تربية النحل في غزة تواجه صعوبات كبيرة

يعاني القطاع الزراعي في غزة وخصوصًا مزارع تربية النحل من ظروف مريرة وصعوبات كثيرة جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير والحصار المتواصل منذ ما يزيد عن 8 أعوام.

وأكد مربي النحل إياد قديح (32عامًا) من سكان قرية خزاعة على الحدود الشرقية الجنوبية لقطاع غزة، أنَّه بدأ تربية النحل عام 2005 بخلية واحدة، ومع مرور السنين أصبح يمتلك أكثر من 100 خلية تنتج له في العام أكثر من 2 طن من العسل.

وأوضح قديح، أنَّ حربي 2008 و2014، إلى جانب منخفضي "اليكسا" 2013، ومنخفض "هدى" 2015، أثروا بشكل كبير على مشروع تربية النحل، وتسببوا في نفوق مئات الآلاف منها.

وأشار إلى أنَّ أكبر خطر يواجهه في الوقت الحالي هو إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال شرق خزاعة، كلما توجه إلى منحله، حيث أنَّ المنحل يقع في أرضه القريبة من الخط الفاصل بين القطاع وأراضي 48 فضلًا عن تجريف المنحل في كل عملية توغل تنفذها قوات الاحتلال للأراضي في منطقة خزاعة.

وبيّن قديح أنَّ الأسباب التي دفعته لتربية النحل مع أنَّه خريج قسم تكنولوجيا معلومات من جامعة القدس المفتوحة بغزة  هو الحالة الاقتصادية الصعبة في غزة، علاوة على أنَّ منطقة خزاعة تعتبر من أفضل المراعي للنحل في قطاع غزة.

وأبرز أنَّه بالرغم من ارتفاع ثمن العسل نوعًا ما في غزة إلا أنَّ الإقبال عليه كبير جدًا، حيث يصل كيلو العسل حوالي 60 شيكل، موضحًا أنه علاج أساسي في قطاع غزة لكثير من الأمراض.

واعتبر قديح أنَّ تنوع المناخ في غزة أدى إلى تنوع سلالات النحل فتجد فيها النحل البلدي، والنحل السوري الذي يعيش في سورية وفلسطين ولبنان، ومنه صنفان، يسمى أحدهما النحل "السياقي" وهو نحل ضعيف الإنتاج وشرس الطباع وميال للتطريد؛ أما الصنف الثاني فهو أكبر حجمًا من الصنف الأول، ويسمى بالنحل "الغنامي"، وهو نحل هادئ الطباع، إنتاجه من العسل أكثر بقليل من الصنف الأول.

وأضاف أنَّ الأسباب التي أدت إلى ارتفاع سعر العسل مرتبطة بالخسارة التي تلحق بالمناحل بسبب التجريف المتواصل لها من قبل الاحتلال، لاسيما أنَّ معظم المناحل تقع في الأراضي الحدودية، كما أنَّ ألواح الشمع المستخدمة في تربية النحل كانت تأتي من مصر أما الآن وبعد إغلاق الأنفاق أصبحت قليلة وثمنها ارتفع لأكثر من الضعف.

ونوَّه قديح إلى غياب الدعم الحكومي عن قطاع تربية النحل، مشيرًا إلى أنَّ خسارته في حرب 2014 تقدر بـ10 آلاف دولار ولم تهتم له أي وزارة أو مؤسسة من أجل تقديم أي تعويضات.

وشدَّد على أنَّ إغلاق الإنفاق كان له مساوئ، وفي المقابل له محاسن في أنه منع دخول العسل المصري الذي كان يباع بنصف الثمن تقريبًا، مؤكدًا أنَّ عسل غزة أفضل بكثير من العسل المصري المخلوط بالسكر.

ولفت إلى أنَّ من الصعوبات التي تواجه مربي النحل عدم وجود الأدوية الخاصة بها، مؤكدًا أنَّه يبحث عن أي شخص يسافر إلى مصر أو الضفة الغربية لشراء بعض الأدوية.

وطالب قديح بتفعيل دور وزارة الزراعة ولمؤسسات الداعمة لتقديم يد العون والمساعدة لمربي النحل في غزة، فضلًا عن توفير الأدوات الضرورية لتربية النحل كألواح الشمع والأدوية.