هيلاري كلينتون

عملت كبير مساعدي المرشحة الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون هما عابدين في صحيفة إسلامية راديكالية تعارض حقوق المرأة وتحمل أميركا مسؤولية اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول، وكانت عابدين، التي قد تصبح كبير موظفي البيت الأبيض، إذا فازت كلينتون في الانتخابات، محررة مساعدة في صحيفة "شؤون الأقلية المسملة" حتى أواخر العام 2008.

 

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الصحفية نشرت عام 2002 عندما كانت ومازالت والدتها صالحة عابدين رئيسة للتحرير، مقالا بدا وكأنه لوم لأميركا على أنها المتسببة فيما حدث لها من اعتداء في 11/9، وقال المقال إن "دوامة العنف" الأميركية تسببت في "الغضب والعدائية"، بينما تشكل العقوبات و"الظلم" الواقع على دول إسلامية معينة "قنبلة موقوتة"،  وكتبت صالحة، وفقا لنيويورك تايمز، "كان لا بد من وقت لحدوث الانفجار، وها هو يحدث في 11 سبتمبر، وغير في أعقابه الحياة والزمن داخل المجتمع، وحياة الناس داخله".

وأدرج اسم هما عابدين "كمحررة مساعدة" في ترويسة العدد المثير للجدل في عام 2002، ولم تتحدث هما بشكل مباشر عن المقالات المنشورة في مجلة والدتها، عندما كانت تعمل بها، ولكن إعجابها بوالدتها واضح، وفي مقابلة لها حديثة مع مجلة "فوغ" الأميركية، وصفت والدتها بأنها ناشطة نسوية لم تكن سعيدة بانتقال عائلتها إلى السعودية، وقالت "سافرت والدتي عبر العالم لحضور المؤتمرات التي تناقش تمكين المرأة، وكان هذا شيء عادي بالنسبة لها"، ولكن وجهة النظر هذه تخالفها المقالات المنشورة في صحيفة "شؤون الأقلية المسلمة"، فبعد أن قال الرئيس الأميركي السابق كيلنتون "حقوق المرأة جزء من حقوق الإنسان"، في بكين 1995، نشرت الصحيفة الإسلامية مجموعة مقالات معارضة لهذا الخطاب، وفي عام 1996 نشرت الصحيفة مقالة بعنوان "حقوق المرأة حقوق إسلاية" زعمت فيها أن الملابس المكشوفة للنساء تجعلهن عرضة للاغتصاب، وقال الكاتب أن الملابس المكشوفة "تترجم مباشرة إلى الاغتصاب والعنف ضد النساء بشكل غير مباشر"، وجاء في المقال أيضًا أن الأمهات بدون أزواج والأمهات التي تعمل والمثليين الذين لديهم أطفال لا يمكن تصنيفهم كعائلة.

وأكد الكاتب الذي يعمل في الرابطة الإسلامية الدولية التي تمولها السعودية إن "الزواج الوحيد هو الذي بموجب عقد بين رجل وامرأة ويمتد للإنجاب"، وأضاف "خروج المرأة إلى سوق العمل دليل واضح على عدم احترام الأنوثة ولا الأمومة"، وعندما كانت الصحيفة تنشر، كانت عابدين تبدأ في العمل مع هيلاري كلينوت في سن 19 عاما عام 1996.

وكتبت صالحة عابدين مقالة في العام 1996 تتهم موقف كلينتون حقوق المرأة بأنها دفع نحو "النسوية العدائية والمتطرفة"، وأضافت أن التمكين "يضر بقضية المرأة وعلاقتها برجل أكثر مما ينفع"، مشيرة إلى أن "بين كل العقائد تذهب العقيدة الإسلامية إلى أبعد مدى في المساواة"، وبشكل عجيب، أدعت صالحة بأن "الرجال ضحايا للعنف المنزلي أكثر من النساء"، وساعدت في تحرير كتاب يدعي أن ختان الإناث، المندد به دوليا على أنه جريمة همجية، منصوص عليه في الشريعة الإسلامية، وتم إلقاء الضوء مؤخرا على هذه المقالات.

وتعجب الكثيرون من أن الشخص الذي من المرجح أن يكون كبير موظفي البيت الأبيض سمح بأن تنشر هذه المقالات تحت إشرافه، ولم تلبي عابدين أو أحد من حملة كلينتون طلب الرد، وتواصلت "ديلي ميل" أيضا مع صحيفة "شؤون الأقلية المسلمة"، ودعت طبيعة المقالات المعارضين للإدعاء بأن عابدين "جاسوسة"، وطلب روجر ستون، مستشار حملة المرشح الأميركي دونلد ترامب، المرشح بتصعيد قضية عابدين واتهمها بأنها "جاسوسة للسعودية"، وقال "هكذا يمكنا التساؤل: هل لدينا جاسوسة سعودية؟ هل بيننا عميلة إرهابية؟"، ولم يقدم ستون أي دليل على اتهامه لعابدين بالجاسوسية أو أنها تجمعها علاقات بالإرهاب، فقط أشار إلى التقارير عن عابدين وعائلتها وحياتها في السعودية في طفولتها، وقال ستون "اعتقد الآن أن الإرهاب الإسلامي يتقدم للأمام، والتساؤل الآن هل السعودية كانت متوغلة أثناء لإدارة هيلاري كلينتون لوزارة الخارجية عبر المخابرات السعودية وأخرين لا يحملون الولاء للأميركان".

وأضاف ستون : "أقصد بهذا بشكل خاص هما عابدين، مساعدة كلينتون"، مشيرًا إلى أن "الأمر لا يتعلق بها وحدها، فأبها ووالدتها أصحاب أيدلوجية إسلامية متطرفة"، ولم تدلي هما خلال مسيرتها كمساعدة بأي تصريحات متشددة، فقط ردت في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأنه لا يجب وضع المسلمين موضع الاتهام.