدى أكثر من عشر سنوات أدار فيها منتجع «ناموس» و«إنترني» وعاش حياته في إيطاليا متنقلا ما بين أوروبا وآسيا وتحديدا اليابان وهذا يفسر هذه الخلطة الغريبة والجميلة بنفس الوقت.

الأطباق

لائحة الطعام موزعة ما بين أطباق صغيرة للمشاركة وأطباق أولية وأخرى رئيسية وأطباق حلوة، ولكني أنصح بمشاركة كل الأطباق بما فيها الطبق الرئيسي لأن طريقة التقديم تساعد على ذلك وحجم الأطباق كبير نوعا ما بالمقارنة مع أطباق المطاعم الراقية الأخرى، وإلى جانب النكهات اللذيذة ما أحببته في طعام «أونيما» هو السخاء من خلال استخدام أفضل المكونات وأغلاها ثمنا، والميزة الثانية هي أن المطعم من الأماكن القليلة، بهذا المستوى، التي تخرج منها وأنت تشعر بالشبع، لأن الأطباق حقيقية وبعيدة عن التصنع والتكلف واختراع مأكولات غير منطقية فقط لجذب الأنظار وللتسويق.

وقع خيارنا على أكثر من طبق، فقررنا أنا وأصدقائي مشاركتها فبدأنا بزهرة الكوسا المحشوة بجبن الريكوتا الإيطالي وتلاها الكوسا مع الباذنجان المقلي مع صلصة التزاكزيكي اليونانية. أما الأطباق الأولية فكانت كارباتشيو السمك مع الطماطم المجففة على الشمس مع الفستق وطبق كارباتشيو اللحم البقري مع صلصة بونزو وطماطم صغيرة، وفطيرة جبن الفيتا مع الصنوبر والسبانخ، أما بالنسبة للأطباق الرئيسية فاخترنا الريزوتو على طريقة أهالي ميلانو مع الفطر والكمأة ولحم الضأن مع الباذنجان وشرائح من الدجاج المقلى مع الخضراوات.

من المتوقع بأن يكون هذا المطعم من بين أهم عناوين الأكل في مايفير نسبة لطعامه وأجوائه التي تناسب الأكل فترة الغداء والعشاء في ساعة متأخرة، فالمعروف عن لندن أنها تقفل مطابخها في ساعة مبكرة مساء إلا أن «أونيما» يفتح أبوابه لغاية ساعة متأخرة من الليل، وهذه ميزة جاذبة أخرى تتناسب مع محبي السهر والأكل في وقت متأخر في أجواء موسيقية مرحة.