ريتشل دوليزيل

ظهرت الرئيسة البيضاء للجمعية الوطنية لتقدم الملونين "NAACP"، ريتشل دوليزيل، للمرة الأولى منذ فضيحة ثورتها العرقية، إذ كانت ريتشل تقدم نفسها باعتبارها من السود لمدة سنوات. وردت ريتشل على منتقديها معربة عن عدم اهتمامها بما يقولون، مضيفةً: حقًا لا أحب مصطلح الأميركي الأفريقي، ولكنى أفضل مصطلح السود، وإذا واجهت سؤالًا سأقول بأني اعتبر نفسي من السود.

وكشفت دوليزل عن تفهمها للاحتجاج المحيط بها من بعض الناس بشأن تقديم نفسها بشكل خاطئ، مؤكدةً ضرورة حديثها أولا مع إدارة الجمعية الوطنية لتقدم الملونين ومجتمع السود في هذا الشأن قبل التحدث للعامة. وأوضحت ريتشل أنَّ الأهم هو التوضيح لمجتمع السود والإدارة التنفيذية للجمعية أكثر من الحديث مع مجتمع لا يفهم حقيقة ما هو العرق.

وفي ظل الانتقادات التي تواجهها ريتشل، غابت عن الأنظار لفترة حتى شوهدت يوم الجمعة خارج منزلها وهى تحمل كتابا إلى سيارتها، ومن المتوقع أن تستمر ريتشل في ترأس اجتماع الجمعية الوطنية لتقدم الملونين الأسبوع المقبل بالرغم من الانتقاد الشعبي لها.

وتواجه ريتشل الناشطة في مجال الحقوق المدنية، التي عملت أستاذًا جامعيًا، بشكل مؤقت، في جامعة "شرق واشنطن" مُشكلة أخلاقية بسبب إدعائها الكاذب بكونها من السود.

وأوضح والدا ريتشل، اللذان يعيشان في "مونتانا"، أنَّ ابنتهما تُضلل الناس بشأن أصولها العرقية منذ سنوات، وأنَّهما اكتشفا هذا التضليل عند قراءة مقال يتحدث عن ابنتهما. وأضاف الوالدان: لم تزعم ريتشل أمامنا بكونها ثنائية العرق أو أفريقية أميركية، حسبما ذكرت شبكة "سى إن إن".

وأشار الوالدان إلى أنَّهما لم يتحدثا إلى ابنتهما منذ فترة طويلة، إذ أبعداهم عنها حتى لا ينكشف أمرها، وادعت أنهم يعاملونها بعنف، الأمر الذي نفاه الوالدان. وأضاف الوالدة: لقد اختارت ريتشل أن تبتعد عنا وتعاملنا بعدائية، ولم تردنا أن نراها حتى لا نشوه صورتها. ولذلك تبنى الوالدان 4 أطفال، ثلاثة من الأفارقة الأميركيين الملونين والآخر من هاييتي.

وذكر الوالدان أنَّهما حرصا على إحاطة نفسهما بالأصدقاء من مختلف الأعراق، وعندما تخرجت ابنتهما ريتشل من الجامعة في جاكسون – الميسسيبي - التحقت بجامعة هارفارد والمعروفة تاريخيا بـ"جامعة السود"، وبمرور الوقت بدأت ريتشل تتظاهر بكونها من الأفارقة الأميركيين خلال حديثها في الهاتف وبدأت تغيب عن الأنظار.

وبالرغم من معرفة عائلتها بكونها من البيض، إلا أنَّهم لم يتحدثوا عن أمر ادعائها بكونها من السود إلا حينما طلب منهم الحديث. وعرض الوالدان صور لريتشل وهى طفلة، وظهرت بالصور طفلة شقراء.

وأضاف زاك، (21) عامًا، أحد إخوة ريتشل بالتبني، أنَّ عندما زار أخته أخبرته ألا يتحدث عن والديهما، بينما ذكر الأخ الآخر عذرا، (22) عامًا، أنَّ ما فعلته ريتشل يعكس مزيدا من العنصرية.

وشددت والدة ريتشل على أنَّه كان من الممكن أن تكون ابنتها أكثر تأثيرًا بشكل إيجابي إذا التزمت بالوضوح والأمانة مع الناس.

ومن جانبها؛ دعمت الجمعية الوطنية لتقدم الملونين موقف ريتشل، معتبرة أنَّ هذا الأمر قضية قانونية بين ريتشل وعائلتها. وأضافت في بيان لها: نحن نحترم خصوصية الأمر، وهوية المرء ليست محل نقد أو تقييم، وتلتزم الجمعية بتحقيق العدالة لجميع الأفراد، ونحن نشجع كل الأميركيين من مختلف الأعراق للانضمام لنا.

وكشف والدا ريتشل عن أنَّ العائلة لديها خلفية تشيكية وسويدية وألمانية وأيضًا أميركية، إلا أنَّ ريتشل عند تقديم أوراقها للعمل في لجنة مظالم الشرطة كعمل تطوعي عرفت نفسها باعتبارها تنتمي للبيض والسود الأميركيين.

وفي إطار التناقض الذي يحيط بريتشل، ادعت ـ في وقت سابق ـ أنَّ والدها الأبيض هو زوج والدتها، في حين ظهرت بجوار رجل أسود يدعى ألبرتويلكرسون، بصفته والدها، بالرغم من أنَّ الرجل لم يكشف عن مدى علاقته بها.

وأوضحت إحدى الطالبات لدى ريتشل دولزيل، إليزابيث فيلبيس، أنَّها قلقة تجاه الأمر كافة، مضيفةً: أعتقد أنَّها من أب أسود وأم بيضاء، كما أن زوج والدتها الأبيض اعتاد أن يكون سيئًا، وكان يضرب أخوتها السود، أما والدها الحقيقي فهو من السود.

وتعرضت ريتشل لسؤال من مراسل محطة "KXLY" بشأن علاقتها بالرجل الأسود الذي يظهر معها في الصورة، إلا أنَّها لم تجيب بشكلٍ واضحٍ وابتعدت من طريقه عندما سألها "هل والديك من البيض؟"، وعلقت ريتشل: أنَّ الأمر معقد للغاية وجميعنا ننتمي للقارة الأفريقية.

وتحدثت ريتشل عن أخيها بالتبني، إيزاك، الذي انتقل للعيش مع أخته وقطع علاقته بوالديه بالتبني، وأصبحت ريتشل هي الوصي القانوني عليه. ويبدو أنَّ هذا الأمر أدى لانقسام العائلة بشكل أكبر من إدعاءاتها العرقية.

وتزوجت ريتشل العام 2000، وانتقلت إلى ولاية "ايداهو" لكنها انفصلت عن زوجها ولديها منه ابن، وجرى خطبتها لرجل آخر من الميسييبي، لكنهما انفصلا في شباط/ فبراير العام 2013، وتعرضت ريتشل للإصابة بسرطان الرحم في العام 2006 إلا أنَّها شفيت منه في 2008.

وعملت ريتشل مديرًا لمعهد حقوق الإنسان، وكان لزامًا عليها مواجهة بعض التهديدات من البيض الذين يخشون من وصول النساء إلى السلطة، وفي العام 2012 انتقلت ريتشل للعيش في "سبوكان"، واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن إحباطها من كونها شخص ملون في ركن يضم البيض في أميركا.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، نشرت تعليقا لها على مواقع التواصل الاجتماعي عن فيلم "12 Years a Slave" اعتبرت دولزل أنَّه ربما لا يكون الفيلم الأفضل في تناول أزمة السود والبيض، معربة عن حبها لمظهرها الطبيعي باعتبارها تنتمي للسود.

وتشير السيرة الذاتية لريتشل دوليزل في جامعة "شرق واشنطن" أنَّها وقعت ضحية لثماني جرائم كراهية موثقة، تنوعت بين السرقة والمضايقات العنصرية في حين علقت الشرطة التحقيقات كافة حال ظهور معلومات جديدة.

وبشأن تقديم ريتشل دوليزل لوظيفة تطوعية في لجنة المظالم؛ أوضح المتحدث باسم مدينة بريان كودينجتون، أنَّ المجتمع يريد تحقيق التنوع والتعددية ، وأنَّ اختيار من يتولى العمل في لجنة مظالم الشرطة لم يعتمد على معيار الأصل العرقي، وذلك لتحقيق التنوع بين فريق العمل.

وشدد الرئيس السابق للجمعية الوطنية لتقدم الملونين، جيمس ولبورن، على أنَّ لون الشخص ليس ضروريًا لتوظيفه بالمنظمة، مضيفًا: من الطبيعي وجود شخص ملون في هذا المنصب.