محطة الطاقة الشمسية

افتتحت محطة الطاقة الشمسية، اليوم الإثنين، في مخيم الزعتري في الأردن، وهي تعد أكبر محطة لتوليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية على مستوى العالم في داخل مخيمات اللاجئين.

وبتمويل من الحكومة الألمانية من خلال بنك التنمية الألماني (KFW)، حيث ستقوم محطة الطاقة الشمسية والتي تبلغ قيمتها 15 مليون يورو بتوفير الطاقة المتجددة والنظيفة لـ٨٠ ألف لاجئ سوري داخل المخيم وأيضا للمناطق الحضرية حول المخيم.

وستسمح محطة الطاقة الشمسية بقدرتها القصوى (12.9 ميغاواط)  للمفوضية بزيادة ساعات توفير الكهرباء لمآوى اللاجئين من 8 ساعات حتى 14 ساعة. ومن شأن هذه الساعات الإضافية أن تخفف من الظروف المعيشية الصعبة للأسر في المخيم وتحسن مستوى سلامتهم وأمنهم، بالإضافة إلى إمكانية تخزين الأغذية والسماح للأطفال بالقيام بواجباتهم المنزلية.

كما ومن دور محطة الطاقة الشمسية أن تساعد المفوضية على توفير ما يقرب من 5 ملايين يورو سنوياً من خلال فواتير الكهرباء، وهو المبلغ الذي يمكن إعادة توجيهه لتوسيع الخدمات الحيوية الأخرى لسكان مخيم الزعتري.

ومن المتوقع أن تستفيد المرافق الأخرى من الكهرباء المولدة من المحطة في المستقبل القريب مثل المستشفيات والمراكز المجتمعية ومكاتب المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم.

وسوف تقلل محطة الطاقة الشمسية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 13 ألف طن سنوياً.

وبالاتصال  بالشبكة الوطنية، سوف تتماشى المحطة مع استراتيجية الطاقة الوطنية في الأردن.

وقالت السفيرة الألمانية لدى الأردن بيرجيتا سيفكر إبرل "إن الطاقة المتجددة وكفاءة مخرجات الطاقة توفر إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون الثنائي بين الأردن وألمانيا” وأضافت: ”وقد وضع الأردن استراتيجية وطنية طموحة لتنويع مجالات قطاع الطاقة. إن ألمانيا حريصة على دعم خطط الأردن لتغطية 20٪ من احتياجاتها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2025 ".

وذكر البروفسور الدكتور يواكيم ناجيل، العضو في المجلس التنفيذي لمجموعة KFW: "أن هذه المحطة لن توفر فقط الكهرباء المجانية والنظيفة لحوالي ٨٠ ألف لاجئ في مخيم الزعتري، بل ستساعد أيضاً على استقرار شبكة التوزيع الإقليمية، مما يقلل من نقص الطاقة للمناطق الحضرية خارج المخيم". وقال معالي وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني الدكتور صالح الخرابشة:

"تقدر المملكة الدعم المستمر والفاعل من الحكومة الألمانية لتحقيق التنيمة في مختلف المجالات و في مجال الطاقة بوجه التحديد.

وتخص بالشكر بنك التنمية الألماني لوقفوه الدائم لتحقيق الأهداف المرجوة والتي تعود بالنفع على الأردنيين واللاجئين على حد سواء".

على مدى الأشهر الماضية، كان أكثر من 75 لاجئاً يعملون جنباً إلى جنب مع أردنيين في بناء المحطة، وتركيب أكثر من 40 ألف لوحة شمسية.

وقد اكتسب اللاجئون مهارات جديدة في العمل مع مصادر الطاقة المتجددة، وقد اكتسبوا عائدات مالية إضافية لأسرهم.

وقال ستيفانو سيفيري، الممثل المقيم لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن: ”إن المشاريع الابتكارية على هذا النحو هي مفتاح الاستجابة لاحتياجات اللاجئين منذ فترة طويلة" وأضاف: "إن افتتاح هذه المحطة الشمسية يمثل معلماً بارزاً لسكان مخيم الزعتري لأنه سينعكس إيجابياً على حياتهم اليومية".

ويضيف ستيفانو: "أود أن أتوجه بخالص الشكر إلى حكومة ألمانيا ومواطنيها، على توفير الطاقة المستدامة والميسورة التكلفة للاجئين السوريين في الأردن".

وفتح مخيم الزعتري أبوابه في عام 2012 ليحتوي النزوح الجماعي للأفواج الأولى للاجئين القادمين عبر الحدود السورية الأردنية في بداية النزاع، حيث استضاف في ذروته أكثر من ١٢٠ ألف لاجئ. وكان توفير الكهرباء أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها سكانه، مما يجعل من الصعب ممارسة الحياة اليومية.

وقد أجبر ذلك العوائل على محاولات غير آمنة لجلب الكهرباء إلى ملاجئها، وتحمل إنقطاع التيار المتكرر حيث أن مصادر الطاقة لم تكن كافية. من خلال المشاورات المستمرة على مر السنين، تم العثور على حلول متعددة للتغلب على هذه العقبات فيما يخص إمدادات الطاقة، فافتتاح هذه المحطة الشمسية اليوم يأتي كأكبر نتيجة لهذا التعاون.