الجزيرة

أعلنت شبكة الجزيرة الإخبارية اليوم الأربعاء أنها ستغلق قناتها التلفزيونية الإخبارية في الولايات المتحدة بعد أقل من ثلاث سنوات على إطلاقها وسط ضجة إعلامية ضخمة.

 

وقالت الجزيرة إن قناتها الأمريكية ستتوقف عن البث في 30 أبريل المقبل متعللة بتحديات اقتصادية في سوق الإعلام الأمريكي.

واشترت الجزيرة شبكة (كارانت تي.في) ومقرها الولايات المتحدة من نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور وشريكه جويل هيات مقابل نصف مليار دولار وأطلقت قناتها الجزيرة أميركا في 2013.

وقالت الشركة إنها ستقوم بدلا من ذلك بتوسيع خدماتها الرقمية العالمية الحالية في الولايات المتحدة مع تحول المستهلكين عن الإعلام التقليدي إلى خدمات الأجهزة المحمولة بحثا عن الأخبار.

وأضافت أنها ستقدم خلال الأشهر المقبلة مزيدا من التفاصيل عن التوسع في الخدمات الرقمية في الولايات المتحدة.

وكانت صحيفة «واشنطن تايمز » قالت في تقرير نشرته في وقت لاحق هذا الأسبوع إن مصداقية قناة الجزيرة أمريكا التي تعاني أصلا من ضعف نسب المشاهدة في أمريكا الشمالية والمعروفة بارتباطها بالإخوان أصبحت على المحك وذلك بعد إذاعة تقرير حول تناول أشهر الرياضيين الأمريكيين للمنشطات.

وكان التحقيق التلفزيوني الذي أذاعته القناة في 27 ديسمبر الماضي بعنوان «الجانب المظلم: أسرار متعاطي المنشطات الرياضية» أثار ليس فقط انتقادات واسعة من جانب اللاعبين الرياضيين العشر الذين ذُكِرت أسماؤهم في التقرير بل أيضا جعل اثنين من أشهر الرياضيين الأمريكيين من بينهما ريان زيمرمان أشهر لاعبي البيسبول يرفعان دعاوى قضائية ضد القناة بدعوى التشهير.

وذكرت الصحيفة أن الخبراء في العمل الصحفي أشاروا إلى افتقار التقرير إلى مصادر موثوق بها موضحين أن بعض الاتهامات التي تضمنها التقرير أثارها مصدر واحد كان متخفيا والذي نفى فيما بعد كل تصريحاته.

ووصف آل تومبكينز الأستاذ بكلية الإذاعة والصحافة الإلكترونية بمعهد بوينتر تقرير قناة الجزيرة أمريكا بأنه «ردىء» ولم يتميز بالمهنية حسبما ذكرت الصحيفة.

وقالت «واشنطن تايمز» إن قناة الجزيرة أمريكا التي انطلقت في أغسطس 2013 عانت من محدودية انتشارها في الأسواق الأمريكية وانخفاض نسبة المشاهدة التي بلغت نحو 30 ألف مشاهد يوميا في الوقت الذي تثار فيه شكوك حول مدى استقلاليتها ومصداقيتها في ضوء اتهامها بالترويج للإخوان.

كما أن القناة- حسب الصحيفة- شهدت اضطرابات في العام الماضي بعد إقالة مديرها التنفيذي إيهاب الشهابي بسبب شكوى الصحفيين من سوء الإدارة ووجود خلل عميق في إدارة غرفة الأخبار.

وتقول صحيفة «واشنطن تايمز» إن السبب الرئيسي الذي أثار الانتقادات ضد تقرير قناة الجزيرة أمريكا هو أن القناة قررت إذاعة التقرير بعد يوم واحد من تراجع المصدر الرئيسي في التقرير وهو شارلي سلاي متدرب سابق بمعهد جوير للأدوية عن الاتهامات التي أدلى بها وهو غير ظاهر أمام الكاميرا ضد عدد من أشهر اللاعبين الرياضيين الأمريكيين.

وذكرت الصحيفة أن سلاي قال، خلال التقرير الذي بلغت مدته 49 دقيقة، إنه قدم منشطات رياضية مثل ما يُعرَف باسم «دلتا 2» وهو أحد محفزات الهورمونات المحظور من قِبل اتحادي البيسبول وكرة القدم الأمريكيين إلى سبعة من لاعبي البيسبول وكرة القدم.

وكان سلاي الذي تحدث في البرنامج وهو لا يدرك أنه يتم التسجيل له- حسبما ذكرت الصحيفة- هو المصدر الوحيد للتقرير الذي أذاعته المحطة.

وقال اللاعب زيمرمان في دعوته القضائية «إن القناة اختارت إذاعة التقرير الذي يقوم على أساس التشهير في محاولة لإثارة فضيحة وزيادة نسبة المشاهدة».

ويرى جون فينشتاين أحد النقاد الرياضيين الأمريكيين إن مشكلة التقرير أن فريق قناة الجزيرة لم يتحقق بصورة عميقة من الموضوع قبل إعداد التقرير، وأشار إلى أن أول شيء عند إعداد مثل هذه التقارير هو الاستناد إلى مصادر موثوق بها وليس الاعتماد على مصدر واحد غير مضمون كما حدث.