غضب الزوجات من مباريات كرة القدم

يولع كثير من الرجال بمتابعة الرياضة ولاسيما لعبة كرة القدم، وقد يشاهد الرجل المباراة في داخل المنزل أو في الخارج برفقة أصدقائه، مما يؤدي إلى استياء وغضب بعض الزوجات بسبب تجاهل أزواجهنّ لهن أثناء المشاهدة؛ إذ تاخذ المباراة حيزًا كبيرًا من اهتمامهم، الأمر الذي يثير غضب بعض الزوجات لأنها تشعر بالإهمال الشديد وعدم الاهتمام من زوجها .

واعتبر الأخصائي الاجتماعي، الدكتور إياد الشوربجي، خلال لقائه بـ"فلسطين اليوم"، أنَّ مشاهدة بعض المباريات نوع من التسلية والترفيه والتي تندرج تحت إطار حاجات الإنسان المتعددة والمتنوعة؛ فمنها الأساسي مثل المأكل والمشرب ومنها الترفيهي وقضاء وقت الفراغ مثل مشاهدة كرة القدم.

وأشار الشوربجي إلى عدم وجود أي مانع من أنَّ يمارس الشخص هواياته ولكن بشكل معقول ومتوازن، إذ أنه يلزم أنَّ يكون هناك تنظيم للوقت ولا يفعل شيء على حساب شيء آخر وأنَّ يوازن بين متطلبات بيته وحياته وميوله الشخصية ليخرج نفسه من معترك المشاكل الزوجية.

كما لفت الشوربجي إلى أنَّه بسبب الحصار والوضع الاقتصادي الصعب أصبحت مشاهدة ومتابعة كرة القدم إحدى وسائل الهروب من المشاكل الحياتية لبعض الأزواج، منوهًا إلى أنَّ بعض الأزواج قد تصل درجة متابعتهم لمشاهدة المباريات أكثر من 10 ساعات ما بين دوري محلي وعربي ودولي، ولاسيما في وقت إقامة البطولات العالمية كبطولة كأس العالم.

ثم نوّه الشوربجي إلى ضرورة أنَّ يحافظ الزوج على الأجواء المناسبة بالإضافة إلى المحافظة على الجو العائلي المناسب، لافتًا إلى أنَّ بعض الأزواج يفضلون مشاهدة المباراة في المنزل برفقة الزوجة والأولاد مما يخلق نوع من الترابط الأسري في العائلة.

وتابع: "في السنوات الأخيرة أصبح تشجيع بعض الأندية مثل ريال مدريد وبرشلونة وغيرها لا يقتصر فقط على الرجال، بل أصبحت بعض الزوجات والفتيات من المشجعات لهذه الأندية، وقد نجد أنَّ بعض الزوجات يشجعن فريق والزوج يشجع الفريق المنافس".

وأكد الشوربجي ضرورة اختيار الزوجة للوقت المناسب للحديث مع زوجها، وأنَّ تستخدم الكلمة الطيبة والحسنة, واستخدام قصص مع زوجها ذات مغزى، وتذكير زوجها بلطف أنَّ إدمانه مشاهدة كرة القدم قد يترتب عليه نتائج سلبية للأبناء منها الانحراف أو تدني التحصيل الدراسي جراء الانشغال عنهم لأوقات طويلة.

واختتم الشوربجي حديثه بتوجيه النصيحة للأزواج بضرورة قيام الحياة الزوجية على الشراكة والتعاون والاحترام بين الزوجين؛ لتفادي المشاكل الناجمة عن إدمان بعض الرجال مشاهدة كرة القدم، واستخدام أسلوب الإقناع والتفاهم بالإضافة إلى ضرورة خلق الزوج نوع من التوازن بين احتياجات الأسرة والزوجة وبين حاجاته الترفيهية كمشاهدة مباريات كرة القدم.