جريمة حرق الشهيد الطيار الأردني معاذ الكساسبة

أفردت الصحف اللبنانية صفحاتها الرئيسة لتسليط الضوء بلغة الاستهجان والاستنكار لجريمة حرق الشهيد الطيار الاردني معاذ الكساسبة.

فقد كتبت صحيفة السفير " كشف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مجدداً أمس عن أكثر وجوهه رعباً وقسوة مضيفاً على سجله الحافل المزيد من التشويه للإسلام حيث فاقت طريقة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة أسوأ التوقّعات، فلم يخطر في بال أحد أن يتخلّى داعش عن سكين الزرقاوي ، ويستبدلها بأسلوب أكثر وحشية، وهو إحراق الاسير بالنار وهو داخل قفص.

وهكذا وبعد أسابيع من المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الأردنية، قرّر داعش الارهابي إغلاق ملف الكساسبة عبر الكشف عن جريمة الحرق التي نفذها قبل شهر، بينما كان لا يزال يفاوض على إطلاق أنصار له من السجون الاردنية".

أما صحيفة النهار فكتبت "غضب ممزوج بالذهول والصدمة ساد الشارع الاردني منذ ان انتشر على المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء خبر الطريقة الوحشية التي أعدم فيها تنظيم داعش الارهابي النقيب الطيار الأردني معاذ الكساسبة الأسير لديه".

وقالت صحيفة الأخبار " الطريقة الوحشية المُبتكرة، وتوقيت تنفيذ الجريمة وتوقيت بثّ التصوير، هي أبرز النقاط اللافتة في عملية حرق مُعاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الارهابي".

واضافت "من الواضح أنّ اختيار القتل حرقاً جاء سعياً إلى إحداث صدمة نفسيّة تعيدُ له بعض الهيبة الضائعة وان تأخير بث الشريط حتى اللحظة المناسبة يُقدم إثباتاً جديداً على أن الاستراتيجيات الداعشيّة تتجاوز المعهودَ عن التنظيمات الجهاديّة التي خرج من رحمها".

وكتبت صحيفة اللواء " لم تكن أصداء حرق تنظيم داعش الارهابي للطيار الاردني الكساسبة بعيدة عن التفاعلات اللبنانية، بالنظر إلى الترابط، ولو على نحو متباين، مع الجنود والامنيين اللبنانيين المأسورين لدى التنظيم وجبهة النصرة فقط، بل خشية اقدام داعش على اعدام بعض الجنود، الأمر الذي تنبه له اهاليهم واستأنفوا تحركاتهم، على ان يلتقوا اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بحثاً عن معلومات قليلة تُطفئ نار المخاوف لديهم من أي تطورات سلبية" .

أما صحيفة البناء فكتبت " استقطب إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة اهتمام العالم، واللبنانيون منهم، لوحشية العملية من جهة، ولجهة أخرى أضافها شعور اللبنانيين بالغيرة من الأردن، بعدما بدا أنّ اتجاه الغضب الشعبي والرسمي أنتج خطوات فورية تمثلت بالاتجاه إلى تنفيذ أحكام الإعدام المؤجلة بحق إرهابيين من القاعدة ، يهمّ داعش أمرهم، لإنشاء توازن ردع يمنع داعش من الاستخفاف بالأرواح التي تقع رهائن بين أيديها، بينما اللبنانيون ينتظرون على جمر القلق مصير رهائنهم".

ولقيت جريمة إحراق الطيّار الأردني أصداء لبنانية منددة ومتضامنة مع الأردن حكومة وشعباً، ومن أبرز المستنكرين الرئيس سعد الحريري الذي وصف الجريمة بانها ترقى إلى عصور الجاهلية والظلامية، وتتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية.

كما ادان الجريمة الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية جبران باسيل الذي اتصل بنظيره الأردني معزياً، آملاً أن يتم توثيق كل الجرائم البشعة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية واعتبارها ترقى إلى مستوى الجرائم الإنسانية.