وصف والدا الطفلة البريطانية المفقودة مادلين ماكّين الاقتراح بإنشاء هيئة لتنظيم الصحافة البريطانية على أساس ميثاق ملكي لا تصل سلطته إلى قوة القانون، بأنه مجرد “حل وسط”، لن يفلح في علاج انحراف الصحف، على حد تعبيرهما.  ويعد اختفاء مادلين عام 2007، وتكرار نشر قصص عنها بالصحف البريطانية ثبت اختلاق معظمها، من أهم أسباب تكليف القاضي البريطاني اللورد براين ليفيسون بإجراء تحقيق مستقل حول “ثقافة وممارسة وأخلاقيات الصحافة”، والذي انتهى تقريره المنشور في 29 نوفمبر الماضي، إلى اقتراح إنشاء هذه الهيئة. وكان تحقيق ليفيسون قد بدأ عام 2011 على أثر ما أطلق عليه الإعلام البريطاني “فضيحة قرصنة الهواتف” التي تورطت فيها صحيفة “نيوز أوف ذا ورلد”، المملوكة لامبراطور الإعلام روبرت ميردوخ، قبل أن يقرر إغلاقها. وكشفت صحيفة “الغارديان” وقتها عن حالات قامت خلالها الصحيفة باخترق رسائل بريد صوتي للهواتف النقالة لعدد من المشاهير ورجال السياسة والمواطنين، مما أزاح الستار عن العديد من صفقات الفساد التي أبرمت بين عاملين في الصحافة والشرطة، وممن تورطوا في هذه القضية محرر سابق بصحيفة “نيوز أو ذا وورلد” يرتبط برئيس الوزراء ديفيد كاميرون. ويشجع اقتراح ليفيسون على أن تقوم الصحافة بتنظيم عملها ذاتياً، وهو ما رفضه والدا الطفلة مادلين، لأن “الصحافة فقدت استحقاقها لذلك”، على حد تعبيرهما. وقال والد مادلين: “لقد كان ليفيسون سخياً مع الصحافة، ولا أعتقد أن كثيراً من الصحف تستحق هذا السخاء، وكنت أتمنى أن يستند تنظيم عمل الصحافة إلى قوة القانون بدلاً من ذلك”.