سيمون فايفي

وجهت فرنسا الأربعاء من موقع ليزانفاليد تحية وطنية إلى سيمون فاي المرأة الاستثنائية التي طبعت أعمالها الحياة السياسية الفرنسية ، مع مناصرتها قضايا النساء والوحدة الاوروبية، بعد وفاتها في 30 يونيو/حزيران عن 89 عامًا.

وسترقد فاي التي كانت من الشخصيات المحببة لدى الفرنسيين ، إلى جانب زوجها أنطوان في البانتيون "مقبرة عظماء" فرنسا في باريس ، على ما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمة تأبينية.

ومن شأن هذا التكريم أن يشكل "عربون شكر من الشعب الفرنسي إلى أحد أبنائه المحبوبين كثيرًا"، على ما قاله رئيس الجمهورية خلال حفلة تأبينين مقامة في باحة الشرف في موقع ليزانفليد.

وستنضم سيمون فاي بالتالي إلى 80 شخصية من كبار الأسماء في تاريخ فرنسا، من أمثال الكتاب فيكتور هوغو "1885" ، وإميل زولا "1908" ، وألكسندر دوما "2002" ، والعالمة ماري كوري "1995".

وتعد فاي هي خامس إمرأة تنقل رفاتها إلى البانتيون، رمزًا لنضال تحرر المرأة ، وأطلقت عرائض عدة بعد وفاتها للمطالبة بمنح هذا الشرف لهذه السيدة التي ستبقى رمزًا لتحرر النساء والوحدة الأوروبية.

وحمل الحرس الجمهوري نعشها المغطى بالعلم الفرنسي على وقع موسيقى شوبان قرابة العاشرة والنصف صباحًا ، وخلال مراسم التأبين، أشاد ولداها جان وبيارفرانسوا بذكرى إمرأة "قوية" ناضلت من أجل "المصالحة ومن أجل أوروبا تعيش في أجواء سلم وتضامن وتتشارك الإنجازات".

وتعد سيمون فاي هي من الناجين من معسكرات الاعتقال النازية التي نقلت إليها وهي في سن السادسة عشرة ، وكانت أول إمرأة تتولى منصب وزير دولة في فرنسا فضلًا عن ترؤسها لأول برلمان أوروبي منتخب بالاقتراع العام ، وكانت معروفة بشخصيتها القوية وبتمسكها بالقيم الأخلاقية والجمهورية ومن بين الشخصيات المفضلة لدى الفرنسيين.

ودفعت فاي التي لطالما اعتمدت نهجًا وسطيًا ، إلى إقرار قانون عام 1974 يحمل إسمها ويشرع الإجهاض الطوعي ، وقد رئست المجلس الدستوري بين عامي 1998 و2007 ، وكانت وزيرة للصحة في عهد فاليري جيسكار ديستان ، وإنضمت في العام 2008 إلى الأكاديمية الفرنسية.

وحضر مراسم التأبين نحو 700 شخص، من بينهم عشرات الشخصيات العامة الفرنسية والأجنبية ، من أمثال رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال ولوكسمبورغ كزافييه بيتيل وبلغاريا بويكو بوريسوف، فضلًا عن رؤساء جمهورية وحكومة سابقين في فرنسا وأعضاء الحكومة الجارية بالكامل تقريبًا ، كما أرادت عائلة فاي أن تكون هذه المراسم مفتوحة للعموم وقد احتشد محبوها في باحة الشرف.