الإعلامية ديبا كومار

أثارت إحدى أساتذة جامعة "روتغرز" في نيوجيرسي، غضبًا واسعًا بعد تصريحها بأن الولايات المتحدة الأميركية أكثر وحشية من تنظيم "داعش" بسبب غزوها للشرق الأوسط الذي أسفر عن مقتل 1.3 مليون شخص.

ونشرت الأستاذة المشاركة في الدراسات الصحافية والإعلامية ديبا كومار، تصريحات عبر صفحتها في موقع "تويتر" مفادها: "تعتبر داعش بالفعل وحشية، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية أكثر وحشية، لأنها قتلت أكثر من 1.3 مليون في العراق وأفغانستان وباكستان".

ويذكر أن تنظيم "داعش" ارتكب العديد من الأعمال الوحشية التي تتضمن ذبح الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم، وبث مقاطع فيديو مرعبة عبر الانترنت بانتظام، يظهر مقاتليه وهم يختطفون ضحاياها المرعوبين، ويعدمونهم بصورة سادية إما عن طريق قطع الرؤوس بشكل جماعي أو إطلاق النار عليهم.

وأسفر الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية في العراق عن سقوط ضحايا من المدنيين، ولكن أثير الكثير من الجدل حول ما إذا كان عدد القتلى من المدنيين العراقيين دقيقًا حيث ذكرت إحدى الدراسات أنه بلغ 1499 عراقيًا.

وتسببت تصريحات كومار عبر موقع "تويتر" والتي نشرت في 26 آذار / مارس، في إثارة غضب خبراء التطرف والرأي العام على حد سواء، حيث اعتبر البعض تصريحاتها مثيرة للسخرية.

وصرح أستاذ العلوم السياسية في جامعة "نورث إيسترن"، المتخصص في دراسة الإرهاب ماكس إبراهام في تصريحاته لشبكة "فوكس نيوز" الجمعة: "أشعر بالضيق من أجل طلاب ديبا كومار في روتغرز، وأعتقد أن المفكرين المتخصصين هم القادرون فقط على تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة أكثر وحشية من تنظيم داعش".

وأضاف: " لم تعتاد حكومة الولايات المتحدة على توقيف الآلاف من الفتيات الصغيرات، واغتصابهن عشرات المرات، أو إلقاء المثليين الجنسيين من أسطح المنازل مثلما يفعل داعش".

وانهالت التعليقات من جانب مستخدمي "تويتر" على تصريحات كومار، وكتب أحد المستخدمين: "تعتقد كومار أن تصرفات الحكومة الأميركية أسوأ من داعش، ولذلك أقترح أنها في حاجة للذهاب والتعايش مع داعش، لمعرفة ما إذا كانت لا تزال مصممة على رأيها"، بينما اتفق مستخدم آخر على أن كومار يجب أن تسافر لتعيش بين صفوف التنظيم المتطرف الذي يسيطر على الأراضي التي يحتلها أكثر من عشرة ملايين شخص، غالبيتهم في العراق وسورية.

وأضاف أحدهم: "إن كومار كانت خير مثال على فساد نظام التعليم"، بينما أكد آخرون أن مواقف أميركا في الشرق الأوسط أنقذت حياة الملايين.

وأعرب بعض مستخدمي "تويتر" عن دعمهم لكومار، موضحين أن لديها الحق في التعبير عن رأيها بحرية، وأنها كانت مبررة في إدانة الولايات المتحدة الأميركية، بسبب عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا في العراق وأفغانستان وباكستان.

ولا تعتبر تلك المرة الأولى التي تطلق فيها كومار تصريحات غريبة ومثيرة للجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شجعت من قبل على إطلاق هتافات عنصرية ضد الرجال البيض عبر إحدى المشاركات على صفحتها في موقع "فيس بوك" العام الماضي.

ويشار إلى أن كومار ألفت العديد من الكتب منها: "الخوف من الإسلام"، و"سياسات الإمبراطورية"، و"خارج الإطار: الجهاز الإعلامي و العولمة".