صحيفة "وول ستريت جورنال"

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إنه يبدو أن تنظيم داعش قد ضرب الأراضي الأمريكية مرة أخرى.

وفي افتتاحية الثلاثاء بعنوان (جهاد في أورلاندو) أضافت الصحيفة أن "شابا أمريكيا مسلما أعلن البيعة لداعش هو الآن مسئول عن أكبر حادث إطلاق نار في تاريخ أمريكا، فهل آن لنا أن نُسقط الوهم القائل بأن نيران الجهاديين التي تحرق الشرق الأوسط لا تمثل تهديدا حقيقيا وقاتلا على الأراضي الأمريكية؟".

وتابعت الـوول ستريت جورنال "إننا نأمل أن يسقط هذا الوهم بعد حادث ملهى أورلاندو الذي أسقط 51 على الأقل وجرح 53 على يد "عمر صديق متين"، الابن لمهاجرَين من أفغانستان، والذي سُمع وهو يصيح "الله أكبر" إبان فتحه النار على مرتادي أحد الملاهي الشعبية لمثليّي الجنس، الملعونين في الدين الإسلامي... وقد أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الهجوم، ونادرا ما يفعل ذلك إذا لم يكن ضالعا بالفعل.. وذكرت محطة "سي إن إن" وغيرها أن مسئولا أمريكيا قال إن عمر متين أجرى اتصالا بخدمات الطوارئ أثناء الهجوم أعلن فيه ولاءه لتنظيم داعش وذكر تفجير ماراثون بوسطن 2013".

ومضت الصحيفة "سنعلم المزيد عن العلاقات بين عمر متين وتنظيم داعش في الأيام المقبلة، لكن ترى كم تهتم عائلات الضحايا بصحة ضلوع التنظيم في الهجوم سواء بالتخطيط أو حتى بالإلهام، من عدمه؟ وكما علمنا مرة أخرى بعد مذبحة سان برناردينو في ديسمبر، أن دعايا داعش الترويجية عبر الإنترنت يمكنها أن تصل بسهولة لكل المسلمين المغتربين في المجتمع الأمريكي.. إن صغار الشباب من الجيل الثاني للمهاجرين هم فريسة سهلة لتلك الدعوات المتطرفة".

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن المباحث الفيدرالية طالما كانت تركز على هذه التهديدات ربيبة الوطن، وقد أقر وكيلٌ خاص بالمباحث الفيدرالية يوم الأحد أن الجهاز اشتبه في إمكانية خطورة عمر متين عامي 2013 و 2014 وبناء عليه تم استجوابه إذا ما كان على علاقة بانتحاري أمريكي، غير أن الاستجواب انتهى إلى أن متين لا يمثل تهديدا خطيرا وأُغلق المحضر على ذلك.

وقالت الصحيفة إن "هذا يذكرنا بالطريقة التي أخطأت فيها المباحث الفيدرالية في الحكم على "تامرلان تسارناييف" الذي اشتُبه فيه بعد رحلة قام بها خارج البلاد ثم أقدم بعد ذلك هو وأخوه على نسف ماراثون بوسطن.. الأمر يدل على مدى صعوبة التأكد في مجتمع حرّ مما إذا كان شخصٌ متطرفا لدرجة أن يقتل".

وأضافت الصحيفة "النقد أمره سهل، لكن ثمة استنتاجا يمكننا أن ندلي به وهو أن المباحث الفيدرالية يحق لها عمل أكمنة ضد الأمريكيين الذي يُظهرون ميولا جهادية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو مع أصدقائهم... كان يمكن الحيلولة دون وقوع هجوم أورلاندو لو تم إرسال مخبر سري إلى عمر متين قبل الحادث على أن يدعوه هذا المخبر للقيام بأعمال عنف، فإذا ما رفض متين هذه الدعوة فيمكن الحكم عليه آنذاك أنه لا يمثل تهديدا، أما إذا قبل الدعوة، فعندئذ يكون من العدالة الاشتباه في خطورته".

وتابعت الـوول ستريت جورنال "كان يمكن للرئيس أوباما أن يساعد في هذا الصدد لو أنه لم يتردد في الاعتراف بخطورة داعش على الأراضي الأمريكية.. لقد علق أوباما على الهجوم قائلا إنه "عمل من أعمال الإرهاب" لكن تبقى أصدق كلمات نطقها أوباما في هذا الصدد هي أن أورلاندو "كان يمكن أن تكون أيا من مجتمعاتنا".

ورأت الصحيفة أن "الحقيقة المحبطة هي أن أي مستوى مهما كان مرتفعا من الحذر المحلي لا يمكن أن يوقف أي عمل إرهابي مستلهَم من تنظيم داعش.. وهذا هو السبب في أن الحل الوحيد الحقيقي يكمن في تدمير تنظيم داعش في معاقله في الخارج بحيث لا يراه صغار الشبان حول العالم باعتباره رمزا للمستقبل".

واختتمت الـوول ستريت جورنال قائلة إن "جزءا من إرث الرئيس أوباما سيكون أن تنظيم داعش تنامى خطره تحت سمعه وبصره، وازدهر (التنظيم) في فراغ سياسي نجم عن اختيار أوباما الانسحاب أولا من العراق ثم بعد ذلك اختار التقاعس في سوريا.. ستتمثل وظيفة الرئيس التالي بعد أوباما في إصلاح الآثار التي ترتبت على هذين الخطأين التاريخيين".