فاطمة حوّاص

كشفت أصغر مديرة مؤسسة إعلامية في الجزائر والباحثة في مجال الإعلام والاتصال فاطمة حوّاص، عن تفاصيل تجربتها مع الصحافة وعشقها لهذا المجال.

وذكرت في حوار خاص لـ"فلسطين اليوم": "تجربتي مع الصحافة كانت كبداية هامشية منذ الصغر، فلم تكن تستهويني أي مهنة غير الصحافة حتى أثناء لعب الأدوار مع قريناتي، إذ كنت دائمًا حريصة على مداعبة الكمبيوتر الخشبي الذي صنعته من غصن شجرة الصنوبر."

وأردفت حواص، "كبرت وكبر الحلم بداخلي، دخلت كلية الإعلام وحصلت بعد أربع سنوات على شهادة الليسانس التي كانت ورقة لولوج عالم الصحافة الفعلي، وقبلها كانت لي مساهمات على صفحات بعض الصحف الوطنية وأنا طالبة في كلية العلوم السياسية والإعلام".

وعن تجربتها في مواجهة التحديّات وسر نجاحها، أوضحت أصغر مديرة مؤسسة إعلامية في الجزائر، أن الإرادة والإيمان بالفكرة هما سر تحقيق أي مبتغى، فرغم ما  يعترض الإنسان من عراقيل عليه العمل على تجاوزها بخلق جو من التحدي لذاته أولًا ثم لمحيطه.

وأضافت "لم يكن الأمر هيّن عليّ وأنا في بداياتي الأولى مع الصحافة إذ كنت أرى مقالاتي تبصم باسم آخر، وأنا من أجري نهارًا للحصول على المعلومة وأسهر ليلًا لأجل ترتيبها في قصة خبرية، لكن إيماني بغدٍ أفضل كان مؤنسي دومًا"، مضيفة أن "رؤية ما كتبته ينشر دون تعديل من قبل هيئة تحرير الجريدة كان جرعة إضافية لأثق في قدراتي وأعمل على تطويرها من منطلق المتعلمة طبعًا ".

واستطردت حواص، "بعدها عملت كمراسلة صحافية لجريدة وطنية لأكثر من 4 سنوات وكانت تجربة رائعة تعلمت منها الكثير بغض النظر عن ظروف المراسل في الإعلام الجزائري، ثم التحقت بعدها كصحافية في قناة خاصة".

وأشارت إلى ما عرضته عليها إدارة القناة، من مناصب مسؤولة، كمشرفة عامة أو رئيسة تحرير أو مسؤولة عن العلاقات الخارجية، بحكم اختصاصها في السمعي البصري، وباعتبارها أستاذة مؤقتة حينها في جامعة حسيبة بن بوعلي في ولاية الشلف - (208 كلم) غرب العاصمة الجزائر- إلا أنها اكتفت بالصحافية في القسم السياسي للأخبار بقناعة منها وتلك القناعة ذاتها من دفعتها للاستقالة، لتتفرغ بعدها للدراسة والتدريس.

وتشرف فاطمة حوّاص، حاليًا على إدارة مؤسسة إعلامية، وذكرت في هذا الصدد: "تفرغي للبحث العلمي من جهة والتدريس في جامعة حسيبة بن بوعلي من جهة أخرى، لم يكن كفيلًا لفترة معينة بأن يسد بعض الفراغ بداخلي، فكانت نسائم الكتابة الصحافية غالبًا ما تهب حنينها للعودة إلى حضن الصحيفة الورقية، وهو ما حدث بمجرد إصدار جريدة محلية باللغة الفرنسية " لي شليف" إذ التحقت بها كصحافية ثم بعد مدة صرت ضمن هيئة التحرير."

وبينت الباحثة في مجال الإعلام والاتصال، قائلة : "أثناء احتكاكي بالمواطنين في المنطقة رفقة المدير العام للمؤسسة، الذي هو صحافي قبل أن يكون مديرًا كما يقدم نفسه دائمًا، والذي تعلمت منه التواضع قبل قدسية المهنة، إذ كنا نعمل التقارير الصحافية الكبرى سويًا".

وأضافت أن "كثيرًا ما يطلب منّا القراء إصدار نسخة بالعربية بالنظر لطابع المنطقة التي يقل فيها المتحدثون باللغة الفرنسية، فالجريدة تلك لها قراؤها وأكثرهم من الجيل الماضي، من هنا جاءت الفكرة التي منحنا إياها جمهور منطقة الوسط الغربية من الجزائر ممثلة في ولايات الشلف، عين الدفلى، غيليزان وتيسمسيلت".

 وزادت "وتبلورت الفكرة قبل أن يتم العمل على تجسيدها مباشرة عقب تعييني مديرة على رأس الجريدة في حزيران/يونيو الماضي وهي لم تتجاوز 26 عامًا.

 واستكملت:" تحصلنا على الاعتماد من قبل وزارة الاتصال ليتم إصدار العدد صفر في 26 فبراير/شباط، الماضي، الأمر الذي لقي ترحيبًا من الجميع وأصبح للجريدة قراءًا يتجاوبون مع المضامين المقدمة".

وعن سبب تسمية الجريدة بهذا الاسم، أجابت فاطمة حواص، قائلة "إنه بقدر ما ترتبط التسمية في ظاهرها باسم ولاية الشلف إلا أن خلفية التسمية تحديدًا هي رمزية بمعاني متعددة، فالشلف هو أطول واد في الجزائر، ويمتد على مسافة 700كلم والماء هو الحياة كما الإعلام هو حياة التواصل، جريانه يشبه المعلومة في سيرورتها من المصدر إلى المتلقي مرورًا بمتشعبات وقد تتلوث بالإشاعات والدعاية لطرف على حساب آخر، فتستقر أخيرًا في قالب صحفي يبقي على صدق الكلمة بجرأة القلم في طرح المواضيع على صفحات الجريدة، تمامًا كما تصب مياه الوادي في البحر الذي لا يرضى إلا بالصفاء".

واعتبرت المتحدثة، أن "الإعلام الحالي له أهمية بالغة إذ يقف على مواضيع تراها الجرائد الوطنية جزئيات لكن تلك الأخيرة تمثل الأهم في أجندة المواطن البسيط، أضف إلى أنها تشكل وسيط اتصالي مباشر بين المسؤول والمواطن الذي يُسكت صوته حتى لا يُسمع".

وترى حواص أن الجريدة هي منبر لهؤلاء في إطار الصالح العام، كما تعد استثمارًا في الطاقات الشابة المتخصصة.

وعن واقع المرأة الإعلامية الجزائرية وتطلعاتها المستقبلية، أردفت: " لا يزال المجتمع ينظر إلى مهنة الصحافة كمنهة خاصو بالذكور، خاصة أنها لا تعترف بالاستثناءات والمناسبات وحتى الحدود الزمانية والمكانية في سبيل الحصول على المعلومة، فتجد المرأة نفسها وبضغط من النسق الاجتماعي تدرس الإعلام حبًا فيه لكنها تتجه إلى غيره في الممارسة خوفًا من قيود المجتمع بعاداته وتقاليده التي تحصر وظيفة المرأة خارج البيت في التعليم والصحة".

وأوضحت أنّ هذا "ما تعكسه الإحصائيات الأخيرة المقدمة من الوزارة المعنية فعدد 222 صحافية في الصحافة المكتوبة فقط مقارنة بعدد الصحف الذي فاق 125 جريدة يعتبر عددًا ضئيلًا جدًا، ويعكس هذا واقع المرأة الإعلامية التي لازالت تسمع كلامًا في الشارع يحد من تقدمها في المجال."

 وبالحديث عن المستقبل، اعتبرته فاطمة حواص، "متوقفًا عند المرأة في حد ذاتها فالقيمة معطى قبلي وليس بعدي، بمعنى لابد أن تفرض نفسها وتغزو المجال بفكر جديد لا يخرج عن إطار العادات والتقاليد بل يعزز دورها الذي يتعاظم يومًا بعد يوم بوضع بصمتها في خدمة المجتمع وإن تمردت على بعض جزئياته الدونية" .

و واختتمت حديثها موجهة الشكر لموقع "المغرب اليوم" وقالت :" أهنئ كل النساء وأدعو كل امرأة إلى الثقة بالذات فهي مكمن القوة، عيد سعيد لكن وكل عام وأنتن بخير مع دوام التألق."