أنجيلا ميركل

توجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مرتين على الأقل، بطلب الحصول على معلومات سرية من أجهزة الاستخبارات البريطانية "MI6"، بشأن التهديد الإرهابي المتصاعد في ألمانيا، متجاهلة أجهزة الأمن الخاصة ببلادها. وأكدت ميركل أنها تقايضت شخصيًا ملفًا بشأن الرئيس بوتين والوضع في شبه جزيرة القرم مع رئيس المخابرات البريطانية، في مقر إقامة رئيس وزراء بريطانيا، مقابل معلومات عن النشاط الإرهابي في القارة.

وقالت المجلة الألمانية "فوكس"، أن الاهتمام الذي أبدته ميركل فيما يتعلق بالمخابرات البريطانية قد أغضب البعض في جهاز الاستخبارات الفيدرالي (BND) الخاص بها، خاصة وأنها زعمت أنها سلمت ملفًا لتقاريرها كشكر لبريطانيا على معلوماتها. ولم يعلق مكتب المستشارة الألمانية على التقارير ولا الادعاءات.

وأفيد أن ميركل اهتمت بالمعلومات التي جمعها مركز التجسس الإلكتروني في بريطانيا "GCHQ"، ربما باستخدام أساليب محظورة في ألمانيا. وقد وقع آخر اجتماعين لها مع قادة المخابرات البريطانية. وأشارت "فوكس" إلى أن الاجتماع الأخير لميركل مع الأجهزة البريطانية عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2015، داخل مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني، مضيفة أنه كان من بين الحاضرين ديفيد كاميرون وثلاثة من كبار الجواسيس البريطانيين "أندرو باركر مدير MI5، أليكس يانغر مدير MI6 وروبرت هينغين، رئيس مركز الاتصالات الحكومية في بريطانيا "GCHQ" .

وأكدت "فوكس" أن الأجهزة الأمنية في ألمانيا لم تكن على علم بهذا الاجتماع، "وفي وقت لاحق، أثناء محادثات جمعت أجهزة الاستخبارات الألمانية والبريطانية فوجئت الأخيرة بعدم العلم المسبق للاستخبارات الألمانية، عن اجتماع ميركل مع ممثلي المخابرات البريطانية". وأصبح هذا جزءًا من تحقيق مجلس النواب الألماني "البوندستاغ"، الذي أدى إلى توتر العلاقات بين برلين ولندن، بعد أن رفضت مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية مساعدة البرلمانيين الألمان، كما قيل إن العلاقات توقفت بسبب المخاوف من أن تتسرب المعلومات السرية بسهولة في ألمانيا.

وجاء قرار إعطاء ميركل إحاطة كاملة في الوقت الذي كان كاميرون، يحاول إقناعها لمساعدته على إبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، كما بحث مطالبه إعادة التفاوض بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خلال الاجتماع.